IMLebanon

أفصح ما يكون نجيب  

يتذاكى نجيب ميقاتي ظناً منه أنّ ادّعاءاته تجوز على الناس خصوصاً أهالي طرابلس الطيّبين، ولكن الناس اكثر ذكاء من المتذاكين، وهم يعرفون الحقائق، ويدركون واقعاً وبداهةً أنّ نجيب ميقاتي لا يمكنه أن ينجح في سباق “المقارنة” بين حكومتين، الذي يسعى لاستدراج الرئيس سعد الحريري إليه: الحكومة الحالية والحكومة سيّئة الذكر المعروفة من الناس جميعاً، وبالذات من أهالي طرابلس والقلمون والمنية والضنية وعكار وأيضاً أهالي صيدا والبقاع والإقليمين بأنها كانت مجرّد أداة في يد “حزب الله”، ولم يكن الميقاتي إلاّ مجرّد واجهة مكشوفة لها… كان طربوشاً وحسب، لحكومة أساءت الى لبنان شرّ الإساءة وقضت على ازدهاره.

تسلم نجيب ميقاتي طربوش رئاسة الحكومة ولبنان في ذروة مرحلة الازدهار بناتج قومي تجاوز الـ9 في المئة… وسرعان ما تدهور هذا الناتج ليبلغ أقل من 1 في المئة وليلامس عتبة الصفر، فأوقع لبنان في أزمات رهيبة، لا تزال تداعياتها تطارد اللبنانيين في هنائهم وازدهارهم وحتى في لقمة عيشهم حتى اليوم.

واللبنانيون عموماً، وأهالي طرابلس والضنية والمنية والقلمون وعكار خصوصاً لم ينسوا بعد كيف أنّ السياحة سقطت، أيام حكومة الطربوش الميقاتية، حكومة “حزب الله” الفعلية، من نجاحٍ غير مسبوق الى انهيار شبه كامل… لم ينسوا لأنهم ما زالوا يعانون نتائج هذا الإنهيار.

وهم لم ينسوا، بعد، كيف أنّ متطلبات الحياة اليومية وتكاليفها أفلتت من أيديهم لأنها تجاوزت طاقتهم وقدراتهم المادية.

وكيف أنّ سنواتٍ عجافاً (مرحلة حكومة الطربوش) مضت على لبنان من دون مشاريع، سوى الوعود الكاذبة مثل البرق الخُلّب، أو على قاعدة: “اقرأ تفرح، جرّب تحزن”.

ومن المفهوم، ربّـما، أن تثور ثائرة نجيب ميقاتي وهو يرى الى المشهد بالغ الوضوح: سعد الحريري يرعى تدشين محطة كهرباء في البحصاص – طرابلس… ويقف على المنبر ليقول للبنانيين عموماً ولأهالي طرابلس والشمال خصوصاً إنّكم ستحظون بساعات إضافية من التيار الكهربائي، وهذا حقكم كما هو واجب السلطة تجاهكم، وأمّا الباقي الذي كان يجب أن يقوله الرئيس سعد الحريري وتعفف عن ذكره فهو أنّ طربوش حكومة “حزب الله” وعد طرابلس بالكهرباء 24 على 24 في مشروع سينفذه… والنتيجة معروفة ولا تحتاج الى كثير شرح.

وذلك كان واحداً من الوعود الكاذبة التي عُرف نجيب ميقاتي بإطلاقها ولكن دائماً من دون أي تحقيق… لدرجة أنّ اسمه صار ملتصقاً بهذه الوعود الكاذبة التي لم ولن يقبضها أحد لأنّ صاحبها فاقد الصدقية كما يقول الطرابلسيون كبيرهم والصغير…

ولو شئنا أن نذكر تلك الوعود الكاذبة لاستغرق تعدادها وقتاً طويلاً، ولكانت احتلت مساحة كبيرة في هذه المقالة… ولكننا نكتفي بالإشارة الى واحد آخر منها وهو “مصرف الفقراء”… فانعموا يا فقراء طرابلس بهذا البنك الذي وعدكم به ميقاتي… فلربّـما ينفذه بعد عمر مديد…

… ومع ذلك لا يستحي نجيب ميقاتي من إجراء مفاضلة بين حكومة الطربوش، حكومة “حزب الله” فعلياً، وحكومة الوحدة الوطنية الحقيقية التي يترأسها الرئيس سعد الحريري التي هي، رغم سيّئاتها، حققت إنجازات مهمّة… ما يجعلنا نستذكر موقف طربوش الحكومة من سلسلة الرتب والرواتب ما أدّى الى تحويلها الى أزمة وطنية بسبب تعامله معها بالكذب والبروباغندا.

ويكفي ميقاتي “فخراً” أنّ معظم اللبنانيين عندما يأتون على ذكر حكومة الطربوش يضيفون إليها الكلمتين الآتيتين: “سيّئة الذكر”.

عوني الكعكي