IMLebanon

الجيش هو النموذج  لمحاربة داعش بنجاح

الكل في القاع ومع أهلها الشجعان بعد المجزرة الارهابية التي جنّد لها داعش ثمانية انتحاريين انغماسيين. والكل يعبّر في الخطاب عن الحزن والغضب، ويحاضر في الوحدة الوطنية، ويعتبر القاع رمز لبنان، ويدعو الى ملء الشغور الرئاسي لبدء الخروج من الأزمة السياسية وضمان المناخ الطبيعي للحرب على الارهاب. حتى مجلس الوزراء المهلهل العاجز والفاشل، فإنه يواجه تراجيديا القاع وتحديات داعش بكلام سوريالي في واقع خطر وخطير. اذ هو في حال تأهب دائم للتعامل مع أي تطور أمني جديد، ويعلن وضع جميع المؤسسات الحكومية بكل امكاناتها في حال استنفار كامل لمواجهة تداعيات الأحداث. لا بل يذهب الى أبعد فيرى أنها لحظة للوحدة الوطنية وللتفكر في واقعنا السياسي والجهد المطلوب للخروج من الأزمة.

والسؤال البسيط هو: هل الوحدة الوطنية لخطة في الكوارث فقط؟ كيف نترجم التأهب الدائم لمشلول وغائب الا عن المحاصصة والصفقات، والاستنفار الكامل لمؤسسات عاطلة أو معطلة عن العمل؟ ما قيمة الدعوات الصالحات الى انتخاب رئيس للجمهورية اذا كان الداعون منقسمين بين من ينتظر نهاية حرب طويلة في سوريا وبداية أعجوبة ايرانية – سعودية، وبين من يصرّ على ان اللعبة داخلية لكنه يعجز عن تأمين النصاب لجلسة الانتخاب؟ وما معنى الكلام الفخم والجيّد اذا بقي الواقع سيّئاً؟

لا أحد يجهل ان المتأهب والمستنفر على المستوى الرسمي هو الجيش والقوى والأجهزة الأمنية. ولا مجال للخطأ في قراءة ما تتطلبه محاربة الارهاب من جبهات عسكرية وأمنية وسياسية وثقافية، وما تعنيه محاربة داعش في اطار مجموعات مذهبية. فالنموذج الناجح في الحرب على داعش والارهاب والذي يجب أن يكون المثال في سوريا والعراق واليمن وليبيا وكل بلد عربي واسلامي هو الجيش اللبناني الذي يضم مقاتلين من كل الطوائف ويعمل في الاطار الوطني. أما محاربة داعش بمجموعات أهلية في اطار مذهبي، فانها وصفة للفتنة ولتقوية داعش ضمن اطار مذهبي، ولو خسر أرضاً.

حتى قتال الجيش الوطني لداعش، فانه في حاجة الى ان يدور فوق أرض سياسية ثابتة تحت سقف مؤسسات دولة قوية عادلة. فضلاً عن الحاجة الى معركة ثقافية شاملة تواجه التكفير بالتفكير وتهزم الظلامية بالتنوير. فالمسألة ليست أين تقاتل داعش، في بيروت أو طرابلس أو القاع أو حلب أو تدمر، بل بماذا وبمن تقاتل التنظيم الارهابي في كل مكان. وليس أخطر من التسليم بصعوبة الحرب على داعش سوى استسهال القضاء عليه بما توفّره في اليد لعبة الصراعات السياسية.