IMLebanon

عاصفة الردح «الحزبلاوية»  

فيما تنهي قوات تحالف «عاصفة الحزم» أسبوعها الرابع بنجاح محققة أهدافها الإستراتيجية في اليمن، يستمر مندوب الحرس الثوري الإيراني في لبنان السيد «حسن نصر الله» بتدشين حفلات الرديح المتتالية، التي تزيد من تعريته أمام العالم أجمع، ليس آخرها خطابه المأزوم المتناقض قبل أيام عندما أخذ «يزمر» عن العروبة ومن حوله ترفرف أعلام إيران.

مشكلة «نصر الله» الحقيقة التي تدفعه إلى الصراخ في الشأن اليمني بشكل هستيري؛ تتجلى في «خذلانه الإجباري» لحليفه الحوثي، بعد أن عشمه بملك اليمن وتوجه «تُبّعاً لمملكة سبأ الفارسية المتخيلة»، ثم وقف متفرجاً عليه وهو يُقصف، غير قادر على مساعدته إلا بالصراخ عبر الشاشات، وهو الموقف ذاته الذي اتخذه محركهما الأكبر في طهران، وهو ما استلزم من التابع والمتبوع محاولة «ترقيع» موقفهما بـ«الرديح» من باب «أضعف الإيمان».

أصبح من المؤكد الآن أن السيد «عبدالملك الحوثي» اكتشف أو على الأقل بدأ في اكتشاف أنه وأتباعه وقعوا ضحية وهم كبير قادهم إلى الجحيم.. «وهم» اشترك في صياغته وبلورته طرفان لخداعهم وتضليلهم؛ من أجل تحقيق مصالحهما من دون أي اعتبار لمصير الحوثيين النهائي أو حتى مصير بلادهم وشعبها، هذان الطرفان هما «الإيرانيون ومندوبهم في ضاحية بيروت الجنوبية من جهة، والمخلوع علي عبدالله صالح ومرتزقته من جهة أخرى».

سلَّم «الحوثي» بكل سذاجة وجهل سياسي عقله وطموحه لطهران، فيما سلم رقبته لقاتل أخيه الذي طرده اليمنيون شر طردة من القصر الرئاسي في صنعاء. كل هذا من أجل حلم «التسلط» على أعناق اليمنيين ومقدرات بلادهم وتسخيرها لخدمة مشروع لا ناقة ولا جمل لأرض الحكمة والإيمان فيه، ولم يمر وقت طويل حتى اكتشف الشاب المغتر القادم من صعدة، وهو في غمرة نشوته بالتوسع العسكري أنه يقف وحيداً تحت النار، وأن كل الدعم الذي كان يتوقعه من شركائه تبخر في الهواء ليهطل بين فترة وأخرى على شكل لطميات إعلامية باهتة هنا وهناك.

«الحوثي» الجريح، المصاب بمتلازمة الخذلان الفارسي، بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن يقول له عقلاء حزبه «انجُ سعد فقد هلك سعيد»، إنه بحاجة ماسة إلى من يصرخ في وجهه قائلاً: حان الوقت لاستفاقتك من هذا الوهم واعتذارك لعروبتك وشعب وطنك من دون مكابرة؛ لأن استمرارك في التمسك بقوانين لعبة تخلى عنها أصحابها لن يزيدك إلا خسارة فوق خسارتك، وانتحاراً سياسياً لا حياة بعده، ولتعلم أن عاصفة الردح الحزبلاوية التي تنطلق من «حارة حريك»؛ لتحرضك على إلقاء نفسك وجماعتك في الدرك الأسفل من السعير، لا تهتم لك ولا لوطنك النازف، وإنما تريد تسجيل انتصار معنوي صغير وتافه ببقائك أطول مدة ممكنة موالياً لشعاراتها حتى تتفحم وتسجل كنقطة سوداء هامشية ضمن باب الخيانة في كتاب تاريخ اليمن السعيد، وسيقال عنك بعد أعوام طويلة إنك الغر اليماني المخدوع الذي استبدل رداء «الحكمة اليمانية»، برداء «الحماقة الفارسية»؛ فهلك وأهلك من معه.