IMLebanon

الدولة تستوعب تمرّد سجن روميه.. فجراً

نصرالله للسعودية: كفى.. والحريري يرد: إنها «العاصفة»!

الدولة تستوعب تمرّد سجن روميه.. فجراً

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والعشرين بعد الثلاثمئة على التوالي.

لم تُخرج «المنازلة اليمنية»، لا «حزب الله» ولا «المستقبل» من على سكة حوار سياسي صار مجرد استمراره، الأكثر تعبيراً عن مصلحة كليهما، بثبات معادلة الاستقرار، ولو بحدها الأدنى.

وفيما كانت وزارة الداخلية تواصل الاستعداد لتنفيذ خطة أمنية تشمل العاصمة والضاحية الجنوبية، قبل نهاية الشهر الحالي، جرت، أمس، محاولة مكشوفة للمسّ بما أنجز من إجراءات أمنية حتى الآن، تمثلت في احتجاج واسع النطاق نفذه الموقوفون الإسلاميون في سجن روميه، احتجاجاً على ما أسموه «سوء المعاملة» في المبنى «دال» الذي كانوا قد نقلوا إليه في منتصف شهر كانون الثاني الماضي.

وابلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق «السفير» بعيد منتصف الليل إن التمرد قد انتهى، وأن الأمور قد عادت إلى طبيعتها، وتم الإفراج عن العسكريين الذين كانوا محتجزين، بالإضافة إلى الضابطين الطبيبين، وان آمري السجن قاموا بتعداد السجناء، ومن ثم أعادوا توزيعهم وفق الترتيبات التي سبقت التمرد.

وقالت مصادر أمنية لـ «السفير» إن عدداً من الموقوفين الإسلاميين تمكنوا من سرقة مفاتيح السجن من أحد العسكريين، ومن ثم قاموا باحتجازه و11 عسكرياً بالإضافة إلى ضابطين طبيبين، وفتحوا كل أبواب السجن بعضها على بعض اثر خلعها وكسرها، فضلا عن حرق فرش أسفنجية وأغطية.

وقد وضعت خمس سرايا من الفهود في قوى الأمن الداخلي في حالة تأهب داخل السجن، وخصوصا في المبنى «دال» بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي عزز قواته في محيط روميه، فيما كان وزير الداخلية يتابع حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الموقف من مكتبه في وزارة الداخلية. وقال المشنوق، تعليقاً على ما جرى، إن الوضع «تحت السيطرة ولن يعود السجن إلى سابق عهده من الفوضى مهما كان الثمن».

نصرالله: لا تخطئوا الحسابات

سياسياً، أطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر الشاشة على جمهور احتشد في مجمع سيد الشهداء، بعنوان التضامن مع اليمن، ناصحاً بعض اللبنانيين بأن «يهدّئوا أحصنتهم»، وأن «لا يحتفلوا بنصر عاصفة الحزم من الآن». وتوجه إليهم قائلا: «انتظروا قليلاً .. لا تخطئوا بالحسابات، أبقوا احتمالاً.. قبل أربع سنوات بنيتم كل سياساتكم واستراتيجياتكم وتكتيكاتكم وخطابكم السياسي وشعاراتكم وتحالفاتكم على قاعدة أن النظام في سوريا سيسقط بعد شهرين، وهذه السنة الخامسة. واضطررتم أن تصلوا إلى مكان وتقولوا نعم».

أضاف: «لكم قراءة ولنا قراءة، ولا مشكلة في الانتقاد، طبعاً، ليس من الصواب أن نشتم بعضنا بعضاً ولا أن نعتبر النقد شتائم. اليوم في المسألة اليمنية ليحتفظ كل منا بموقفه، ليعبّر عن موقفه وعن قناعته وعن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة مع التوصية بالالتزام بالحدود والضوابط الأخلاقية. وكما عملنا على تحييد لبنان عن المأزق أو الأزمة أو الصراع في سوريا برغم مخاطره الكبرى، كذلك نحن لا نريد أن ننقل هذا الخلاف وهذا الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان».

