IMLebanon

محمد بن سلمان : … وممَّ يشكو سامي الجميل ؟!

هذا رأي وزير قال لـ«الديار» «هذا وقت الجد»، ليضيف ان قائد الجيش العماد جان قهوجي «على ما اعتقد وعلى ما أجزم» لن يقبل في حال من الاحوال أن تدخل مسألة التمديد له حلبة التجاذب (او الصراع) السياسي. هذا هو رأي كبار الضباط الذين يأخذون على بعض أركان الطبقة السياسية أنهم يسيّسون كل شيء.

وقال «الجيش خط احمر وقيادة الجيش خط احمر». هذا ليس رأيي بل هو رأي مراجع مسؤولة ايضاً تعتبر ان على السياسيين النظر الى المؤسسة العسكرية نظرة من يعي حجم الأهوال التي واجهتها، وحساسية (وخطورة) المهمة التي اضطلعت وتضطلع بها للحيلولة دون انتقال الحرائق السورية الى الساحة اللبنانية…

ولاحظ الوزير ان قيادة الجيش تعمل، بأقصى طاقتها، وعلى مدار الساعة، وعلى امتداد الحدود اللبنانية بكل تعقيداتها وتضاريسها واحتمالاتها، بل وهذا ما يفعله الجيش بأسر. ومن هذه الزاوية بالذات تفترض مقاربة ملف القائد وملف المؤسسة لا من زاوية المصالح والأنانيات واللعبة الداخلية التي وضعت البلاد سياسيا واقتصاديا على حافة الهاوية…

ولا يستبعد الوزير أن يكون لقهوجي موقف حاسم اذا ما حاولت اي جهة استعادة اللغة (الكلاسيكية) اياها في التعاطي مع التمديد او عدمه، اذ ليس مسموحاً تسييس الملف فيما البلاد، وفيما المنطقة، عند مفترقات خطرة تجعل الجيش اللبناني في حالة استنفار قصوى.

وتأكيد منه على ان قائد الجيش لم يبدر عنه اي تصرف أو أي اشارة باتجاه الموقع الرئاسي، «هو يخضع للسلطة السياسية ويقوم بواجباته كاملة في حماية البلاد، ودون ان تؤثر بمهمته المواقف التي تصدر هنا وهناك، وبخلفيات مختلفة».

الوزير تمنى على السياسيين ان يأخذوا بالاعتبار هذا الكلام، وأن يقرروا ما يشاؤون حيال منصب القائد، ولكن دون الزج باسم قهوجي في المعارك السياسية، وما يدور وراء هذه المعارك. بعبارة أخرى وأخيرة «اتركوا الجيش يعمل، ولا تحاولوا دفعه الى الحلبة السياسية بكل آفاتها وبكل مشاكلها».

الى ذلك، واشارة الى ما ذكرته «الديار» غداة مغادرة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت بيروت من ان باريس ستنقل الملف الرئاسي الى نيويورك، صدر عن  رئاسة مجلس الامن الدولي، وبطلب فرنسي، بيان دعا الزعماء السياسيين في لبنان الى «التصرف بمسؤولية وتقديم استقرار لبنان والمصالح الوطنية على السياسة الحزبية».

وحذر من «ان الشغور والشلل السياسي الناجم عنه يضعفان بشكل خطر قدرة لبنان على مواجهة التحديات الامنية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية المتنامية التي تواجه الدولة»، معتبرا «ان انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل وحدة وطنية، وانتخاب مجلس النواب قبل ايار 2017 امور حاسمة لاستقرار لبنان ومرونته الكافية لتحمّل التحديات الاقليمية».

وابدى البيان بـ«اشد العبارات الممكنة قلقه الاعمق حيال الشغور منذ سنتين في رئاسة لبنان»، داعياً الى «الدخول في مفاوضات للتوصل الى تسوية بهدف انهاء الأزمة السياسية والمؤسساتية في لبنان».

كما شدد على «تمكين الحكومة من اداء مهماتها بفاعلية، وشجع الاطراف على اظهار الوحدة وتجديد التصميم على مقاومة الانزلاق الى العنف والفراغ»، لافتا الى «اهمية الرسائل المعززة للاعتدال من زعماء لبنان، بما في ذلك اجراء الحوارات المكثفة والدعوة الى نزع فتيل التوترات الطائفية».

بطبيعة الحال، هناك من كان يراهن على قرار لمجلس الامن يضع لبنان تحت الوصاية الدولية وبتدرج القرارات من 1559 الى 1701 و1757، ودون ان يبقى سراً ان قطباً سياسياً سأل ما اذا كان بالامكان استصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة باعتبار ان الجهة المعطِّلة (وحددها) للانتخابات الرئاسية انما تنتهك السيادة اللبنانية وتعرّض مؤسساتها للخطر…

اوساط سياسية تعتبر ان الصيغة التي وضع فيها البيان تؤكد ان الدول الكبرى تتعامل مع الأزمة (او الازمات) اللبنانية عن بعد، ودون ان تكون هناك مساع جدية منسقة لمساعدة لبنان على الخروج من عنق الزجاجة.

