IMLebanon

حزب الله والكويت: تاريخ أسود

19 ألف كيلوغرام ذخيرة و144 كيلوغراما متفجرات و204 قنابل.. هذا جزء مما كشفته السلطات الكويتية عن «ترسانة» العبدلي.

في التفاصيل أن الأمن الكويتي وفي عملية نوعية داهم وكرًا في منطقة العبدلي، ليكشف عن مخزن هائل من الأسلحة والمتفجرات المتنوعة، تابعة لأشخاص على صلة بحزب الله الشيعي، ومعدة طبعًا للاستخدام الإرهابي داخل الكويت، وربما خارجها، وليس للتجارة والتسلية.

يأتي هذا الكشف النوعي بعد أيام عصيبة من المواجهات المستمرة مع خلايا «داعش» في الكويت، بعيد تفجير مسجد الإمام الصادق الذي استهدف شيعة الكويت، في 26 يونيو (حزيران) الماضي، من قبل مجرم انتحاري داعشي، مع خلية دعم وإسناد. الإرهاب التابع للحركات الشيعية الأصولية ليس جديدًا بالكويت، عمره من مطلع الثمانينات، ومن نجومه قادة الجناح العسكري والأمني لحزب الله، من الإرهابي المتجول عماد مغنية، الذي تمت تصفيته في عملية غامضة بحي تابع للاستخبارات السورية في كفر سوسة بدمشق في فبراير (شباط) 2008 إلى مصطفى بدر الدين، القيادي الإرهابي الذي خلف مغنية بمهامه العسكرية والأمنية في الظلام، خاصة ما يذكر حاليًا عن قيادته لميليشيا حزبه الإيراني – اللبناني في سوريا، وغيرهم من إرهابيي الجماعات الشيعية في بلاد الشام.

الخلية مرتبطة بحزب الله، كما ذكرت عدة مصادر، منها صحيفة «الأنباء» الكويتية، وهي غير متهمة بكراهية حزب الله في نهجها التحريري.

بالعودة إلى شخصية مصطفى بدر الدين، فهو مفتاح من مفاتيح الإرهاب الحزبي الشيعي المرتبط بعالم الاستخبارات الثوري الإيراني، يلقب بذي الفقار لدى أنصار حزب الله، يعرف أيضًا بـ«إلياس فؤاد صعب» و«سامي عيسى»، وهو عضو بمجلس شورى حزب الله.

بدر الدين، رفيق درب عماد مغنية، اعتقل في الكويت عام 1983 لتفجيره السفارة الأميركية لدى الكويت، هو متهم أيضًا باغتيال رفيق الحريري وسياسيين لبنانيين.

حينما اعتقل مع خليته الإرهابية في الكويت عام 83 شنت الجماعات التابعة لإيران بقيادة عماد مغنية حملة إرهاب على الكويت، لإطلاق سراح بدر الدين، وكان من ذلك الحصاد الأسود:

مايو (أيار) 1985 استهداف أمير الكويت الراحل الشيخ جابر بسيارة مفخخة. يوليو (تموز) 1985 تفجير مقاه شعبية خلف قتلى وجرحى.

يونيو 1987 سيارة مفخخة تستهدف فندقًا خلال مؤتمر القمة الإسلامية. أبريل (نيسان) 1988، خطف عماد مغنية طائرة الجابرية، وأعدم اثنين من ركابها، وألقى بهما من باب الطائرة. لم يقتصر إرهاب الحركات الشيعية الأصولية على الداخل الكويتي، بل امتد للسعودية عبر أحداث كثيرة في مواسم الحج.

أسماء مثل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، نقشت بمخالب الدم على جلد الكويت، والآن تأتي خلية العبدلي، وفي اللحظة التي «تحارب» فيها الكويت خلايا «داعش»، لتفتح، أو تحاول، جبهة حرب جديدة على الكويت. كم هو غريب أن يزدهر الإرهاب المنتمي للشيعة في الوقت الذي يزدهر فيه الإرهاب المنتمي للسنة! العبرة هي أن القضاء على هؤلاء يعني القضاء على هؤلاء. المعركة واحدة.