IMLebanon

دولة الوظائف والمواقع!!

طرح موضوع الأرض مقابل المرافق، خطير ودقيق…

وهو الوجهة البديلة من الصراع، على ملكية الوطن، وتقاسمه والتقسيم المحظور علناً والمرغوب سرّاً.

من هنا أهمية المؤتمر الصحافي لوزير المالية علي حسن خليل، لتفسير ما نسب اليه من تلاعب في حقوق الطوائف، وتعيين موظفين في الدوائر الثانية والثالثة والرابعة، لأن وظائف الفئة الأولى محددة في اتفاق الطائف.

هل أصبح لبنان، بحاجة الى طائف جديد، أو الى طائف ثانٍ، قبل سقوط تكبير الوطن في وهاد التصغير.

في العام ١٩٧١، أصدر رئيس الجمهورية سليمان فرنجيه أوامر صارمة باخضاع تعيين أي موظف في الفئة الثالثة لامتحان يجريه مجلس الخدمة المدنية مدته ستة أشهر.

وفي العام ١٩٩٨ زار حزب علماني رئيس مجلس النواب نبيه بري، طالباً تأييده لمرشح كاثوليكي في مجلس النواب، مقابل تأييد نواب الحزب لأي مرشح شيعي.

وردّ رئيس البرلمان بتقديم اسم مرشح ماروني أو أرثوذكسي قدمهما الى الحزب.

إلاّ أن النائب القومي السوري يومئذ غسان أسد الأشقر بادره بأن من يقترحهما ليسا من الطائفة الشيعية.

وأجابه رئيس البرلمان، بأن كلاً منهما لبنانيان.

***

بعد مدة ذهب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى روما مع عائلته لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني، وكان معه ثمانون شخصاً وموظفاً.

عندما سمّى أمين سرّ دولة الفاتيكان، العناصر المدرجة أسماؤهم لمقابلة البابا، كان بينهم ثلاثة مسيحيون وصحافيون.

فوراً عَلَتْ صيحات الحاضرين، بأن السفير اللبناني لدى الفاتيكان فؤاد عون اختار ثلاثة صحافيين مسيحيين، فردّ الرئيس الحريري ساخطاً: أنا الذي اخترت من يدخل معي لزيارة الحبر الأعظم.

هذه الحساسية الطائفية درجت على البلاد، وازدادت حماوة بعد الطائف، وفي أيام الوصاية السورية.

وتشتد الآن الأعاصير الطائفية في الوظائف وفي الأملاك العامة، ولا سيما في أحواض مرفأ بيروت، وازدياد الصراع على الوصاية في الأحواض خصوصاً.

ماذا يحدث الآن؟

هل يريدون دفع اللبنانيين الى الهيمنات الطائفية والى حرب الكونفيدراليات والفيدراليات.

هذا، يعني ان هناك، على علم أو جهل، من يندفع الى دفع البلاد الى الهيمنات الطائفية.

ومن هنا الاصرار على ان المسيحيين مؤهلون قبل سواهم الى كبح جماح الحرب بين الطائفتين السنيّة والشيعية.

***

لبنان الواحد كان الأنموذج الأرقى للعالم العربي، في وحدته وتفاهمه.

هل يتجه الآن بعد ضمور القوميات الى الوقوع في الجزئيات والحساسيات الطائفية.

من هنا كان الطائف اتفاق الضرورة، فهل أصبح اتفاق المصلحة. لمنع الاهتراء والانحلال في هيكل الدولة المتماسكة.

ومن يريد استمرار لبنان الواحد، عليه أن يمنع ظهور لبنانات في معظم الطوائف. –