IMLebanon

الكلام «الحكيم»  

كعادته، كان الدكتور سمير جعجع موفقاً جداً في التصريح الذي أدلى به في أعقاب استقباله، أمس، في معراب، المرشحة الرئاسية الفرنسية مارين لوبان ليس فقط في أنه أطلع الرأي العام على مضامين المباحثات بينه وبينها، بل أيضاً من خلال التصويب ووضع النقط على الحروف في ما يتعلق بالارهاب، ومن هم الارهابيون الحقيقيون… إضافة الى طبيعة الصراع في المنطقة فهو ليس صراعاً بين المسيحيين والمسلمين بل بين الارهاب من جهة والمعتدلين من الطوائف والدول والمجموعات كافة من جهة أخرى.

ويعنينا تحديداً من كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية” هذه الفقرة البارزة إذ قال: “أما النقطة الثانية التي طرحتها أنا شخصياً فكانت موضوع بشار الأسد بحيث أخذت وقتاً في شرح الصورة التي تصل الى الغرب بطريقة غير واضحة ومن دون كامل المعطيات، فأوضحت أننا جميعنا ضد الارهاب ولكن الارهاب لا دين له، فكل من يقترف الارهاب يكون إرهابياً، ووفق هذا المقياس يكون بشار الأسد من أكبر الارهابيين في سوريا والمنطقة، إذ لا يمكننا أن ننسى في لبنان الأعمال العسكرية التي قام بها نظام الاسد على مدى عشرات السنوات فضلاً عن مجموعة الاغتيالات التي طالت قيادات ثورة الارز، وهناك العديد من الدلائل والمؤشرات، أقله في المحاكمات والتحقيقات الجارية راهناً حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي تدل على أنّ نظام الاسد كان له اليد الطولى في هذه الاغتيالات”.

فلا بدّ من توجيه الشكر الى الدكتور جعجع على هذا التوضيح الذي أدلى به أمام السيّدة مارين لوبان التي تعتبر من القياديين الغربيين الذين يقولون بالتعاون مع بشار الأسد، وهي أعلنت مراراً وتكراراً انها في حال وصولها الى الرئاسة ستنشىء أوسع التعاون معه وستعيد فتح السفارة الفرنسية في دمشق.

الى ذلك، نود أن نلفت أنّ من أبرز أسباب تفشي الارهاب في المنطقة في العقود الأخيرة هو الدور العنصري الارهابي الذي تقوم به إسرائيل في المنطقة بدءًا من فلسطين حيث الارض محتلة وشعبها مهجر من أرضه لاجئ في الخارج، والفلسطينيون تحت القمع والقتل والزج بهم في السجون… ولا شك في أنّ هذا الارهاب الاسرائيلي هو الذي ولّد ظلماً وقهراً واستدرج تطرفاً في غير مكان.

عوني الكعكي