Site icon IMLebanon

خاص imlebanon.org: أين أصبحت التحقيقات في ملف اغتيال هاشم السلمان؟

 

كتب غسان عبد القادر:

في 9 حزيران 2013 سقط هاشم السلمان “مظلوماً” أمام السفارة. يومها توجه هاشم إلى ساحة سفارة إيران في بيروت ليصرخ رافضاً استجلاب الفتنة وزجّ أبناء الوطن في الحرب العبثية التي تدور رحاها في سوريا، بحسب حسن السلمان شقيق هاشم، وهو الذي ردد مراراً أن لا ضرورة لإرسال الشباب اللبناني للموت في سوريا، ولترسل ايران ابنائها عوضاً عن ذلك. ألا يكفي الوطن الويلات التي مرّ بها؟ منذ سنة ونيّف، ومازالت قضية هاشم السلمان ملفاً فارغاً من التحقيقات الجدية من قبل الدولة. “لا تقدم في القضية” أوضح حسن “نحن نتابع القضية وننتقل من جلسة قضائية الى أخرى حتى بلغ المجموع 5 جلسات، وبات الملف أخيراً في عهدة قاضي التحقيق في بعبدا من دون تحقيق ولا موقوفين حتى الآن. وعندما نسأل، يأتي الجواب روتينياً: يجب التريث والتمهل. هذا يعني عملياً التمييع وصولاً الى طيّ الملف تماماً، ووضعه جانباً، نتيجة التخاذل الواضح لدى الجهات المعنية”.

بالعودة الى ساحة الجريمة، استذكر حسن “كيف كانت الدولة متواجدة هناك من خلال عناصرها من الأمنيين والعسكريين، الذين يرتدون البذات الرسمية وآخرين بثياب مدنية، وقد واكبوا التظاهرة التي كانت استحصلت أصلاً على ترخيص رسمي من وزارة الداخلية. ومع هذا لم يحصل أي تحرك من جانب القوى الأمنية للتوسع بالتحقيق الذي سُلِّم لمخفر الاوزاعي الخاضع لسلطة المليشيا…تصوّر! وربما كانت القضية اندثرت لولا الجهود الشخصية للعائلة التي عملت على نشر صور عن الجريمة، التقطها صحافيون تواجدوا في المكان بالرغم من تعرضهم للقمع من جانب المليشيا. ما يثير السخرية والألم في آن معاً أنّ اجهزة الدولة تطلب منا نحن أن نأتي لها بالمزيد من الصور من دون ان تحرك ساكناً!”

وأضاف: “الجريمة لم تكن عملية إغتيال بل هي إعدام بحق هاشم نفذّته مجموعة متخصصة من القتلة. لم يسجل أي استخدام للعنف من جانب المتظاهرين الذين كانوا بغالبيتهم من الشبان ولم يتسلحوا سوى بالإعلام وهذا ما بينته الصور التي نشرت على الإعلام. هاشم بالتحديد كان سلاحه مكبر الصوت، الصوت الحر الذي كانت مليشيا حزب ايران غير قادرة على تحمله، مع العلم انه كان يمارس حقاً دستورياً هو التظاهر ضمن الأراضي اللبنانية. أمنياً، المنطقة تابعة لمليشيا ايران في لبنان ناهيك عن أمن السفارة الخاص وكاميراته التي صوّرت جميع ما حدث في تلك الساحة وتحفظت السفارة على تسليم محتوى هذه الأفلام الى الجهات القضائية المختصة. من دون أدنى شك، هذا انتهاك فاضح لسيادة الجمهورية اللبنانية واعتداء على سلطتها ضمن حدودها المعترف بها. وأتساءل هنا من هم هؤلاء الذين نكلوا بهاشم وهو على الأرض لساعات؟ لأي طرف سياسي وأمني وعسكري ينتمون؟ الجواب واضح من دون شك”.

وبالإشارة الى أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله، اضاف السلمان “رئيس المليشيا قال أن هاشم قتل مظلوماً، ولسنا بانتظار شهادة مظلومية منه كما قال أنّ مقتله كان “عفوياً”! في الشريعة والقانون لا يوجد جريمة عفوية هذا يسمى قتل عمد خصوصاً في ظل تنظيم مشابه لـ”حزب الله”. اين لتحقيق الذي تعهد القيام به؟ أين هم هؤلاء المجرمون؟ هذا حقاً معيب”.

في حين آثر التكتم على معرفته بأي من أسماء المتورطين في عملية قتل شقيقه لأسباب قضائية وأمنية، نبّه في الوقت عينه إلى أنّ ” الكثير من الأسماء التي تمّ تداولها في الإعلام ليست دقيقة. غير أن الإنفجار الذي استهدف السفارة الايرانية في العام الماضي قد أودى بحياة بعض من أشرف وأعطى أوامر إعدام هاشم بل وأضيف أنّ أحدهم قد أصيب إصابات مماثلة للجروح التي اودت بحياة هاشم حيث جرح في صدره ورجله، كما سقط على الرصيف على غرار ما حصل مع هاشم. هذا ما اسميه ربما العدالة الآلهية”.

لم يوفر آل السلمان جهداً لمتابعة قضية باتت شغلهم الشاغل، حيث اوضح حسن “حملنا القضية إلى معظم المسؤولين المعنيين وعلى رأسهم معالي وزير العدل اللواء أشرف ريفي الذي استقبلنا مرات عدة، وأقول له أن وعد الحرّ دين وهو خريج مدرسة خرجت شهيدين وسامين، وهي مدرسة لا تساوم على دم الشهداء. كما أنوّه بشدة بالدكتور سمير جعجع الذي أثبت أنه من أكبر الداعمين لقضية هاشم السلمان وقد اعتبره بمثابة شهيد لبنان والقوات اللبنانية، وقد استهل آخر مقابلة أجراها على شاشة الـMTV فافتتح الحلقة بالحديث عن هاشم. ولكن بشكل عام، الإعلام قصّر تجاهنا كما أن القوى الاستقلالية تخاذلت تجاه قضية هاشم السلمان ودمه”.