IMLebanon

عملية احترافية وخاطفة جنّبت لبنان تفجيرات إرهابية 

انجاز نوعي جديد للجيش اللبناني ومخابراته في اطار الحرب الاستباقية ضد الارهابيين، ادى الى سقوط امير «داعش» في قبضة الجيش اثر عملية احترافية ومهارة استخباراتية غير مسبوقة، وبسقوط عماد ياسين الذي يملك كثيراً من الاسرار والخفايا، يسقط اخطر الارهابيين في لبنان.

فقد نفذت قوة خاصة من مخابرات الجيش اللبناني عملية نوعية باعتقال امير داعش عماد ياسين في مخيم عين الحلوة وهي تعد سابقة مع «تسلل» القوة الى داخل المخيم وتحقيق هدفها بدقة عالية اثارت اعجاب الملحقين العسكريين الاجانب في لبنان الذين اشادوا باداء الجيش اللبناني.

هذه العملية هي لبنانية مئة بالمئة دون اي مساعدة من اي فصيل فلسطيني وهي جاءت بعدما نجحت اجراءات الجيش الاستباقية في احباط مخطط امير داعش عماد ياسين في تنفيذ سلسلة عمليات متزامنة عبر انتحاريين في اكثر من منطقة لبنانية حددت ساعة الصفر لها خلال فترة عيد الاضحى. ويشار الى ان الانتحاريين لم يتمكنوا من الخروج من جحورهم نتيجة الاجراءات المشددة للجيش التي شلت حركتهم. وتتركز التحقيقات حاليا على معرفة تفاصيل واماكن وجود هذه المجموعات.

وعلمت «الديار» ان الاوامر التي اعطيت اليه صادرة من والى الرقة في سوريا بحسب ما بينت المتابعة التقنية لاتصالات ياسين التي كانت ترصدها مديرية مخابرات الجيش.

وفي تفاصيل الاعتقال، انطلقت مجموعة الخاصة من مديرية المخابرات فجرا من وزارة الدفاع في اليرزة بسرية تامة لتصل هدفها وفقا للخطة الموضوعة والتي اخذت بعين الاعتبار الموعد الدقيق لخروج امير داعش باتجاه مسجد زين العابدين بن علي الواقع الى الطرف الشمالي من منطقة التعمير.

والحال ان القوى المداهمة قامت بمباغتته بشكل لم يسمح له باستعمال مسدسه الخاص الذي يحمله دائما تحت يده اليسرى مسيطرة على حركته اثناء توجهه نحو مسجد زين العابدين بن علي الذي يقع عند الحدود الشمالية لمنطقة التعمير. وضمن مجمع دأب عماد ياسين على استخدامه لعقد اجتماعاته مع عناصر وسحبه خارج المخيم مستخدمة المسار ذاته التي دخلت منه. والجدير بالذكر ان العملية لم تتعد دقائق بين دخول القوى وخروجها  مع الهدف الذي وجد نفسه في وزارة الدفاع قبل ان يدرك «ارهابيو ياسين» ان رأسهم المدبر اصبح في عهدة مديرية مخابرات الجيش.

ـ بيان الجيش ـ

مديرية التوجيه في الجيش اللبناني اصدرت بيانا  اوضحت  فيه انه بنتيجة الرصد والمتابعة الدقيقة، وفي عملية نوعية تمكنت قوة تابعة لمديرية المخابرات صباح امس  في حي الطوارىء داخل مخيم عين الحلوة ، من توقيف الفلسطيني عماد ياسين. والمدعو ياسين المطلوب بموجب عدة مذكرات توقيف، كان قبيل القاء القبض عليه ، بصدد تنفيذ عدة تفجيرات ارهابية ضد مراكز الجيش ومرافق حيوية وسياحية واسواق تجارية واماكن سكنية في اكثر من منطقة لبنانية ، بتكليف ومساعدة من قبل منظمات ارهابية خارج البلاد. بيان الجيش اللبناني افاد ان التحقيق مع الارهابي عماد ياسين بوشر باشراف القضاء المختص.