واذ كانت فرنسا من طرحت الموضوع، فهذا اقرار منها بأن كل الجهود والاتصالات التي بذلتها ذهبت هباء، ليكون البيان الرئاسي كتبرئة ذمة لباريس التي لا يزال بعض اركانها يتعامل مع لبنان على انه مولود فرنسي.

ـ رأس الرئيس عند داعش ـ

المبعوثون الفرنسيون قصدوا الرياض وطهران عدة مرات ليتبين لبعض المعلقين ان «رأس الرئيس عند داعش». كيف؟ كل الاهتمام الدولي او معظمه يتركز على كيفية معالجة ملف الارهاب، وهذا ما يحجب الكثير  من الملفات الاخرى التي تتسم بحساسية خاصة، حتى اذا ما عاد التنظيم الى الكهوف أمكن وضع كل الملفات العالقة على الطاولة.

الاوساط اياها ترى ان البيان أشبه ما يكون الى «رفع العتب»، ولا ينتج ديناميكية سياسية أو  حتى سيكولوجية تحمل افرقاء الداخل على تجاوز العوائق، بما في ذلك خطوط التماس، واطلاق الدخان الابيض…

النص انطوى على سلسلة من العبارات «القوية». لكن مطرقة رئيس مجلس الأمن لا تعطي رئيساً بحسب مصادر مرجع سياسي كبير اعتبر ان البيان بدا وكأنه يمدد الازمة حتى أيار المقبل، اي الى ما بعد الادارة الجديدة في الولايات المتحدة وتبلور المشهد الدولي.

هكذا لن يصل رئيس الجمهورية على حصان ابيض كما في قصص السحرة، بل قد يصل على ظهر سلحفاة، اذ أن البيان الرئاسي أخذ بالاعتبار تشابك الاوضاع الاقليمية وتداعياتها على لبنان، حتى ان بعض الديبلوماسيين الاوروبيين في بيروت يعتبرون ان بقاء الساحة اللبنانية تحت السيطرة، اذا ما أخذت بالاعتبار قوة الزلزال السوري الذي تجاوز حتماً مقياس ريختر، ينطوي على معجزة حقيقية.

المشكلة ان ما حصل هو نصف المعجزة، النصف الاخر هو الانتظام السياسي الذي يتكامل مع الانتظام الامني.

فرنسا احاطت اللبنانيين علماً بأن هذا اقصى ما تستطيع ان تفعله، وحتى بمؤازرة «لوجيستية» من الفاتيكان الذي يساوره القلق الشديد على الحضور السياسي للمسيحيين في لبنان.

والديبلوماسية الفرنسية تقول ان على الساسة اللبنانيين ان يفعلوا الحد الأقصى لتحقيق التسوية. ما لاحظه ايرولت خلال لقاءاته في بيروت، ان القوى المحلية تدور حول نفسها، لا أحد جاهز للتقدم خطوة واحدة الى الأمام ما دامت الجدران الاقليمية على حالها…

غير ان المشهد الشرق اوسطي تغير على نحو دراماتيكي منذ ان عاد وزير الخارجية الفرنسي الى باريس. الاحداث التركية هزت كل المعادلات، وحديث عن ارتباك في اكثر من عاصمة في المنطقة مع تأكيد لقاء فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في اوائل شهر آب المقبل.

سلسلة طويلة من علامات الاستفهام حول ابعاد اللقاء بعدما كانت العلاقات بين أنقرة وموسكو قد وصلت منذ أشهر قليلة، الى حدود الانفجار، ما يعني ان الازمات عالقة والتسويات عالقة. هل يستطيع لبنان ايجاد ممر بين الازمات والتسويات يوصل الى قصر بعبدا؟

مصادر عين التينة قالت لـ«الديار» ان الرئيس نبيه بري، وقبل ان يتوجه الى اوروبا، بعث برسائل «خطيرة» الى أكثر من جهة لبنانية، والى حد القول ان القوى المستعدة للقبول بحلول معينة خلال ثلاثية آب (اللهاب) لن تقبل الا ما هو اكثر بكثير اذا لم يؤخذ بالسلة التي تركها على الطاولة.

