IMLebanon

عندما يتفوق العسكري اللبناني في الحرب الاستباقية

الإنجازات الأمنية المتتالية ضد الإرهاب تحت المجهر الدولي

عندما يتفوق العسكري اللبناني في الحرب الاستباقية

 

لم يكن مشهد الحشد البشري الذي خرج من صلاة الجمعة في بلدة بقاعصفرين باتجاه حواجز الجيش اللبناني ومراكزه، إلا تعبيرا حيا وصادقا عن افتقار الإرهاب والإرهابيين الى بيئة حاضنة يتخذونها غطاءً للمضي في خيار التكفير والترهيب.

ليس هذا المشهد هو التعبير الحي، بل تراجع الهجمات الارهابية وضعف قدرة التنظيمات الارهابية على التجنيد والاختراق، وكل ذلك هو نتاج جهد عسكري وأمني وواقع سياسي متحرك، خصوصا بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف سعد الحريري بتأليف الحكومة الجديدة.

وثمة رصد غربي يومي لنتائج الاستثمار الدولي بدعم الجيش اللبناني وتسليحه على صعيد ترسيخ الاستقرار والأمن في لبنان باعتبار أن منظومة الأمن الدولية والإقليمية باتت واحدة ولا أولوية تحكم عملها قبل أولوية محاربة الإرهاب.

وبما ان الجيش اللبناني من ضمن جيوش دول المنطقة المشمولة بالمساعدات الغربية، لا سيما الاميركية منها، فقد أثبت حسب تقرير ديبلوماسي انه «وظّف هذه المساعدات واستثمرها عبر العنصر البشري المتفوق والمبدع لديه في عملية صون الامن والاستقرار اللبناني ومحاربة الارهاب القادم من خلف الحدود وخلاياه الناشطة والنائمة في الداخل».

وينقل التقرير معطيات تفيد «أن التقييم الدولي المستمر للمساعدات التي تمنح لجيوش العديد من دول الشرق الأوسط يظهر أن الجيش اللبناني في طليعة جيوش المنطقة لجهة توظيف هذه المساعدات اللوجستية والتسليحية والتدريبية بأضعاف ما يمكن ان توفره ميدانيا، وذلك نتيجة القدرات والخبرات البشرية التي يتمتع بها ضباط ورتباء وجنود الجيش اللبناني، الذين لو توفرت لهم أسلحة وذخائر اكثر تطورا لحققوا نتائج مذهلة في مواجهة الارهاب التكفيري، خصوصا من الناحية الاستباقية».

ويسجّل التقرير ما وصفه «بالوثبة الامنية النوعية التي قام بها الجيش اللبناني عبر مديرية المخابرات، اذ تمكن في وقت قياسي من القيام بعمليات نوعية قضت على رؤوس قادة إرهابيين وأوقعت آخرين في قبضته من دون ان يسقط للجيش نقطة دم واحدة، في عمليات نظيفة ومحددة ومتقنة وسريعة، وحيث لا يتوقع العدو الارهابي في عمق وجوده الذي يعتبره آمنا بالكامل، وآخرها عملية إلقاء القبض على مجموعة «داعش» في بقاعصفرين وقبلها عملية وادي الارانب في جرود عرسال التي جاءت غداة توقيف الامير «الداعشي» عماد ياسين في مخيم عين الحلوة».

ووفق مصدر أمني معني «تعتبر عملية وادي الأرانب بتفاصيلها ونتائجها من أخطر وأهم العمليات التي تنفذ، كونها نفذت في عمق وجود المجموعات الارهابية التكفيرية وفي منطقة صعبة جدا جغرافيا ونسبة الخطورة فيها عالية جدا، وقد استنفر لأجل تنفيذها سلاح متنوع في الجيش اللبناني، وبرغم ذلك، تمت العملية باحترافية عالية ولم يصب أي من عناصر الجيش بأذى».

ويتوقف المصدر نفسه عند التطور المتمثل بتوقيف أحمد يوسف أمون وهو من أبرز رموز «كتائب عبدالله عزام» في عرسال ومصادرة اسلحة وذخائر بينها صاروخ أرض جو يبلغ مداه 6 كيلومترات، ووزنه 16 كلغ، وطوله مترا ونصف متر، وقطره 70 سم، ويمكنه ان يصيب أهدافا يصل ارتفاعها الى قرابة 4000 متر، وهو من نوع fnـ 6 صيني المنشأ»، ويشير إلى أن عملية وادي الأرانب تشكل نقلة نوعية في عمل الجيش على صعيد العمل الاستباقي في مواجهة الارهاب.

هذه النقلة «ترتب مسؤوليات دولية وعربية تجاه لبنان وجيشه لجهة زيادة المساعدات كما ونوعا، وتحديدا تزويد لبنان بأكثر من سرب من الطيران الحربي القادر على التحليق على ارتفاعات عالية لا يطالها مثل هذا النوع من الصواريخ، فإذا كان الاتجاه الاميركي لتزويد لبنان بسرب طائرات مؤلفة من ست طائرات من نوع «سوبر توكانو»، فلا مانع من ان يكونا سربين من هذه الطائرات، ما يؤمن تغطية جوية ونارية تحمي كامل الحدود الشمالية والشرقية في مواجهة المجموعات الارهابية التكفيرية» على حد تعبير المصدر المعني.

ويقول المصدر إن الآمال معلقة على العهد الجديد والحكومة الجديدة في «تفعيل خلاصات مجموعة الدعم الدولية لدعم لبنان، خصوصا البند المتعلق بمساعدة ودعم الجيش اللبناني والاجهزة الامنية، ومن البديهي الاستثمار على الإنجازات النوعية للجيش اللبناني في التحرك باتجاه الدول الشقيقة والصديقة لتفعيل وزيادة المساعدات العسكرية، لان إنجازات الجيش في حربه الاستباقية ضد الارهاب لا تفيد لبنان وحده بل تفيد الدول القريبة والبعيدة كون هذا الارهاب عابرا للحدود ولا يعترف بحدود دول ولا حتى بدول ويشكل تهديدا عالميا».