ونفت قيادة الجيش ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول خطف احد العسكريين في مخيم عين الحلوة من قبل مجموعات مسلحة.

وعزز الجيش اللبناني وجوده حول المخيم بعد العملية وقطع كل الطرقات والمداخل الشرعية وغير الشرعية. ووجه انذاراً للمسلحين عبر الفصائل الفلسطينية بان اي رد فعل من قبلهم ضد الجيش سيواجه برد قوي.

ـ من هو الارهابي عماد ياسين؟… ـ

الارهابي عماد ياسين ياسين، صاحب السيرة الارهابية الحافلة بالعمليات الاجرامية التي استهدفت الجيش اللبناني ومناطق سكنية عديدة في لبنان، فلسطيني من مواليد 1969 من مخيم المية ومية في شرق صيدا، يقيم متخفيا في حي الطوارىء المتاخم لحاجز الجيش اللبناني عند الطرف الشمالي للمخيم،  وهي منطقة تخضع بالكامل لسيطرة المجموعات الارهابية، وكانت معقلا لتنظيمي «فتح الاسلام» و«جند الشام»، يحمل العديد من الالقاب للتمويه على شخصيته، ومنها ابو هشام وابو بكر واسم اخر يطلقه على نفسه هو عماد عقل وانشق عام 2003  عن عصبة الانصار الاسلامية وشكل تنظيم «جند الشام»، صدرت ضده عدة مذكرات واحكام على خلفية تورطه في عمليات ارهابية موصوفة، وكان تعرض قبل سنوات لمحاولات اغتيال لكنه نجا منها، فيما اكدت التقارير الامنية اللبنانية والفلسطينية، انتماء ياسين الى تنظيم «داعش» وقيادة عملياتها الارهابية في لبنان. علماً أن الارهابي ياسين تعرض لمحاولة اغتيال عام 2008 في مخيم عين الحلوة واصيب في بطنه وقدميه ويده اليمنى حيث تم علاجه داخل منزله بعد الاصابة الخطيرة الذي تعرض لها ولازم منزله لاشهر طويلة وتجنب الظهور علناً.

وكان ياسين  يخطط لاستهداف السوق الشعبي في النبطية وقيادات اسلامية في صيدا ومواقع في جبل لبنان ومطعم KFC في الضبية.

ـ الوضع الامني في المخيم ـ

في موازاة ذلك،  تسيطر على مخيم عين الحلوة، اجواء التوتر الشديد منذ منتصف الليلة الماضية، بعد اشتباكات مسلحة دارت بين مجموعات موالية لجماعات ارهابية من جهة وعناصر حركة «فتح» تابعة للينو من جهة ثانية، واستخدمت فيها اسلحة حربية رشاشة وقاذفات صاروخية، على خلفية اغتيال عنصر من حركة «فتح» يدعى سيمون طه قبل ايام.

وكانت الاشتباكات التي استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقاذفات الصاروخية، شلت مظاهر الحياة في المخيم، ودفعت بعشرات العائلات الفلسطينية الى مغادرة الاحياء التي شهدت اشتباكات الى خارج المخيم، وتجمعوا في شوارع صيدا، واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية الى حواجزه القائمة عند مداخل المخيم الاربعة، وتعمل عناصره على اتخاذ اجراءات امنية مشددة، تُخضع العابرين لتفتيش دقيق. واكدت مصادر امنية ان الجيش سيرد على اي اعتداء يطال موقعه ومراكزه المتاخمة للمخيم، نافيا ما اشيع عن خطف جندي من جنوده.

