IMLebanon

حشيشة أو تحشيشة

لا شك في أنّ جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم أصبحت بلا طعمة وبلا لون وبلا رائحة، فقط اننا نجتمع ولا نبحث في أي شيء ولا نتفق على أي شيء.

لدينا سؤال بديهي، لماذا يجتمع مجلس الوزراء من حيث المبدأ؟

هل يجتمع ليقال إنّه اجتمع؟

أو يكون الاجتماع لبحث مواضيع وملفات مهمة تخص البلاد والعباد؟

«التيار الوطني الحر» دعا الى تأجيل الجلسة، وفي الوقت ذاته الوزير الفذ القبضاي رشيد درباس رفض التأجيل وبدا مصراً على عقد الجلسة، وهذا حق له نحترمه، ولكن اللافت أنّ وزير المالية أعدّ مشروع قانون الموازنة ولا نعلم إذا كانت مصادفة أو مقصودة أن يطلب من مجلس الوزراء (في هذه الظروف الدقيقة) أن يسرع الى درس الموازنة وإقرارها.

الى ذلك، فإنّ رئيس المجلس النيابي الذي لا نشك في وطنيته وحرصه على السلم الاهلي يدعو الجميع الى الحوار لأنه السبيل الوحيد لحل المشاكل، وهذا مشكور عليه دولة الرئيس نبيه بري ويسجّل في تاريخه الذي ليس في حاجة الى إثباتات وشهادات على حرصه على الدولة والوطن، بالرغم من أننا قد نحترم رأيه بأنّ مجلس النواب مقفل تجنباً للاشتباكات… والله أعلم.

أما رئيس مجلس الوزراء الذي ندرك مدى معاناته ونقدّر تحمّله، اتفق ورئيس المجلس النيابي على عقد الجلسة على ألاّ يبحث فيها أي ملف أو موضوع «مهم»! وبالتالي لا نرى ما هو المبرّر لعقد جلسة لا يبحث فيها أمر سوى موضوع الحشيشة وبين تأجيلها مراعاة لمكوّن مسيحي رئيسي في الحكومة.

أخيراً، لا شك في أنّ لبنان بلد العجائب، وفي وقت نختلف ما إذا تعقد الجلسة الحكومية أو لا تعقد، تناسينا استحقاق الانتخاب الرئاسي وقد اقتربنا من السنة الثالثة فراغاً، وهذه مهلة زمنية غير مسبوقة في الفراغ.

حبذا لو يلهم رب العالمين القيادات السياسية أن تكف عن اللعب بمصير الشعب والوطن، فتتوجه الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية.