IMLebanon

الكذب ملح الرجال

مع احترامي الشديد لوزير الخارجية الاميركي جون كيري وتقديري لموقعه المميّز في العالم لأنه هو اليوم وزير خارجية أكبر دولة تعتبر قائدة العالم، ولكن يبدو أنّ المثل الشعبي حول «الطول» ينطلق عليه من غير أن يدري.

والمتابع لسياسة أميركا منذ خمس سنوات ولغاية اليوم يحتار فعلاً مَن يصدّق ومَنْ لا يصدّق.

يوماً يقول الوزير العزيز إنّه لا حل في سوريا بوجود الأسد.

ويوماً آخر يقول: قد يكون هناك تعاون مع النظام للقضاء على «داعش».

ويوماً ثالثاً يقول: لا يمكن الوصول الى حل سلمي مع الاسد الذي لن يكون جزءًا من هذا الحل!

هذا ما يقوله ويردده وزير الخارجية الأميركي.

أما الرئيس الأميركي باراك أوباما فإنّه أكثر تردداً وأكثر غياباً عن الوعي، فبعدما جاءت الأساطيل والطائرات وحاملات الطائرات للقضاء على النظام الذي يستعمل السلاح الكيميائي لقتل شعبه، فجأة ومن دون أي أسباب موجبة، توقف العمل العسكري الذي كانوا قد أعدوا له كل الترتيبات. والمصيبة أن النظام لم يكن قد قتل ما قتله لغاية اليوم لو نفذ أوباما تهديداته، أي أن الامور كانت لا تزال في بدايتها وكان بضربة عسكرية بسيطة، كما يقول خبراء عسكريون أميركيون وأوروبيون أن تسقط النظام خلال أسبوع.

وهكذا، توقفت فجأة الأساطيل الاميركية تحت ادعاء أنّ روسيا سوف تقوم بنقل الاسلحة الكيميائية السورية الى خارج سوريا.

بالله عليكم قضت أميركا على صدّام ونظامه واحتلت العراق تحت شبهة تبيّـن في ما بعد أنها كانت غير صحيحة وهي أنّ العراق يملك اسلحة دمار شامل… دمّروا الحجر وقتلوا البشر في العراق بمجرد الشك في وجود أسلحة الدمار.

أما في سوريا وبالرغم من أنهم تأكدوا من أن النظام استعمل الاسلحة الكيميائية في ثلاثة أمكنة مختلفة في سوريا، في دمشق وتحديداً في الغوطة وفي الرقة وفي حلب وبالرغم من ذلك قبلت أميركا بنقل الاسلحة الكيميائية وأوقفت إجراءاتها العسكرية ضد النظام.

فعلاً العالم يعيش حال فقدان توازن لأن أقوى دولة في العالم تتصرف بمزاجية خاصة لا أحد يلمس أي تبرير لقراراتها.

على كل «الارهاب» الذي يدّعون أنهم قادمون للقضاء عليه، هذا الارهاب قادم إليهم وبسرعة فائقة.

ومن منا لا يتذكر حادثة البرجين التجاريين في نيويورك بتاريخ ٢٠٠١/٩/١١ وكيف فجروا البرجين بطائرتين بين الواحدة والأخرى ثوانٍ معدودة.

وللتذكير ايضاً ما حدث في فرنسا خصوصاً في باريس.

على كل حال، الحل الحقيقي هو بالقضاء على رأس النظام الذي جلب الارهاب والذي هو سبب تمدده وسبب وجوده وسبب نشأته.

وكما يقال قتل الأفعى من رأسها وليس من ذيلها… وللقضاء على «داعش» يجب القضاء على رأس النظام السوري المجرم الذي ارتكب أكبر جريمة في تاريخ البشرية: ٤٠٠ ألف قتيل و٤٠٠ ألف مفقود و١٢ مليون مهجر وتدمير أكثر من ثلاثة أرباع سوريا، وأميركا وأوروبا يومياً ترددان نريد ولا نريد القضاء على النظام.