IMLebanon

طرابلس تتوافق على الإنماء.. وتنورين والقبيات «أم المعارك»

«المستقبل» يدين قتل الحجيري: نفْخ في الفتنة لا ينصف المخطوفين ولا يعيد الشهداء

طرابلس تتوافق على الإنماء.. وتنورين والقبيات «أم المعارك»

انطلق العد العكسي للمرحلة الرابعة والأخيرة من الاستحقاق البلدي والاختياري الأحد المقبل في الشمال، حيث غّلب العقلاء والحرصاء على عاصمته لغة التوافق على ما عداها من لغات التجييش السياسي والحزبي صوناً «لطرابلس« ومصالح أبنائها الإنمائية والحياتية والاجتماعية والاقتصادية، بينما تتجه الأنظار إلى كل من تنورين والقبيات بوصفهما من الساحات الشمالية القليلة التي ستشهد «أم المعارك» الانتخابية بين لوائح عائلية وأخرى حزبية.

ففي طرابلس، وبينما لفت أمس الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس نجيب ميقاتي والنواب سمير الجسر، أحمد كرامي، محمد كبارة، بدر ونوس وروبير فاضل وخلص بعد تنسيق هاتفي مع كل من النائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي إلى تأكيد دعم لائحة «لطرابلس« التوافقية، أوضح مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة لـ«المستقبل» أنّ التوافق الذي حصل هو «توافق على إنماء طرابلس وليس على المحاصصة»، مشيراً في هذا المجال إلى أنّ أعضاء اللائحة هم محايدون سياسياً ويشكلون «فريق عمل متجانساً من أصحاب الكفاءات العلمية والخبرات العملية ومن الناشطين في المجتمع المدني الفعّال الذي سبق وقدّم مشاريع كثيرة للمدينة وخصوصاً لباب التبانة وللمناطق التي تعرضت لأحداث أمنية في الفترات السابقة»، كما أكد كبارة في هذا السياق أن من ضمن برامج هذه اللائحة «إعادة هيكلة المجلس البلدي إدارياً ليواكب ويلبي حاجات المدينة بالتعاون مع إدارات الدولة بما يؤدي إلى تسهيل إنجاز المشاريع المعدة أو التي هي قيد التنفيذ لإنماء طرابلس».

توازياً، شددت مصادر اقتصادية لـ«المستقبل» على أهمية أن يضطلع المجلس البلدي الجديد بمهام تواكب العصر لكي تأخذ طرابلس دورها ومكانتها الطبيعية في الإنماء والتطور، مذكرين في هذا المجال بالإشارات التي لفت إليها عدد كبير من الديبلوماسيين والمسؤولين الأممين خلال زياراتهم طرابلس إزاء دورها المحوري وما ينتظرها من تحديات إنمائية وفرص نهوض اقتصادية مركزية بعد انتهاء الحرب في سوريا نظراً لتماسها الجغرافي مع الحدود السورية.

تنورين والقبيات

أما على ساحة المعارك الانتخابية المرتقبة، فتبرز تنورين في قضاء البترون حيث يُعدّ تحالف «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» العدّة لخوض معركة انتخابية إلغائية ضد لائحة الوزير بطرس حرب والعائلات. وإذ اختصر حرب الحماوة الانتخابية المنتظرة في تنورين بقوله أمس رداً على سؤال تلفزيوني عما إذا ستكون الانتخابات البلدية فيها «أم المعارك» الشمالية: «هي أم المعارك وأبوها»، يخوض العونيون والقواتيون معركة قاسية ضد حرب في محاولة لتحجيمه وإقصائه انتخابياً في معقله تنورين حيث يسعى تحالف الطرفين إلى تحقيق الربح الكامل أو أقله إحراز خرق وازن في مواجهة اللائحة المدعومة من حرب، الأمر الذي علقت عليه أوساطه بالقول لـ«المستقبل»: «هيدي ما رح يشوفوها والنتائج الأحد هي اللي بتحكي». في حين نقلت أوساط عائلية لـ«المستقبل» أنّ «المجتمع التنوري شعر باستفزاز كبير من خلال المنحى الذي يدفع «التيار الوطني» و«القوات» تنورين باتجاهه من خلال مساعيهما الحثيثة لتحوير المعركة الانتخابية من ديموقراطية إلى إلغائية لحرب ولإرادة العائلات في المدينة«.

وفي الغضون، تستعد القبيات في عكار لخوض غمار معركة انتخابية قاسية مماثلة لمعركة تنورين بين النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل الضاهر من جهة ولائحة عونية قواتية من جهة مقابلة تخضع للمعايير والأهداف السياسية نفسها لناحية محاولة «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» إقصاء حبيش والضاهر عن المشهد السياسي والانتخابي في معقل عائلتيهما التاريخي. وإذ تكتسب معركة القبيات حماوتها الانتخابية من زاوية التصدي العائلي للسطوة الحزبية عليها، تنقل أوساط اللائحتين المتنافستين أجواء تشي باحتدام المعركة المرتقبة وسط تأكيد كل من الجانبين أنها ستكون «على المنخار» ومن الصعب استشراف نتائجها قبل إقفال صناديق الاقتراع مساء الأحد المقبل.

جريمة قتل الحجيري

أمنياً، برزت أمس جريمة خطف وقتل الشاب حسين محمد الحجيري التي جاهر بارتكابها معروف حمية والد الجندي الشهيد محمد حمية الذي سبق أن قتله الإرهابيون بعد اختطافه من عرسال، إذ عمد الجاني ومعاونوه قبل ظهر أمس إلى خطف المجني عليه من بعلبك ثم إعدامه بوابل من الرصاص وإلقاء جثته على قبر الشهيد حمية في جبانة طاريا، قبل أن يُطلّ حمية في سلسلة إطلالات إعلامية ليتباهى بجريمته باعتبارها جريمة أخذ بالثأر من مصطفى الحجيري (شقيق والد المغدور)، متوعداً بمزيد من جرائم القتل بحقه وبحق كل من رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري ومختارها وأقاربهم.

وعلى الأثر، تسارعت الاتصالات مع المعنيين في عرسال من آل الحجيري لضبط النفس وعدم الانجرار إلى النيران الفتنوية التي أشعلتها جريمة معروف حمية. في حين دان «تيار المستقبل» وكتلته النيابية هذه «الجريمة الخطيرة المستنكرة التي أزهقت روح شاب بريء»، مع التشديد على كونه «انتقاماً بشعاً لا يعيد الجنود الشهداء إلى أهلهم ولا ينصف تضحيات الجنود الذين ما زالوا مخطوفين« إنما هو «نذير شؤم يعيد النفخ في رماد الفتنة ويفتح الباب على مخاطرها التي تستهدف السلم الأهلي بما يخدم أهداف المجموعات الإرهابية المسؤولة أولاً وأخيراً عن جريمة خطف جنودنا وقتل بعضهم»، وسط التحذير من «خطورة الانجرار وراء عقلية الثأر»، والتشديد على وجوب «التدخل السريع من جانب الحكومة والمرجعيات السياسية والدينية لدرء الفتنة»، وعلى ضرورة مسارعة «أهل الحل والربط في عرسال واللبوة وجوارهما إلى احتواء ما حصل والعمل على تغليب منطق الحكمة على عقلية الثأر، والتمسك بمنطق الدولة ومؤسساتها باعتبارها الوحيدة الكفيلة بإعطاء كل ذي حق حقه تحت سقف القانون (…) والمسؤولة حصراً عن ملاحقة المجرمين والاقتصاص من قتلة الشهيد حمية وكذلك أيضاً وبذات المقدار من قتلة الشهيد الحجيري».