Site icon IMLebanon

مسؤول في حزب الله لـ”الراي”: لن نشارك في ايّ عمليات داخل العراق ما لم تخرج الامور عن السيطرة

 

يخضع موقف “حزب الله” من التطورات العاصفة في العراق لمعاينة الدوائر المراقبة في الداخل والخارج على حد سواء، ولا سيما في ضوء المكانة التي بات يتمتّع بها الحزب على المستوى الاقليمي بعد مشاركته العسكرية في سوريا الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد، والكلام الذي نُسب الى امينه العام السيد حسن نصرالله عن “اننا لو لم نتدخل في سوريا لكان داعش وصل الى لبنان”.

وكشف مصدر مسؤول لـ”الراي” عن ان القيادة العليا في حزب الله واضحة في ان الحزب لن يشارك في ايّ عمليات عسكرية او تدريبية او استشارية داخل العراق في الوقت الراهن ما دامت الامور لم تخرج عن السيطرة، وخصوصاً ان الحكومة العراقية بدأت تستعيد نفَسها وتخطّط وتهيئ وتحضّر لعمليات مضادة لهجوم داعش.

واكد المصدر ان الجغرافية مهمة الا انها لا تعني خسارة الحرب بل خسارة معركة او معارك عدة، لافتاً الى ان ابرز مثال على ذلك انه في الحرب السورية كانت جبهة النصرة واخواتها وصلت في آذار 2013 الى ساحة العباسيين، لكن الجيش السوري وحلفاءه استطاعوا استعادة مدن اساسية ونقاط استراتيجية خلال سنة واحدة، ولهذا فان الحكومة العراقية تستطيع الانطلاق من مبدأ ان ظهرها الجنوبي محمي (وهو يقصد بهذا الكلام المنطقة من جنوب بغداد الى الموصل)، وهذا الامر لم يكن متوافراً للحكومة السورية، ولذا في امكان القيادة العسكرية في بغداد ومن خلال انسحابات اختيارية وتكتيكية استعادة المبادرة، وتالياً استعادة الارض من جديد ولو احتاج الامر لوقت أطول لمعاودة بسط سيطرتها.

وأشار المصدر نفسه الى ان القيادة العليا في حزب الله تعتبر ان الحزب وايران معنيان بحماية المقدّسات وهي خارج دائرة الخطر في الوقت الحالي وان أمن العراق هو من أمن المنطقة وأي خلل في امن العراق سيصيب دول الجوار وعلى رأسها الكويت والاردن والآخرون ايضاً.

ولفت المصدر الى انه لن يكون هناك ربط سياسي بين ما يمكن ان تقدّمه الولايات المتحدة لمحاربة داعش من خلال الاتفاقات الأمنية والعسكرية التي تربطها بالعراق، وبين المساومة على الملف السوري والعراقي معاً لان التدخل الاميركي لن يكون الا عاملاً اضافياً وليس اساسياً وخصوصاً اننا رأينا كيف فشلت الولايات المتحدة في محاربة تنظيم القاعدة في العراق قبل ان يسمي نفسه داعش، وكذلك فشلت في افغانستان ولذا فان عنصر التوازن يبقى دائماً على كاهل العراق وجيشه.

وشرح المصدر ان الدعوة الى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية في النجف خطوة مباركة معنوية وكذلك استراتيجية وتدلّ على التفاف الشعب العراقي حولها من خلال ما رأيناه من تلبية لندائها. وقال: “نحن على اطمئنان بان الملف الأمني في الوقت الراهن يطغى على اي ملف آخر، ولذلك فاننا نراقب عن كثب مجريات الأمور وسنتخذ مواقفنا بحسب التطورات في بلاد الرافدين”.