واعتبر أن الأمور تحتاج إلى وقت ليقتنع النظام السعودي بأن الأفق مسدود في اليمن، وتوجه إليه قائلا «اعمل معروف انزل من على الشجرة»، داعيا «العالم الإسلامي» إلى التدخل.

وبعدما توجه بالشكر إلى سوريا «لأنكِ صمدتِ ولم تستسلمي، ولم تخضعي للفكر التكفيري الأسود»، قال: «آن الأوان لأن يقف المسلمون والعرب ليقولوا للمملكة العربية السعودية كفى كفى». وأكد أن «الخاسر الأكبر في كل ما جرى ويجري منذ سنوات إلى اليوم هو فلسطين، والرابح الأكبر هو إسرائيل».

الحريري: ملتزمون بالحوار

وقد سارع رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري للرد على الخطاب، ورأى أن نصرالله هو «على خطى السيد علي خامنئي: إبداع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية». وقال «ما سمعناه حفلة منسّقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الأحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسسها وقيادتها»، محذراً من أن «تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من أكبر مقامٍ في طهران إلى أصغرهم في الضاحية».

وأضاف: «التصعيد المتواصل لحزب الله لن يستدرجنا إلى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم الأهلي، فإذا كانت وظيفتهم تدفعهم للتضحية بمصالح لبنان كرمى لأهداف الحوثي، فإن المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود أفعال مماثلة».

وأكد «اننا أمناء على درء الفتنة عن لبنان». وختم سائلاً: «لماذا كل هذا الجنون في الكلام»؟ وأجاب «انها عاصفة الحزم يا عزيزي».

قهوجي يجول في الجنوب

وفيما كانت الأجهزة العسكرية والأمنية تواصل رصد الشبكات الإرهابية، كانت لافتة للانتباه الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي، أمس، الى الجنوب (منطقة مرجعيون)، عشية الذكرى الـ19 لمجزرة قانا (18 نيسان 1996)، وأبدى من هناك اطمئنانه للاستقرار اللبناني الذي يشكل أولوية مطلقة لدى الجيش «مهما كلف ذلك من أثمان وتضحيات»، ودعا الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الحدود الجنوبية، لتعزيز إجراءاتها الدفاعية والأمنية «للتصدي لأي اعتداء إسرائيلي محتمل والحفاظ على استقرار المناطق الحدودية».

وشدد قهوجي على أهمية التعاون والتنسيق بين الجيش و «اليونيفيل»، مشيرا إلى «أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والأحداث الإقليمية التي تطال بشظاياها لبنان بشكل أو بآخر، تستدعي من الجيش أقصى درجات الجهوزية والاستعداد لمواجهة التحديات والأخطار، خصوصا خطري العدو الإسرائيلي والإرهاب».

وأكد أن الجيش «بات اليوم أكثر قوة ومناعة من أي وقت مضى، في ظل الإجماع الوطني حوله، والإنجازات المتواصلة التي يحققها على صعيد مكافحة التنظيمات والخلايا الإرهابية على الحدود الشرقية وفي الداخل».

وأكد قهوجي «عدم سماح الجيش للإرهابيين بالتسلل إلى أي قرية أو بلدة لبنانية تحت أي ظرف من الظروف». وقال، عشية تسلم الجيش دفعة السلاح الفرنسية الأولى في إطار الهبة السعودية، ان «ورشة تسليح الجيش وتدريبه من خلال مساعدات الدول الصديقة، ناشطة على قدم وساق، وهذا دليل واضح على الثقة الدولية بدور الجيش اللبناني وكفاءته القتالية».

ابراهيم: مؤشرات إيجابية

وفي السياق نفسه، شدد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على أن إيقاع لبنان مضبوط. واعتبر استمرار الحوار دليلا على أن الأطراف المعنية تسير في طريق غير مسدود. وجدد تفاؤله بحل قريب لملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة»، ولو أنه أبدى خشيته من نكسات اللحظات الأخيرة «لتحسين شروط التفاوض وليس العودة الى نقطة الصفر».