IMLebanon

من يحسم: جلسة الانتخاب دورة أولى أم ثانية؟

سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عمن يحسم الجدل في شأن ما اذا كانت جلسة الاثنين المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية هي دورة أولى أم دورة ثانية بعدما أجريت دورة الاقتراع الاولى في العام 2014. ودعا الى حسم هذا الجدل قبل 31 تشرين الأول لئلا تتحول مادة خلافية تؤثر سلباً على مسار الجلسة وتشكل حجة للبعض لايجاد شرخ او اختلاف في الجلسة ومشكلة في النتائج.

ورأى “تكتل التغيير والاصلاح” بعد اجتماعه أمس أن “الدورة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية حصلت منذ سنتين ونصف سنة ومن المفترض ان ندخل إلى الدورة الثانية بنصاب الثلثين وتصويت النصف زائد واحد”.

وطرح الموضوع تساؤلاً عن الغاية من اثارته في التكتل في ضوء علم أعضائه برأي الرئيس نبيه بري في الأمر واصراره على اجراء دورة أولى “بعدما أقفل محضر الجلسة السابقة”، ونقل من اجواء بري انه اذا استمر العونيون في رأيهم وأصروا على اعتبار جلسة الاثنين دورة ثانية فهذا يعني ان اشتباكاً جديداً سيقع بينهم وبينه ويشارك فيه أكثر من طرف.

ونقل مندوب “النهار” في جنيف الزميل رضوان عقيل، اصرار بري وتكراره ان الجلسة التي تم الاقتراع فيها للدكتور سمير جعجع قبل أكثر من سنتين ونصف سنة اقفل محضرها. وعلى عون ان يحصل على 86 صوتاً ليعلن نجاحه في الدورة الاولى، والا يتجه النواب الى جلسة ثانية تليها مباشرة مع شرط ابقاء النصاب نفسه ويجب ان يحصل عندها على 65 صوتا لينتخب رئيساً. ولا تحتاج هذه النقطة عند بري الى تفسير ونقاش ولا يحبذ الاستفاضة فيها “ونقطة على السطر”.

حنين

أما الحقوقي والنائب السابق الدكتور صلاح حنين، فشرح لـ”النهار” انه إذا ما إنعقدت الجلسة في 31 من الجاري وتوافر فيها نصاب الثلثين فهي تعتبر بمثابة دورة ثانية وهذا أمر منصوص عليه في المادة 49 من الدستور. وأوضح ان ما يقال عن إقفال محضر الجلسة يتعلق فقط بجلسات التشريع وليس بجلسات إنتخاب رئيس الجمهورية. وجاء موضوع إقفال المحضر في نص النظام الداخلي للمجلس لكي تبقى جلسات التشريع مفتوحة لإيام عدة تسهيلاً لعمل البرلمان. ولكن ما أن يتطلب الامر التصويت تصبح هناك حاجة الى النصاب. وأما في ما يتعلق بإنتخاب رئيس الجمهورية، فلم يرد في الدستور موضوع إقفال المحضر. وما أن تنعقد الجلسة الاولى بالنصاب المطلوب تصبح حكماً دورة أولى لتكون الجلسة التالية المتوافر فيها النصاب دورة ثانية بصرف النظر عن تكرار محاولات إنعقاد الجلسة ومرور الزمن على الدورة الاولى.وعليه فإن جلسة الاثنين المقبل يفوز فيها من ينال الاكثرية المطلقة من الاصوات أي النصف زائد واحد”.

مرقص

ويوقف استاذ القانون الدستوري الدكتور بول مرقص عند الجلستين التشريعتين اللتين انعقدتا في زمن الفراغ، فرأى أنهما أتتا “على ضفاف الدستور، اذ لم يكن يحق للمجلس التشريع”.

وقال: “كان يفترض اعتبار جلسة نيسان 2014 لانتخاب الرئيس هي الدورة الاولى، إنما ارتأى المجلس اعتبارها دورة أولى، وبتنا نحن أسرى هذا التفسير وهذا الواقع، لأن محضر الجلسة الاولى اعتبر انه اقفل، بسبب انعقاد جلستي التشريع لاحقاً، والا كيف يمكن فتح هاتين الجلستين والبدء بأمر اذا لم ننته من الأمر الاول؟”.

اتصالات

سياسياً، ودع العماد ميشال عون أعضاء تكتله في اجتماع اعتبره الاخير معهم في الرابية، اذ سيكون الثلثاء المقبل في بعبدا. أما الحزب التقدمي الاشتراكي، فاجتمع في المختارة وهو يتريث في اعلان موقفه قبل لقاء النائب وليد جنبلاط وعون والمتوقع الخميس. لكن مصادر متابعة قالت انه خطا خطوة نحو تأييد عون.

كذلك أرجأت كتلة “المستقبل” النيابية اجتماعها الى الجمعة المقبل، الى حين عودة الرئيس سعد الحريري، وتجنباً لتولي الرئيس فؤاد السنيورة رئاسة الاجتماع وهو المعارض لخيار الحريري الرئاسي. وعلمت “النهار” ان اتصالات جرت مع نواب معترضين ومنهم السنيورة لحملهم على تبديل مواقفهم والخروج بموقف شبه موحد الجمعة.

واشنطن راضية

دولياً، علمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية ان الولايات المتحدة الاميركية باتت تتعامل مع انتخاب عون على انه بات محسوماً. والسفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد التي التقت وزير الخارجية جبران باسيل نقلت اليه ارتياح بلادها الى انتخاب رئيس للجمهورية ومباركتها لخيار انتخاب عون باعتباره خياراً لبنانياً داخلياً طالما طالبت به واشنطن التي يهمها استقرار لبنان وتفعيل مؤسساته. واكدت ان مساعدات بلادها للبنان لن تتغير وستستمر وفق الالية المتبعة مع الجيش لبمواجهة الارهاب وحماية الاستقرار في الداخل وعلى الحدود.

استعدادات

اجرائياً، بدأت الاستعدادات في قصر بعبدا وفي ساحة النجمة لجلسة الاثنين. وعلمت “النهار” ان العميد سليم فغالي سيعين قائداً للحرس الجمهوري، والعميد بول مطر مديرا لمكتب رئيس الجمهورية، كما كلف المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير الزميل رفيق شلالا تسيير أعمال مكتب الاعلام.

وفي مجلس النواب، بدأت حملة تنظيف في محيط المجلس وفي داخله، وأنجزت الاستعدادات لتوجيه الدعوات الى النواب والسفراء، وبدأ تنظيم عملية ادخال الاعلاميين وتنظيم عملهم، خصوصاً ان وسائل اعلام اجنبية بدأت توفد مراسلين لنقل وقائع الجلسة وما يرافقها.