IMLebanon

لقاء الحريري وجنبلاط: اتفاق على بذل الجهود لايجاد تسوية جامعة 

الجمود السياسي الذي ميز عطلة عيد الاستقلال في الداخل اللبناني لم ينحسب على الخارج، اذ سجل في باريس امس اجتماع ملفت بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط انتهى الى اتفاق على ضرورة بذل كل الجهود لايجاد تسوية وطنية جامعة، تعالج بداية ازمة الشغور الرئاسي.

والى جانب هذا اللقاء، اكد النائب احمد فتفت لوكالة اخبار اليوم امس حصول لقاء بين الرئيس الحريري والنائب سليمان فرنجية، وقال: اللقاء حصل فعلا في باريس، وهو امر طبيعي، ونفي حصوله كان لاسباب امنية.

فقد استقبل الحريري في مقر اقامته في باريس امس، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري والسيد نادر الحريري.

وأشار بيان أصدره المكتب الاعلامي للحريري إلى أن البحث تناول الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والأزمة السياسية المتمادية وما باتت تمثله من مخاطر جمة على ميثاق لبنان واستقراره وأمنه واقتصاده الوطني، في ظل الأحداث الدامية في محيطنا العربي.

البحث عن تسوية

وأوضح أنه كان هناك اتفاق خلال اللقاء على ضرورة بذل كل الجهود لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ ميثاقنا الوطني وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بداية أزمة الشغور الرئاسي، وتضع حدا لتداعي مؤسساتنا الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من أوضاعه الحالية وتوجد حلولا للازمات الاجتماعية المتراكمة.

ولفت إلى أن الاتفاق تم على متابعة الاتصالات مع باقي المكونات الوطنية والقوى السياسية للبحث في سبل إطلاق وانجاز هذه التسوية بأسرع وقت.

وقد رأت مصادر الرئيس نبيه بري ان اجتماع باريس يأتي في اطار لقاءات واتصالات تجري خلف الكواليس لاعداد تسوية وطنية جامعة مرتقبة. وقالت ان السرعة المطلوبة ضرورية تفرضها المخاطر المحيطة بلبنان ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية كاولوية في مشروع التسوية.

فتفت يؤكد

وقد أكد عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت ان اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية قد حصل فعلا في باريس، وهو امر طبيعي، وقد يتم بين اي مسؤولين لبنانيين، خصوصا ان تيار المستقبل لا يضع فيتو على احد بدليل الحوار الثنائي الحاصل مع حزب الله. وبالتالي لا مشكلة في فتح حوار مع اي طرف سياسي آخر، في ظل الازمة الراهنة التي تحتاج الى مخارج معينة، وبالتالي لا بد من خلق الظروف المؤاتية.

واكد ان ثوابت تيار المستقبل والرئيس الحريري ما زالت هي ذاتها لا سيما بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي، موضحا اننا نصر على رئيس توافقي. واعتبر ان التوافق ينطلق من المعسكر المسيحي.

وعن نفي حصول اللقاء بين الحريري وفرنجية، قال فتفت: كان ذلك لاسباب امنية، حيث كل من الحريري وفرنجية كان يريد الانتقال الى مكان آخر. واوضح ان الحريري على تواصل مع كل اطراف ١٤ آذار لا سيما المسيحيين منهم، فقد حصل لقاء في الرياض وستحصل لقاءات اخرى.

وسئل: هل بدأ البحث عن اسم توافقي، قال: هذا ما نسعى اليه. وفي سياق متصل اشار فتفت الى ان اللقاءات التي يعقدها الرئيس الحريري مع عدد من المسؤولين تبحث في الازمة السياسية الراهنة وكيفية الخروج منها، معتبرا ان لكل اجتماع اطارا مختلفا، وتيار المستقبل منفتح على كل الطروحات من اجل اخراج البلد مما يتخبط به.

وتابع: لكن نحن على يقين انه قبل حصول تطورات ايجابية على الساحة السورية فمن الصعب حصول تطور فعلي في الداخل اللبناني.

وليس بعيدا، سجل امس موقف لافت لوزير العدل أشرف ريفي اعتبر فيه ان من يريد ان يتبوأ منصب رئاسة الجمهورية يجب ألا يكون لا من فريق 14 آذار ولا من 8 آذار، وكل شخص مرتبط ببشار الاسد لا يمكن ان نراه نموذجا لتولي رئاسة الجمهورية في لبنان ابدا.

في المقابل، اعتبر النائب جمال الجراح ان من الطبيعي ان يتواصل الرئيس الحريري مع الاطراف كافة في اطار البحث عن مخرج لمأزق الفراغ واللقاء حصل بينه والنائب فرنجية والامر لم يعد سرا، مشيرا الى ان الامور تغيرت في سوريا ويجب ان تتغير في لبنان لا سيما في موضوع حلفاء سوريا، مضيفا فرنجية سيتحرر من التبعية لسوريا لان هذا الخط لم يعد موجودا.

وكان الحريري انتقل من فرنسا الى الرياض نهاية الاسبوع حيث اجتمع ببعض أركان 14 آذار، لوضعهم في صورة الاجواء التي رافقت الاجتماع. وعاد الوفد الى بيروت امس وأفادت أوساطه ان الحريري ليس في وارد ابرام اي صفقات ثنائية من تحت الطاولة، مشيرة الى ان حركة جديدة ستنطلق داخل 14 آذار التي ستكثف اجتماعاتها لاعادة رص صفوفها وتوحيد موقفها من التطورات.

أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يواكب منحى التطورات الجديد، فأوفد امس وفدا قواتيا للاجتماع برئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، في اطار المساعي لترطيب الاجواء بين الطرفين بعد التشنج الذي تركته مواقف جعجع من المستقلين، في العلاقة بينهما.

على صعيد آخر، افادت الوكالة الوطنية للاعلام ان ٣ صواريخ مصدرها المسلحين في السلسلة الشرقية شرقي الهرمل، سقطت في ارض زراعية جرداء، ولم يسجل سقوط اي ضحايا او وقوع اضرار.