Site icon IMLebanon

تطنيش مياه البقاع

Akhbar
رامح حمية

أطلّ صيف جديد، وحكاية مياه اليمونة ما زالت على قِدمها. سنوات مضت، وسياسة «التطنيش» متواصلة من قبل مؤسسة مياه البقاع، تجاه مشكلة عطش اليمونة وتلوث مياهها، التي كانت ستروي ظمأ ما يقارب 40 بلدة في غرب بعلبك. ما أضيف إلى الحكاية هو ندرة المتساقطات والجفاف الذي زاد «طين المشاكل السابقة بلة».

لجأ البعض إلى تهريب مياه الشفة باتجاه مزروعاتهم، الأمر الذي انعكس عطشاً في سائر غالبية قرى غربي بعلبك، وارتفع سعر مبيع صهريج مياه الشرب ما بين خمسة وعشرة آلاف ليرة عن أسعار العام الماضي، حتى باتت فاتورة المياه الصيفية تمثل عبئاً وجزءاً أساسياً من ميزانية الدخل اليومي والشهري لأبناء المنطقة.
قرى شمسطار وكفردبش وطاريا والنبي رشادة وحدث بعلبك والسعيدة تعيش، منذ أسابيع، نقصا ً حادا ً في المياه، فيما مؤسسة مياه البقاع «غائبة كليا» عن معالجة مشاكل مياه اليمونة، ومنها «ضبط مسارب تهريب مياه الشفة إلى الأراضي الزراعية بقصد ريّها»، كما يشرح رئيس بلدية شمسطار ـــ غربي بعلبك سهيل الحاج حسن لـ«الأخبار».
لم تجد المناشدات والمطالبات في المعالجة نفعاً، فمؤسسة مياه البقاع، بمديرها العام ومصلحة الصيانة والتوزيع، «تمارس بحق المنطقة وأبنائها سياسة التطنيش، حتى إنهم «ما بيردوا» على رؤساء البلديات، لا باتصالات هاتفية ولا لتحديد مواعيد للقائهم، كأنهم تخلوا عن المنطقة وأهاليها، فحتى استخبارات الجيش في البقاع، التي أبدت استعدادها لضبط عملية تهريب مياه الشفة، لم تلق آذانا ً صاغية من المؤسسة لإرشادها إلى أماكن تهريب المياه». هذا ما يقوله الحاج حسن متحسراً.
يوم أول من أمس شرعت بلديات وأهالي قرى غربي بعلبك في تنفيذ خطوتها الأولى، لرفع الصوت وإعلام المسؤولين بأن «الكيل قد طفح من مؤسسة مياه البقاع». اعتصموا أمام مبنى بلدية شمسطار، وشاركهم في ذلك النائب علي المقداد، ومخاتير وفعاليات من المنطقة، وأكدوا في الاعتصام أن «عددا من المشاكل، توانت مؤسسة مياه البقاع عن معالجتها، فمن انقطاع مياه الشفة على نحو دائم، إلى عدم صيانة شبكات المياه، وعدم تشغيل الآبار، إلى عدم معالجة مشكلة تلوث مياه اليمونة».