IMLebanon

هل تريدون فعلا القضاء على «داعش»؟!

وكأنّ «الدول العظمى» ترفض أن تتعلم من أخطائها، أو أنها لا تريد.؟!

أقول هذا الكلام، وأنا أتابع بدقة ما جرى في العاصمة الفرنسية، باريس، حيث أنّ هذه العمليات الإجرامية ذكرتني بالعمليات التي جرت في الحادي عشر من أيلول العام 2001 في تفجير أكبر برجين في نيويورك بعملية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها… وكأننا نحضر أحد أفلام جيمس بوند.؟!

وللتذكير بأحداث 11 أيلول، أكرر ما حدث:

– مجموعة من الشبان استطاعوا تخطي كل الحواجز الأمنية، وقاموا بتحويل مسار الطائرتين، لتصطدم الأولى بالبرج الاول، وبعدها بدقائق اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج الثاني… والباقي معروف.

لماذا التركيز على تلك الأحداث؟

بكل بساطة، ووضوح، لأنّ «الدولة العظمى» اليوم، والتي تحكم العالم إفرادياً، غرّتها قوتها، وظنت أنها تستطيع أن تقرّر وتفعل ما تريد في العالم.؟! وهنا أقول لهم: «كلاّ، لا تستطيعون أن تفعلوا ما تشاؤون…

فماذا حدث بعد 11 أيلول؟

قرر الرئيس الاميركي القيام بحرب ضد ثلاث دول، سمّاها «محور الشر» وهي: «أفغانستان والعراق وإيران»… وهكذا، احتلت القوات الاميركية أفغانستان، وحاربت «طالبان»، وفي العام 2003 قام الاميركيون بغزو العراق وتوقفوا عند ذلك، فماذا كانت النتيجة؟

– أولاً: بعد احتلال أفغانستان وتعيين حكومة، ورئيس وإجراء انتخابات، (كل هذا لم يدم طويلاً) اضطر الاميركيون الى الانسحاب..

– ثانياً: احتل الجيش الاميركي العراق، وقام بحل الجيش العراقي… وكل الكلام عن «الديموقراطية» وعن القضاء على «القاعدة» أيضاً لم ينجح، ما أجبره على الانسحاب من بلاد الرافدين.. ومنذ ذلك التاريخ، والعراق يعيش ظروفاً أمنية غير مستقرة، ويتعرّض باستمرار للتفجيرات بالسيارات المفخخة و«الانتحاريين»، بشكل شبه يومي… فجاء تنظيم «داعش» بديلاً عن «القاعدة»…

البداية كانت مع أبي مصعب الزرقاوي، الذي أسّس مجموعات انتحارية، وهرب الى سوريا بعد الغزو الأميركي للعراق، فقام بشار الأسد بالإفادة من هذه المجموعات المتطرفة، ليرسل السيارات المفخخة يومياً الى بغداد…

تنظيم «داعش» أو ما يسمّى بـ«الدولة الاسلامية في العراق والشام» هو نتيجة الغباء… نعم غباء الدول العظمى التي تركت الرئيس السوري يقتل شعبه منذ أربع سنوات ونصف السنة حيث بلغ عدد الذين قتلهم النظام أكثر من نصف مليون مواطن سوري بين أطفال ونساء وشيوخ وشبان وشابات، ذنبهم الوحيد أنهم يريدون الحرية والديموقراطية وانتخابات نيابية حرة وحرية إعلام، طبعاً معهم 12 مليون مهجّر…

كل هذه الأرقام ماذا ستنتج؟!

هل يظن أنّ هؤلاء الشهداء ليس لهم أهل، أب وأم وأخ وأخت وعم وعمة وأنسباء؟!

الذي يظن أنّ العالم يمكن أن يرتاح وهو يتفرّج على بشار يقتل الشعب للبقاء على كرسي الرئاسة واهم وسوف نرى في الأيام المقبلة مزيداً من العنف ومزيداً من التفجيرات ومزيداً من الانتحاريين… والسبب الحقيقي أنّ «الدولة العظمى» لا تعالج المشكلة، ولو أنها وضعت حداً لإرهاب بشار على شعبه لما كنا رأينا ما رأيناه في باريس أو في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت…

إذا أراد العالم أن ينتهي هذا الارهاب، الذي أخذ يهدد العالم بأكمله علينا أن نعالج أسبابه الحقيقية… والبداية يجب أن تكون في فلسطين، نعم فلسطين والشعب الفلسطيني المظلوم الذي يعتدي عليه الصهاينة ويقومون بقتل الاطفال والشباب والنساء والشيوخ… فإذا لم يعط الشعب الفلسطيني حقوقه فإنّ الارهاب لن يتوقف.

الارهاب اليهودي هو الذي خلق «الارهاب» الفلسطيني… لذلك على أميركا أن تمارس ضغطاً على «إسرائيل» لإقامة دولة فلسطينية.. هذا أولاً.

ثانياً، يجب أن يتوقف النظام السوري عن قتل شعبه.

ثالثاً، أن تتوقف روسيا عن قتل الشعب السوري بالطائرات والصواريخ.

رابعاً، أن تتوقف دول التحالف عن استعمال الطيران لقتل الشعبين السوري والعراقي.

خامساً، أن تتوقف إيران عن التدخل في العراق أولاً وسوريا ثانياً واليمن ثالثاً والبحرين رابعاً…

عوني الكعكي