IMLebanon

أي هزيمة نهائية  في الحرب على داعش ؟

 

هل دقت بالفعل ساعة القضاء على داعش؟ هل انتهى الخلاف على الأولويات بين التحالف الدولي الواسع الذي تقوده أميركا لمحاربة داعش وبين التحالف الخماسي الذي تقوده روسيا وداخل كل منهما؟ ماذا تفعل الدول والقوى التي توظف وجود دولة الخلافة الداعشية وجرائمها الارهابية في خدمة أجندات مختلفة عن أجندة داعش؟ أليس لسان حالها هو قول الشاعر قسطنطين كفافي: ماذا نفعل من دون البرابرة؟ إنهم نوع من الحل؟

خلال عامين قام التحالف الذي تقوده أميركا ب ١٤ ألف غارة جوية على مراكز داعش. وخلال شهور قام التحالف الذي تقوده روسيا بآلاف الغارات التي قالت موسكو إنها أشد فتكاً وأكثر دقة من الغارات الأميركية. لكن المدير السابق للاستخبارات المركزية الأميركية مايكل هايدن يصف الرد الأميركي على داعش بأنه متأخر ومحدود وخفيف في حرب ستكون طويلة لمواجهة مسألة معقدة وذات جذور تاريخية. والمدير الحالي للاستخبارات المركزية جون برينان يعترف بأن ما فعلناه ضد داعش على أرض المعركة وعلى صعيد قطع التمويل لم يكبح قدرته الارهابية الكونية على القيام بعمليات في الغرب عبر كادر كبير من المقاتلين الغربيين لديه.

والظاهر ان ادارة الرئيس باراك أوباما عازمة على فعل شيء غير عادي في أيامها الأخيرة. فوزير الخارجية جون كيري أجرى محادثات ماراتونية في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف حول مقترح اميركي لعمل مشترك ضد الارهاب من ضمن تصور أوسع لتسوية في سوريا، من دون التوصل الى تفاهم كامل. ووزير الدفاع اشتون كارتر وزميله كيري اجتمعا في واشنطن مع وزراء الدفاع والخارجية في نحو أربعين دولة من أعضاء التحالف ضد الارهاب. وكان العنوان البارز إن تحرير الموصل والرقة هدف يمكن تحقيقه. كيف؟

كارتر تحدث عن خطط لهزيمة داعش بشكل نهائي، الأمر الذي يتطلب أكثر من بلد واحد وجيش واحد. كيري قال إن داعش من دون قاعدة جغرافية لن يستطيع التبجح بالخلافة. لكن مبعث القلق الاستراتيجي هو الاستقرار في الأراضي التي يتم تحريرها.

وتلك هي المسألة. فالعمليات العسكرية ضد داعش فوق رمال سياسية متحركة تبقى ناقصة. ولا بد من أن تسبق التسوية السياسية أو أقله أن ترافق حرب القضاء على داعش. وما يخيف أميركا وأوروبا وروسيا هو تركيز داعش بعد خسارته الأرض على العمليات الارهابية في العالم، سواء بالتخطيط وتحريك الخلايا النائمة أو بمبادرات من ذئاب منفردة.

والسؤال تكراراً هو: هل انتهت الحاجة الى داعش؟ وماذا عن المحور الايديولوجي في محاربة سلفيات جهادية هدفها قتال الكفار حتى يوم القيامة؟