Site icon IMLebanon

من بإمكانه أن يحلم بنصف نهائيّ أجمل؟.. هولّندا الرائعة تضرب موعداً مع أرجنتين – ميسي في إعادة لمعركة 1978

 

تقرير خالد مجاعص

ما الذي يحدث في البرازيل؟ فهل هناك من عناية إلهيّة خاصّة بمونديال البرازيل؟ وهل هناك من تدخّل إلهيّ ليكون كأس العالم في الريو مونديال غير مسبوق من المفاجآت، والنتائج ، والإنجازات، وصولاً إلى عناوين في النصف النهائيّ هي أشبه بالخيال.

فإذا كان دور المجموعات هو دور المفاجآت، ودور الـ16 دور الإنجازات التي بنتائجها فرضت ربيعاً جديداً للعبة كرة القدم، فكسرت كلّ التراتبيّات والأفضليّات، شكّل الدور ربع النهائيّ رافعة لأفضل فرق في تاريخ اللعبة. وبدءاً من اليوم، سيكون السؤال أيّ مواجهة ستكون الأجمل في النصف النهائيّ: البرازيل-ألمانيا أم هولّندا–الأرجنتين.

فهولّندا أمطرت مرمى كوستاريكا بعاصفة من الفرص، وأمتعت جمهور كرة القدم بمستوى غير مسبوق من الكرة الشاملة التي تميّز منتخب الطواحين عن الفرق الأخرى. فقد سيطر الهولّنديون بشكل كامل وتامّ على كوستاريكا، بحيث خلق مهاجموها أكثر من عشرين فرصة حقيقيّة أحاكها جميعها الثنائيّ الرائع أريين روبن و ديرك كويت، وترجمها الثنائيّ روبن فان بيرسي وويسلي سنايدر، الذي صدّته العارضة والقائم في أربع مناسبات. كما تألّق الحارس الكوستاريكيّ كيلور نافاس الذي برهن في مبارياته على مدار البطولة بأنّه الحارس الأفضل في المونديال. لقاء هولّندا-كوستاريكا حبس الأنفاس حتّى وصوله إلى ضربات الجزاء التي شهدت سابقة اعتمدها المدرّب الثعلب لويس فان غال بتبديله في الثانية الأخيرة من المباراة الحارس الأساسيّ يسبر سيليسون بالحارس البديل اختصاصيّ ضربات الجزاء تيم كروول، فشكّل هذا التبديل مفاجأة للجميع، بمن فيهم لاعبي كوستاريكا، فصدّ كروول محاولتين، وكاد أن يصدّ أخرتين. وترك لزملائه التسديد بأمان وبأعصاب باردة، فكافأهم على أدائهم الرائع على مدار المباراة وأعطاهم موعداً للتاريخ مع الأرجنتين في النصف النهائيّ بعد فوز التانغو على الشياطين الحمر-البلجيكيّين بنتيجة 1-0 بهدف لهيغواين، أحاطوه دفاعيّاً بقبضة حديديّة نقلتهم إلى دور نصف النهائيّ.

لقاء هولّندا–الأرجنتين هو إعادة لنهائيّ 1978 عندما قاد المهاجم ماريو كامبس منتخب التانغو إلى إحراز نجمته الأولى في مونديال استضافته العاصمة الأرجنتينيّة بوينيس أيريس، وفاز بشقّ النفس على هولّندا التي قادها ببراعة آنذاك نيسكنز وجوني ريب، والتي اتّهم فيها الهولنديّون الأداء التحكيميّ الضعيف، إضافة إلى تصرّفات جماهير التانغو أمام معسكر الهولنديّين عشيّة النهائيّ. وحرمت بالتالي هولّندا من الفوز. كذلك، منعت ألمانيا باستضافتها لمونديال الـ1974 المبدع يوهان كرويف من الفوز بمونديال استحقّه أيضاً، وصولاً إلى نهائيّ مونديال 2010 وفوز إسبانيا الدراماتيكيّ على هولّندا.

فهل ستكون هولّندا على موعد مع الفوز بكأس العالم 2014، انطلاقاً من ثأرها أمام الأرجنتين، أم أنّ لميسي كلاماً آخر. نلتقي وإيّاكم صباح الأربعاء في محاولة لاستكشاف ما قد يخبّئ نصف نهائيّ مجنون سيجمع بلاد التانغو مع الطواحين الهولنديّة.