IMLebanon

كتلة المستقبل: زوار دمشق من الوزراء لا يمثلون الحكومة

زيارة الوزراء الثلاثة الى دمشق والمحادثات التي بدأوها على هامش مشاركتهم في افتتاح معرض دمشق الدولي، اثارت ردود فعل تهدد وحدة الحكومة واستمراريتها. وبعد تأكيد الرئيس سعد الحريري امس الاول ان الوزراء لا يتوجهون الى دمشق بصفة رسمية، اكدت كتلة المستقبل امس، ان هذه الزيارات لا يمكن ان تكون لها صفة رسمية ملزمة للبنان، وهي تستفز اكثرية اللبنانيين.

وكان الوزيران غازي زعيتر وحسين الحاج حسن بدآ امس الاول زيارة لسوريا حرص اعلام النظام على مواكبتها منذ لحظة عبورهما نقطة المصنع، كما غادر وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس مجلس الوزراء بعد ظهر امس متوجها الى دمشق. وقال قبيل المغادرة: حان وقت سوريا، لافتاً الى ان تيار المردة لم تنقطع زياراته عنها خلال ست سنوات ولم نتعمد اخفاء زياراتنا ولم نغب عنها كوزراء أو مسؤولين في التيار، وفي ما يعود الى الوزراء المشاركين، انا أعلم ان حزب الله لم ينقطع عن سوريا وأن التشاور بين الرئيس نبيه بري والجمهورية العربية السورية قائم على أعلى المستويات وكذلك الزيارات.

وقد التقى الوزير الحاج حسن رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس وحرص على القول اننا هنا في صفتنا الرسمية والوزارية نهنّئ القيادة والجيش والشعب السوري كما نهنّئ أنفسنا والدولة اللبنانية والجيش والمقاومة على انتصار سوريا على الارهاب التكفيري، مشدّداً على أهمية المشاركة اللبنانية في معرض دمشق الدولي كونها تجدّد تأكيد الموقف اللبناني الطبيعي المساند لسوريا.

كتلة المستقبل

وقد تناولت كتلة المستقبل في اجتماعها امس موضوع الزيارات وقالت انها توقفت أمام تفرد بعض الوزراء في الحكومة اللبنانية بزيارة مسؤولين في النظام السوري بصفة شخصية. ان مثل هذه الزيارات وان تكررت تعتبر زيارات شخصية ولا تتم بصفة رسمية لأن لبنان ليس باستطاعته التطبيع مع نظام ارتكب المجازر بحق شعبه وارتكب المؤامرات الإرهابية بحق لبنان.

ومن ذلك ما قام به حين زود المجرم الإرهابي ميشال سماحة بمتفجرات وكلفه تنفيذ جرائم إرهابية في لبنان والتي كان يمكن أن تعكر السلم الأهلي لو لم يتم الكشف عنها والتي صدرت بحق المجرم ميشال سماحة احكام مبرمة من المحاكم اللبنانية. كما سبق لهذا النظام أن دفع باتجاه ارتكاب جرائم أخرى في لبنان ومنها الافراج عن الإرهابي شاكر العبسي وتكليفه بتنفيذ مخطط إرهابي في منطقة الشمال في مخيم نهر البارد في العام 2007.

واعلنت انها لهذه الأسباب مجتمعة فإن الحكومة اللبنانية لم توافق على زيارات رسمية للوزراء الى النظام السوري وبالتالي فإن الزيارات التي تمت أو ستتم هي على المسؤولية الشخصية لأولئك الوزراء، ولا يمكن أن تكون لها صفة رسمية ملزمة للبنان وهي بالفعل تستفز اكثرية اللبنانيين وتشكل تلاعبا وتهديدا لانتظام عمل المؤسسات الدستورية اللبنانية، مؤكدة أن الشعب العربي السوري شعب شقيق، وإن موقفها من نظامه المجرم، الذي قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب العربي السوري، وطرد وهجر الملايين من السوريين الأبرياء، لا ينال من الانتماء المشترك، ولا من التضامن معه في محنته الكبرى: محنته مع نظامه، ومحنته مع الميليشيات الإرهابية التي استحضرها النظام لقتال الشعب السوري الشقيق.

ولم يتطرق مجلس الوزراء الى الموضوع في جلسته بالقصر الجمهوري امس، ولكن الضوضاء السياسية داخل قاعة مجلس الوزراء المتأتية من السجالات حول ملفات خلافية، لم تحجب الضوء عن أبعاد الزيارات الوزارية غير العفوية لسوريا. وقالت وكالة الانباء المركزية ان الهدف البعيد المرسوم بحرفية والمتعمّد تظهيره، على صلة وثيقة بتوقيتها الاقليمي المعبّر عن حاجة سورية لاطلالة سياسية اقليمية بعد فترة طويلة من عزلة النظام الداخلي.