Site icon IMLebanon

كندا تعول على «فورمولا وان» لإنعاش اقتصاد مقاطعة كيبيك

formula-one

سباق «فورمولا وان»، أو «غراند بري» كما يسميه الكندييون في مقاطعة كيبيك الفرنسيـة، له طعم وأهميـة خـاصة إذ تـجلب أصوات محركات السيارات السريعة على حلبة السباق والنشاطات المرافقـة لها، حركة سريعة مربحة للاقتصاد والسياحة تعود بالملايين من الدولارات على اقتصاد المقاطعة إذ يصنف السباق من بين أهم ثلاثة نشاطات سياحية ربحية في كندا.

وجددت كندا وكيبيك هذا العام التزامها بعقد السباق لسنوات مقبلة وصرف نحو 40 مليون دولار لتطوير حلبة السباق في السنوات المقبلة وذلك بهدف جلب مزيد من الدخل إذ تقدر عائدات النشاط بنحو 100 مليون دولار خلال ثلاثة أو أربعة أيام فقط يعقد خلالها السباق. وعقد السباق هذا العام بين الجمعة وأمس.
يقول بيار بيلروز، نائب رئيس منظمة سياحة مونتريال وهي منظمة غير ربحية تؤدي الدور الأهم في تطوير السياحة وزيادة مساهمتها الاقتصادية في البلاد، ان مدينة مونتريال والإدارات الرسمية فيها تهتم في شكل كبير بتطوير السياحة وبرامجها وعلى رأسها سباق «فورمولا وان» وهو «أهم حدث سياحي ينجح في جذب أعداد ضخمة من السياح إلى المدينة حيث يعقد منذ 45 سنة».

ويضيف لـ «الحياة»:» انه أهم فعالية سياحية تقوم بنشر صورة مونتريال كمدينة سياحية لامعة من الطراز الأول وهو أفضل دعاية لنا إذ تظهر صور مدينة مونتريال وحفلاتها ومرافقها السياحية ومطاعمها ونقاط الجمال الترفيه المتنوعة في المدينة في إطار التغطية الإعلامية في التقارير الإخبارية. ويصبح المشاهد أو القارئ باتصال مباشر مع نوعية الحياة هنا وتحفزه للحضور إلى البلاد وزيارتها».

ويضيف: «سباق فورمولا وان، أستطيع القول باختصار، يضع مونتريال على خريطة السياحة العالمية إذ يأتينا الزوار من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية وتقصده أعداد كبيرة من المشاهير من أنحاء العالم كله. ونتيجة كل ذلك أصبح سباق فورمولا وان في مونتريال ثالث أهم سباق من نوعه في العالم».
وترافق سباق «فورمولا وان» في مونتريال وهو الوحيد في أميركا الشمالية تغطية إعلامية ضخمة إذ يقدر عدد متابعي السباق علي شاشات التلفزة حول العالم سنوياً بنحو 350 مليون مشاهد. ويعقد السباق على ساحة سباق جيل فيلنوف والتي سميت على اسم سائق «فورمولا وان» الكندي المشهور في القرن العشرين والذي خلفه ابنه جاك فيلنوف ليضيف مزيداً من البريق والشهرة لسباق مدينة مونتريال.

ويزور كندا ما يقارب من 8.5 مليون سائح كل عام إذ تجذب الفعاليات السياحية الكبرى الأخرى الملايين من السياح، مثل مهرجان الجاز، وهو الأكبر في العالم ويعقد جزء كبير منه في الهواء الطلق وكذلك مهرجان مدينة تورنتو السينمائي. ولعل من أهم الأمور التي تميز سباق «فورمولا وان» في مدينة مونتريال انه يعقد في وسط المدينة بينما تعقد كل السباقات المشابهة خارج المدن. والسباق الوحيد الآخر الذي يعقد داخل المدينة هو سباق «فورمولا وان» في إمارة موناكو الفرنسية.

ويشير بعض العاملين في قطاع الترفيه والفعاليات الفنية والاجتماعية التي ترافق السباق بأن موسم السباق هو الأهم لديهم على رغم قصره إذ تبلغ نسبة الحجوز في الفنادق خلال أسبوع السباق، 95 في المئة ويصل عدد الحفلات التي تقام خلال هذه الفترة ما يزيد عن المئة بينما تغلق شوارع رئيسة داخل المدينة وخارجها لتعرض سيارات السباق والسيارات الفخمة مثل «فراري» و «لامبورغيني» و «بورش» و «فيات».

يقول مو الطويل، وهو مدير تطوير الأعمال في شركة «آر سي في بي» التي تنظم حفلات فنية واجتماعية وهي من الأكبر في مونتريال: «كل شيء يصبح سعره ضعفين وأحياناً ثلاثة أضعاف في وسط المدينة خلال هذه الفترة بسبب الإقبال الشديد وتطول قائمة من هم على لائحة الانتظار في الأماكن الراقية. أما المطاعم فتنشر طاولات على الأرصفة وفي الشوارع العامة وتوزع المشاريع الاحتفالية إذ تغلق بعض الطرق لعقد الاحتفالات وتنصب مسارح الغناء حيث تستمر الحفلات حتى ساعات الصباح الاولى.

وتقول ناديا سابوتو، وهي صاحبة شركة «فناديكا» التي تنظم حفلات أثناء أسبوع السباق، ان عدد المدعوين في بعض هذه الحفلات يبلغ نحو ألف شخص ويبلغ سعر التذكرة الواحدة نحو ألف دولار كندي (الدولار الأميركي يساوي 1.09 دولار كندي) ويجري التبرع بجزء كبير منها للأعمال الخيرية.

وتقول: «كنت أتردد في السابق بالمشاركة في هذه الفعاليات فهي تتطلب مجهوداً ضخماً ولكنني اليوم اشارك فيها واحبها على رغم التعب المرافق لها. نعيش عالماً كاملاً جميلاً ومثمراً بين تنسيق العمل بين الآلاف من المتطوعين ونصب الخيام وتفريغ السيارات وتنسيق الزهور والديكورات. إنه عالم براق وجميل حقاً».