IMLebanon

باسيل يبحث في طهران ملف الانتخابات وبروجردي يحذّر من تسلّل التكفيريين

بدأ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل زيارة لطهران ليل أمس لمدة 48 ساعة بهدف مزدوج، الاول تلبية لدعوة من نظيره محمد جواد ظريف للمشاركة في مؤتمر اقليمي تابع لـ”مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي” في حضور وزراء خارجية دول أوروبية واقليمية. والثاني لمناقشة تطور العلاقات الثنائية، والموضوع الرئيسي هو تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتداعيات الازمة السورية على لبنان. وأوضح مصدر ديبلوماسي لـ”النهار” ان هذا المؤتمر يعقد سنويا في مدينة ميونيخ الالمانية. وقال ان التطورات الامنية التي يشهدها بعض دول الشرق الاوسط في كل من سوريا واليمن دفعت بمنظمي المؤتمر الى عقد اجتماع اقليمي في العاصمة الايرانية بالتعاون مع “مركز الدراسات السياسية” التابع للخارجية الايرانية.

وأضاف ان باسيل يشارك في هذا المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا مع نظرائه السوري والعراقي والعماني والكويتي والقطري. أما ممثلو الدول الاخرى فهم وزراء خارجية المانيا والهند وباكستان وأفغانستان، ويبلغ عدد وزراء الخارجية المشاركين 18، اضافة الى 80 شخصية برلمانية وسياسية وأمنية من اوروبا وآسيا. ويشارك في المؤتمر نواب ومسؤولون اقليميون في الأمم المتحدة. وأفاد مصدر لبناني “النهار” ان باسيل سيثير أمام المؤتمرين ما يتعرض له لبنان من تهديدات ارهابية، باعتداءات صاروخية ومدفعية منتظمة تكاد تكون شبه يومية من جرود عرسال على يد تنظيم “الدولة الاسلامية” وسواها من مسلحي التنظيمات على مواقع الجيش. وسيذكّر بأن هؤلاء احتجزوا منذ أكثر من سنة عددا من العسكريين في اشتباكات مع المسلحين الارهابيين بعدما شنوا هجوما مباغتا على مواقع الجيش سواء داخل البلدة او على التلال التي يتخذ الجيش مواقع فيها. وسيشير ايضا الى الاداء العالي للأجهزة الامنية اللبنانية التي فككت الكثير من الخلايا الارهابية واعتقلت المنتمين اليها.

إلا أن ايران غير مرتاحة الى تطور جديد يمكن ان يستجد، هو احتمال هرب التكفيريين من سوريا الى الدول المجاورة لها، ومن بينها لبنان، وهذا ما حذر منه رئيس لجنة الامن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي امام من التقاهم من الرئيس تمام سلام الى الوزير باسيل وقبلهما الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال مقابلته اياهم قبل ان يعود عصرا الى طهران. ولم يخف المسؤول الايراني ان الجيش سيتصدى لأي محاولة تقدّم على الحدود، يقابله من الجهة الأخرى مقاتلو الحزب.

أما الموضوع الثاني الذي سيكون محور محادثات باسيل مع كل من الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية ظريف، فهو كيفية معالجة تعثر انتخاب رئيس للجمهورية قبل انعقاد القمة الفرنسية – الايرانية في باريس اواسط الشهر المقبل، وقد وعد روحاني فرنسوا هولاند آخر الشهر الماضي خلال لقائهما في نيويورك بالبحث في هذا الاستحقاق، مع التذكير بأن الرئيس الفرنسي كان قد أوفد مبعوثا له الى طهران طالبا المساعدة، الاول كان السفير فرنسوا جيرو قبل الاتفاق النووي والثاني وزير الخارجية لوران فابيوس بعد التوصل الى تفاهم حوله.

وذكر عضو في الوفد اللبناني لـ”النهار” ان باسيل سيستهل لقاءاته صباحا بعقد اجتماع مع رجال أعمال لبنانيين الساعة الثامنة صباحا لمناقشة فرص الاستثمار العديدة بعد مصادقة مجلس الشورى على الاتفاق النووي، بحيث أصبح نافذا. وسبق لباسيل ان سمع من بروجردي امس كلاما مشجعا على الترحيب الرسمي الايراني والافساح في المجال امام رجال الاعمال اللبنانيين للافادة من الفرص الكثيرة بعد الاتفاق النووي.

وليس مؤكدا ان قبول هبة السلاح الايراني سيبت خلال محادثات باسيل، لأن ذلك يستوجب طرح الموضوع على الحكومة التي اعتذرت قبل ذلك لأسباب عدة.

وتوقع أن يسمع باسيل كلاما مهما من جميع المسؤولين الذين يتوقع أن يلتقيهم، عن انزعاج ايران من واشنطن والرياض لاستمرارهما في تسليح المعارضة السورية ودعمها سياسيا والثناء على الموقف الروسي، الذي بتدخله العسكري سيساند الجيش السوري والقوات التي تقاتل الى جانبه في السيطرة على “داعش” واستئصالها من الاراضي السورية. وسيتبلغ ايضا بتجديد المساعي لإعادة طرح المبادرة الايرانية من أجل اعتماد حل سياسي للأزمة السورية.