وتلاحظ تلك المصادر ان الذين دأبوا على مهاجمة السلة بصورة شبه يومية، يبدون الآن حائرين حول ما يمكن ان يطرحوه في جلسة الحوار كبديل من السلة، لتشير الى ان المرحلة المقبلة ستكشف من هي الجهات التي تعطل التسوية وتراهن على تطورات اقليمية قد تذهب في الاتجاه المعاكس بعد حصول ما حصل في تركيا وتزعزع المعادلات الاقليمية بأسرها.

ـ لو قال جنبلاط ـ

جنبلاط يدرك حساسية المرحلة وحساسية ما بعد المرحلة. لو كان باستطاعته لقال الكثير في تداعيات الحدث التركي، حتى وان قالت باريس ان نحو 100 ارهابي تابعين لـ«داعش» يدخلون يومياً من تركيا الى سوريا…

وهناك اكثر من جهة ديبلوماسية تقول ان الفرنسيين بدأوا يتكلمون بلغة مختلفة عن دمشق، وان كان قصف القاذفات الفرنسية لقرية قرب منبج، وسقوط اكثر من 100 مدني قد أحرج باريس كثيراً، وأظهر ان سياساتها، وحتى العسكرية منها، تنطلق من «اللحظة العصبية» لا من «اللحظة الديكارتية».

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ينظر بعين الحذر، بل والارتياب، الى ما يمكن ان يستجره الحدث التركي على سائر بلدان المنطقة، يريد لسيناريو التسوية ان يكون متكاملا، لا متقطعاً، لاعتقاده ان «الخط الدرامي» للأزمة واحد.

وبمعنى آخر، التوافق على رئاسة الجمهورية يستدعي، حكماً، التوافق على رئاسة الحكومة. واذ يبدو ان الاتيان برئيس غير العماد ميشال عون دونه «الجبال»، فان الرئيس سعد الحريري جاهز للعودة، بكامل أناقته الى السرايا الحكومية.

ـ صقور المستقبل ـ

الصقور في تيار المستقبل يشيرون الى ان انتخاب عون مستحيل اذا بقي متشبثاً بورقة التفاهم مع «حزب الله»، وهو التفاهم الذي في نظر الصقور، تحوّل الى تحالف استراتيجي يتجاوز أحياناً الحدود اللبنانية…

في المقابلة التلفزيونية الاخيرة بدا الدكتور سمير جعجع بعيداً جداً عن هذه النظرة، والى حد القول ان «حزب الله» لا يستطيع ان يتحمل الجنرال رئيساً للجمهورية، حتى ولو اعتبر البعض ان هذا الكلام هو من قبيل المقاربة السريالية للواقع وللوقائع…

وما يتردد في الاروقة الخلفية ان ما يسمعه رئيس حزب «القوات اللبنانية» حول حساسية الاشهر المقبلة يجعله يقف جنباً الى جنب مع جنبلاط في محاولة اقناع الحريري بالتلفظ باسم رئيس تكتل التغيير والاصلاح، وان كانت المعلومات تقول ان المهم اقناع من هم وراء رئيس تيار المستقبل لان الرجل قد يكون على أهبة الاستعداد للانخراط في السيناريو اذا ما تلقى الضوء الاخضر.

هذا ليس رأي النائب مروان حمادة الذي يستشعر شيئاً ما في الافق، فيرى ان ترشيح عون وفرنجية «ساهم في عرقلة الاستحقاق الرئاسي بدل حله»، آملاً بأن يخرج من «الصندوقة» اسم ثالث، و«هذا يكون من حظ لبنان واللبنانيين».

هل تناهى الى حمادة ما سبق ان نقله رجل أعمال لبناني وقريب من ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من ان هذا الأخير، وخلال لقاء مع رجال اعمال لبنانيين لأمور تتعلق بمشاريع محددة، سأل «وممَّ يشكو سامي الجميّل» بالطبع كرئيس للجمهورية.

لو طرح السؤال في بيروت لكان الجواب من قبيل «يشكو من أشياء كثيرة». على الأقل لا مكان للشيخ بين الجنرال والحكيم.

لا أسلحة على متن الباخرة التركية ؟

اثارت قضية تفتيش الباخرة الآتية من تركيا الى مرفأ طرابلس بلبلة قي اوساط المدينة خصوصا ان اجراءات الجيش الاحترازية التي قام بها بتفتيش الباخرة كانت نتيجة وثيقة امنية تفيد عن وصول اسلحة وذخائر الى مدينة طرابلس عبر مرفئها ووصول الباخرة التركية الى مرفأ طرابلس لاول مرة تحمل شاحنات محملة بالخضر دفع بالجيش اللبناني الى تفتيشها والاستعانة بالكلاب البوليسية. وبعد عملية تفتيش واسعة تبين ان معظم الشاحنات وضعها سليم، على ان يتم استكمال تفتيش الشاحنات الباقية اليوم. ولم يتم العثور على اي اسلحة او ذخائر.