حي الطوارىء، وهو الحي الذي يقيم فيه كبار المسؤولين في الجماعات الارهابية ومن داخله اعتقل ياسين  صباحا، انتشر في شوارعه عشرات المسلحين المقنعين الذين ينتمون الى هذه الجماعات، عصبة الانصار الاسلامية. وفي سعي منها لمعالجة اي تداعيات ترتبط باعتقال الارهابي عماد ياسين، توجه وفد منها الى حي الطوارىء لازالة التوتر وسحب المسلحين من الشوارع. التوتر الشديد يلف مخيم عين الحلوة ومنطقة التعمير، مع استمرار انتشار مسلحي الجماعات الارهابية المنضوية باسماء» الشباب المسلم» وجند الشام «و «فتح الاسلام» وهي تنظيمات تتفرع من تنظيم داعش الارهابي. علماً أن الاشتباكات كانت قد بدأت على اثر مقتل الشاب  الفلسطيني اسامة طه المتهم من قبل الارهابيين بالتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية وكان يعمل سائق تاكسي، وكل الارهابيين الذين سلموا انفسهم كان يتولى نقلهم من المخيم كما تشير المعلومات التي تنقل ايضاً ان طه هو اول من قام بتصوير عماد ياسين والكشف عن شخصيته.

القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، التي بحثت اوضاع المخيم، في مبنى السفارة الفلسطينية في بيروت في حضور السفير اشرف دبور، اكدت على حماية الوجود الفلسطيني في لبنان وعلى المحافظة على امن المخيمات والجوار، وشددت على تفعيل دور القوة الامنية الفلسطينية في المخيم وملاحقة العابثين بأمنه من خلال مسلسل الاغتيالات، واعتبرت ان امن المخيمات هو جزء من الامن اللبناني، مطالبة الحكومة اللبنانية بمقاربة الوضع الفلسطيني بكل جوانبه السياسية والانسانية والاجتماعية، واكدت حرصها على التعاون مع الجيش اللبناني.

ويقول قيادي فلسطيني في مخيم عين الحلوة لـ «الديار»، ان كل التقارير الامنية التي كانت ترصد حركة الارهابيين اللبنانيين والفلسطينيين، تؤكد ان ياسين هو امير لتنظيم «داعش» الارهابي، منذ اكثر من عامين، وانه كان يتبع اجراءات امنية تموه حركة تنقلاته، وان العشرات من انصاره يقومون بصورة يومية بتأمين الحماية الامنية خلال تنقلاته النادرة ومكوثه في منازل متعددة في حي الطوارىء، وان له صلات واسعة مع قيادة «داعش» في الرقة في سوريا، وان التحقيقات التي اجرتها القوة الامنية المشتركة المشكلة من الفصائل الفلسطينية، وخلال تحقيقاتها في احداث امنية جرت في الفترة الماضية، تؤكد ضلوع ياسين في العديد من العمليات الارهابية.

ـ المقدح لـ «الديار» : المهم امن المخيم والجوار ـ

وفي حديث للديار قال اللواء منير مقدح وهو قائد كتائب شهداء الاقصى: «انها عملية امنية قام بها الجيش اللبناني وقد  تم اعتقال عماد ياسين على بعد امتار من حاجر الجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة». وشدد مقدح ان الاولوية عند القيادة الفلسطينية هي عدم تفاقم الوضع الامني داخل المخيم من خلال التواصل مع كل الاطراف المعنية بأمن المخيم اضافة الى عدم الاحتكاك مع الجيش اللبناني .

وتابع اللواء منير مقدح ان القيادة الفلسطينية تحرص على امن المخيم وامن الجوار وقد تمكنت من اتمام ذلك.

ـ ابو عماد الرفاعي: استبعد الانفجار في المخيم ـ

استبعد مسؤول حركة الجهاد الاسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي اي تطورات عسكرية بعد اعتقال ياسين وأكد ان الامور في المخيم متجهة للهدوء ولا قدرة لهؤلاء على فتح اي اشتباك مع الجيش اللبناني، وبالتالي لا داعي لاشاعة الخوف لدى شعبنا الفلسطيني المتمسك بحق العودة وقضيته العادلة.