IMLebanon

اسباب استعداد المملكة للمشاركة في الحرب البرية على «داعش»

أعلنت المملكة العربية السعودية أنها على استعداد للمشاركة برياً مع الاميركيين في قتال «داعش».

هل هذا يعني أنّ هناك تغيّراً في السياسة السعودية التي كانت تتميّز بأنها لا تحبّذ الحروب وتؤثر الحلول السلمية؟

هذا صحيح، ولكن هذه النظرية لها ظروفها ولو عدنا الى العام 1990 يوم غزا صدام حسين الكويت نذكر أنّ المملكة تدخلت واستقبلت قوى التحالف حيث جاء الى المملكة 500 ألف عسكري لتحرير الكويت وهكذا اشتركت فيها دول كثيرة والحمد لله كان قرار المغفور له الملك فهد خادم الحرمين الشريفين قراراً تاريخياً.

ومن يعرف تاريخ المملكة وكيف توحّدت أي كيف استطاع المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود أن يوحّد المملكة طبعاً بالقوة ويومها المغفور له الملك فيصل ابن عبدالعزيز كان يريد ضمّ اليمن ولكن والده الملك عبدالعزيز منعه وطلب منه الإنسحاب.

إذاً، للمملكة تاريخ حافل في اتخاذ القرارات التاريخية في وقتها.

هكذا فعل الملك عبدالعزيز وهكذا فعل الملك فهد وهكذا يفعل الملك سلمان.

نعود الى اليمن حيث جاء القرار التاريخي للملك سلمان بعدما كادت دولة اليمن تسقط في يد الحوثيين ظاهرياً ولكن الحقيقة في يد إيران فعلياً.

من هنا جاء قرار الملك سلمان دخول الحرب لتحرير اليمن بعد سقوط صنعاء وكادت عدن أن تسقط لولا دخول قوات التحالف بقيادة المملكة وحرّرت عدن.

نعود الى قرار المملكة الذي أبلغته الى الاميركيين، وإلى دوافعه.

بكل بساطة المملكة تريد أن تقول لأميركا وللعالم إنّ «داعش» لا علاقة له بالإسلام وانّ هناك علامات إستفهام كبيرة حول نشأة هذا التنظيم من أين أتى ومن يموّله ومن يقف وراءه، وهذه الأسئلة كلها مشروعة ومحقة، هذا أولاً.

ثانياً- لا شك في أنّ قرار دخول قوات سعودية برية الى جانب قوات التحالف، يضفي شرعية على هذه القوات.

ثالثاً- المملكة تريد أن تسحب من النظام السوري ادعاءه بأنه يحارب الإرهاب بينما في الحقيقة  هو الذي خلق «داعش» مع حليفه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وبالاتفاق مع قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني.

إنّ المملكة تمثل اليوم مع مصر الثقل في العالم العربي، فلا تستطيع الدول العظمى أن تترك بلدين عربيين (سوريا والعراق) رهينة مشروع ولاية الفقيه الفارسي.

أخيراً، انّ دخول قوة عسكرية سنّية الى جانب الاميركيين أفضل من قتال إيران و»حزب الله» والنظام السوري لـ»داعش».