IMLebanon

إيران الشريرة

الأشهر المقبلة على إيران «الشرّيرة» ـ كما وصفها بيان القمة الخليجية ـ الأميركيّة» وعلى حزب الله سوداء، قد تنجو إيران برأسها لأنّها كدولة تملك تقديم تنازلات للتمسّك بالاتفاق النووي الذي منحها إياه السيء الذّكر باراك أوباما على طبق من ذهب، ولكن كيف ينجو حزب الله متى كان رأسه على رأس هذه التنازلات؟

يستشعر حزب الله أنّ الأجواء بعد قمم الرياض أخطر بأضعاف مضاعفة من تلك التي عصفت بلبنان بعد صدور القرار 1559  الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته الرقم 5028 المنعقدة في 2 أيلول 2004 وأعرب في مقدّمته عن «بالغ قلقه من استمرار تواجد مليشيات مسلحة في لبنان، مما يمنع الحكومة اللبنانية من ممارسة كامل سيادتها على جميع الأراضي اللبنانية»، فالنصّ الصادر عن بيان قمة الرياض السعوديّة ـ الأميركيّة واضحٌ لا لبس فيه أكّد «أهمية دعم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع أراضيها، ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله، وجعل كافة الأسلحة تحت الإشراف الشرعي للجيش اللبناني» وشاء حزب الله أم أبى، وشاء اللبنانيّون أم أبوا ستأتي لحظة أميركيّة تنزع سلاح حزب الله بقوّة الدّمار إذ لم تعد تجدي المعزوفة اللبنانيّة الداخليّة التي سادت بعد صدور القرار 1559 وبعد 14 شباط العام 2005 بأنّ سلاح حزب الله شأن لبنان داخلي، ولو فكّر حكّام الخليج قليلاً منذ عقدٍ من الزمن لوفروا على أنفسهم أن تهدّد إيران رسميّاً أمن أوطانهم عبر أذرعها في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين والكويت ولما كانوا أوّل من دفع ثمن التضخم السرطاني الإيراني في المنطقة بعد حرب تموز العام 2006!

نزع سلاح حزب الله لا محالة آتٍ، ونهاية الدّور الإيراني آتية لا محالة، والسُذّج وحدهم هم الذين يظنّون أن فوز حسن روحاني برئاسة إيران لولاية ثانية هم كالذين صدّقوا رئاسة محمد خاتمي وعلي أكبر رفنسجاني الإصلاحيّون والمتشدّدون في إيران وجهان لعملة واحدة، من يتذكّر اليوم خطاب النهاية السعيدة والمطلوبة  الشهير لأمين عام حزب الله في 25 تموز العام 2015 للاتفاق النووي الإيراني، بماذا سيهدّد حزب الله العرب وأهل الخليج بعد العقوبات المتوقعة في حزيران المقبل، وبماذا وبمن سيضحّي ليدافع عن اللغة الصارمة الصادرة في البيان تجاه إيران الشريرة و»التدخلات الإيرانية تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم، وأن الاتفاق النووي المبرم مع إيران يحتاج إلى إعادة نظر في بعض بنوده، وأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يشكل تهديداً على دول الجوار فحسب؛ بل يشكل تهديداً مباشراً لأمن جميع دول المنطقة والأمن الدولي»، نهاية إيران وتشيّعها الإرهابي وتمدّده في المنطقة والقناع الفارسي الديني المزيّف عبر التاريخ الإسلامي المرير.

اللغة العربية الأميركيّة تغيّرت، نبرة الحرب على شرّ إيران وشرورها في المنطقة لا تحتاج لا إلى تأويل نصّ أو استنباطه، المواجهة آتية رغبنا في ذلك أو لم نرغب، لأنّنا على الأقل نعلم أنّ الدولة اللبنانيّة تتعامل مع هذه المآزق باللجوء إلى سياسة النّعامة والتي يطلق عليها اليوم اصطلاحاً «الحياد» بالرّغم من أنّ هذا الحياد دفنٌ للرأس في الرّمال، العرب أيضاً دفعوا منذ تركوا لبنان لقمة سائغة منذ العام 1969 ثمن سياسة «حادت عن ضهري بسيطة»، بالتأكيد ولّى الزمن الذي تندفع فيه أميركا لتنفيذ حروبها في المنطقة بيدها، وإشارة بيان الرياض «إلى احتواء تدخلات إيران الشريرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعالها الفتن الطائفية، ودعمها للإرهاب والوسطاء المسلحين، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول المنطقة» تعني فقط أن البلدان التي عاثت فيها الأذرع الإيرانيّة هي التي ستدفع الثمن، وستدفعه كبيراً جداً، ولبنان على رأسها بسبب إيران وحزبها!