IMLebanon

تعزيز الاستقرار بين حراك هيل وزيارة ظريف

إستوقف الحراك الأخير للسفير الأميركي في بيروت دايفيد هيل أوساطاً ديبلوماسية عربية، حيث رأت فيه دلالات على محاولة أميركية مصدرها إدارة الرئيس باراك أوباما، وتهدف إلى ترتيب البيت الداخلي اللبناني وتعزيز معادلة الإستقرار الهشّ، عشية حلول عصر التسويات في المنطقة، وذلك غداة التفاهم الإيراني ـ الأميركي. وقد اعتبرت هذه المصادر، أن النأي بالنفس الدولي عن الأزمة السياسية اللبنانية المتمثّلة بالشغور الرئاسي قد لحظ تحوّلاً في الآونة الأخيرة، خاصة بعدما برزت مؤشّرات على تصعيد ميداني مردّه «الإحباط المسيحي» من استمرار الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وبالتالي، التعايش الواضح مع هذا الفراغ من قبل كل الأطراف الداخلية، كما الخارجية، وبغض النظر عن المواقف الروتينية المعلنة من العواصم الغربية، كما الإقليمية، التي تدعم حصول انتخابات رئاسية من جهة، وتعرقلها بأكثر من وسيلة من جهة أخرى.

وفيما أكدت المصادر الديبلوماسية، أن زمن التسوية قد حلّ في المنطقة ويظهر من خلال مجموعة تحوّلات في السياستين الروسية والأميركية إزاء الصراعات الإقليمية، وجدت أن اقتراب وجهات النظر الغربية من الصراع السوري، ربما يشكل مدخلاً إلى مقاربة واحدة من الأزمة الرئاسية اللبنانية، ولكن من دون أن يعني ذلك أن الإنتخابات باتت قريبة. وأضافت أن هذا الملف لم يُدرج بعد على الأجندة الأميركية في المنطقة، وإنما دفعت حركة التصعيد السياسي الأخيرة إلى عودة الإهتمام الديبلوماسي الأميركي، كما الروسي، بالحفاظ على الستاتيكو السياسي، كما الأمني، في المرحلة المقبلة، والتي قد تمتدّ أشهراً معدودة، ريثما تنضج التسوية السورية في الدرجة الأولى، ذلك أن مفتاح الحل اللبناني ما زال في المنطقة، أي لدى القوى الإقليمية، التي لا تبدو مستعجلة على توفير هذا الحلّ، وإن كانت تحرص على استمرار الإستقرار الأمني نتيجة الوضع الناشئ عن حجم النازحين السوريين الهائل على الأراضي اللبنانية.

من هنا، فإن التحرّك الأميركي الأخير على الساحة الداخلية، يؤذن على حد قول المصادر الديبلوماسية، بانطلاق مناخ جديد باتت فيه كل السيناريوهات متوقّعة، سواء كانت تصعيدية على كل المستويات، أو سيناريو حلّ يبدأ من الإستحقاق الرئاسي لينسحب على الملفات الخلافية الأخرى. وما يعزّز هذا المناخ هو الإشارات السياسية التي حملتها تصريحات السفير الأميركي في الأيام الماضية، التي تدلّ على أن التسوية الرئاسية ستكون نتيجة حتمية لطبخات التسوية التي وضعت على نار حامية في سوريا كما في اليمن على حد سواء.فالترابط وثيق بين هذه الازمات كما اكدت المصادر الديبلوماسية التي رأت ان المناخ الاميركي والروسي ،يضع لبنان مجددا أمام فرصة لتخطي الانقسامات السياسية والعبور نحو التلاقي بعد ركود وقطيعة ،ويصب في مصلحة اعداد الاجواء الداخلية للتسوية الآتية لامحالة.

لذلك فان الافادة من التحول الخارجي ،هي النصيحة التي ينقلها اكثر من زائر غربي الى بيروت ،لان أي تضييع للفرصة الحالية سيترجم داخليا بالإنزلاق مجددا الى ثلاجة الانتظار ولمدة قد تطول وهو ما ترفضه كل الاطراف السياسية التي وصلت إلى حائط مسدود بفعل تراكم الأزمات وانسداد الأفق للحل وانعدام الحوار الناجح والمفيد على كل المحاور من دون استثناء .

وأضافت المصادر الديبلوماسية، أن التأزّم السياسي الحالي الذي يهدّد معادلة الاستقرار العام، هو التحدي الأساسي الذي يواجه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في جولته اللبنانية، اذ شكّل بنداً أساسياً في محادثاته مع القيادات السياسية حيث أن المناخ العام ركّز على وجوب مواصلة مساعي التهدئة من خلال الحوار الجاري بين تيار «المستقبل » و«حزب الله»، لتطويق أي جنوح نحو التصعيد وتعزيز التهدئة ولكن طبعا مع التأكيد على وجوب إطلاق دينامية عمل داخلية تواكب الإستراتيجية الإيرانية الجديدة في المنطقة في ضوء الاتفاق النووي.