IMLebanon

عون يدعو الى تعزيز الوحدة الوطنية ومحاربة الفساد

اكد الرئيس ميشال عون في رسالة الاستقلال مساء امس، ان الامور لن تستقيم ما لم نحرر العنصر البشري من ثقافة الفساد، وهذا ما يجب ان يتجلى اولا في الصفات الخلقية للاشخاص في اعلى مستويات المسؤولية.

وكان الرئيس عون قبل توجيه الرسالة قد استقبل موفد العاهل السعودي امير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل، وجرى بحث في العلاقات اللبنانية-السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، إضافة الى جولة افق في الاوضاع العامة.

وبعد اللقاء تحدث الامير فيصل الى الصحافيين فقال: حملت رسالتين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. الرسالة الاولى تحمل التحية والتهاني لاختيار وانتخاب فخامته رئيسا لجمهورية لبنان، راجيا من الله سبحانه وتعالى ان يوفق القيادة والشعب اللبناني لما فيه خير الوطن اللبناني والامة العربية جمعاء. أما الرسالة الثانية فهي تقديم الدعوة لفخامة الرئيس لزيارة بلده الثاني المملكة العربية السعودية في أقرب فرصة ممكنة. وقد حملني فخامته جوابا الى خادم الحرمين الشريفين بأنه سيلبي الدعوة إن شاء الله مباشرة بعد تشكيل الحكومة. ارجو من الله التوفيق والسداد للبنان ولقيادته ولشعبه.

وعند الساعة الثامنة مساء وجه الرئيس عون رسالة الاستقلال وجاء فيها: لقد عانت مؤسساتنا ولم تزل من وهن تضاعف بسبب الخلل في الممارسة السياسية والدستورية، وعلى الرغم من كل المعوقات، تمكّنا بعد طول معاناة، من نسج وفاق شكّل بدايةً لحقبةٍ جديدة انتجت عودةً إلى مؤسسات الدولة. ولكن، لا يمكن لهذه المؤسسات بعد الآن ان تنهض من جديد، ما لم يتم تحديثها، وتغيير أساليب العمل وقواعده.

وقال الرئيس عون في رسالته: إن التقدير المتناقض من قبل اللبنانيين للأخطار المهددة للوطن وحجمها ونوعها وتأثيرها على المجتمع والنتائج المترتبة عليها، خلق ردود فعل مختلفة،وأنتج مواقف حادة متضاربة تركت آثاراً سلبية على العلاقات بين الأطراف اللبنانية. ولما كان لبنان يتفاعل أحياناً وينفعل أحياناًأخرى مع قضايا الشرق العربي، كاد احتدام الأجواء في المنطقة يصدّع الوحدة الوطنية، وصار اللبنانيون يشعرون أن استقرارهم مهدد خصوصا مع محدودية قدرات القوات المسلحة في مواجهة تلك الأخطار الداهمة.

واكد ان تعزيز الوحدة الوطنية ضرورة قصوى وأولوية، لأنه يحصّن لبنان ويؤمّن استقراره ويقيه من تداعيات ما يحصل حوله، وهذه مسؤولية الجميع، مسؤولين ومواطنين.

ومضى يقول: على الرغم مما جرى ويجري حول لبنان من مصالح متصادمة وانقسامات عميقة، وفي الداخل من تجاذبات تهدّد بنية الكيان والوحدة الوطنية، بقي جيشنا مؤمناً برسولية دوره وشمولية قسمه. فكان القوة التي تجلّت نموذج وحدةٍ وتماسك شعب. حافظ على الاستقرار، فاستحق ثقة المواطنين، ورأوا فيه مصدر أمن وطمأنينة، وضمانة توحيد وسيادة.

وقال: عندما تهدّد الأخطار الوطن، يبقى الجيش صمام أمانه، والنواة الصلبة لوحدته الوطنية، فهو من كل أرضه ولكل أرضه، وهو من كل شعبه ولكل شعبه، ولا يستطيع إلا أن يكون كذلك، لأنه متّحد بشعبه، قدراً ومصيراً ودماً.