
حمّل وزير العدل اللواء اشرف ريفي النظام السوري وحلفائه مسؤولية ما تشهده المنطقة من خراب، متهمًا النظام باستلاد حالة متطرفة إرهابية.
ريفي وفي كلمة القاها في ذكرى استشهاد داني شمعون، قال إن “هذا النظام وحلفاءه الاقليميين يتحملون جزءًا كبيرًا من مسؤوليات ما تشهده المنطقة من فوضى وقتل وخراب. لقد أمعن هذا المحور في التخريب وفي هز استقرار بعض دول المنطقة من خلال تهديد الكيانات واللعب على وتر التناقضات المذهبية. لقد اسّس هذا المحور في بعض الدول الميليشيات واستباح الحدود وشكّل خطرا كبيرا على وجود هذه الدول وهو لا يزال مستمراً بهذا المنحى”.
واضاف: “لا بد لنا ان نكون جميعًا في هذه المرحلة الصعبة على وضوح في الرؤية لكي نتجاوز الازمات، لقد ساهم النظام السوري عندما مارس السلطة بالحديد والنار، وعندما واجه ثورة شعب مسالم بالسلاح، لقد ساهم هذا النظام باستيلاد حالات متطرفة ارهابية بدأت تنمو وتكبر على وقع البطش والممارسات اللاإنسانية في ظل صمت دولي مريب.
واضاف: “نأمل اليوم ان يكون التحالف الدولي فعل انقاذ حقيقي لسوريا وأهلها من شر نظام قاتل ومن ارهاب أعمى تمارسه “داعش” واخواتها وهي الوجه الاخر لارهاب النظام وحلفائه”.
تابع: “نحن نواجه ارهابين هما وجهان لعملة واحدة، وفي هذه المواجهة لا خيار لنا الا ان نكون معًا يدًا واحدة مسلمين ومسيحيين، هكذا كنا في ثورة الاستقلال في “14 آذار” 2005 وهكذا يجب ان نكون في كل لحظة من حياتنا المشتركة التي تجمع بين مكونات هذا الوطن قيمًا وطنية وانسانية نعتز بها ونفخر”.
ورأى ان مواجهة الارهابين هي مسؤولية الاعتدال من كافة الشرائح الوطنية، داعيًا الى مواجهته، لان انتصار اي منهما يعني القضاء على مستقبلنا ومستقبل اولادنا ويعني ايضًا دخول المنطقة في ظلام دامغ وفي ظلامية قاتمة”. كما قال
وأردف: “لطالما حذرنا “حزب الله” من مغبة التورط بالقتال الى جانب النظام السوري، لقد ضربوا عرض الحائط بكال هذه التحذيرات حتى وصلنا الى ما حزرنا منه والى ما نحن فيه اليوم، على الرغم من ان قرارهم ليس بيدهم الا انهم يتحملون مسؤولية كبيرة بإستراد الازمة السورية الى لبنان”.
ودعا ريفي الحزب الى الانسحاب من سوريا، قائلاً: “انسحبوا الان من سوريا واعتذروا من اللبنانيين والسوريين الاحرار، ودعوا جيشنا البطل يحمي وحده حدودنا من اي اعتداء أو ارهاب، لا احد الا الجيش اللبناني الشرعي يمحي حدود الوطن ويضمن سلامة لبنان واللبنانيين. واضاف: إنه من دواعي الأسف، أن تدعي دويلة حماية الدولة. إنه من المفارقة، أن تدّعي دويلة الدفاع عن حدود الدولة وسيادتها”.
وشدد ريفي على أن “أي وجود عسكريٍ غير شرعي، على أرضِ لبنان، هو انتهاكٌ لسيادةِ هذا الوطن، ومن ينته السيادة، ويستبِح حدودَ الوطن، لا يمكنْه إدعاءَ حقّ حمايته، هؤلاء ينطبق عليهم المثلُ القائل “حاميها حراميها”.
أضاف: “أمام هذه المخاطر التي نتعرض لها، نؤكد الاستمرار بالدفاع عن الدولة وعن المؤسسات، في وجه كل من يحاول استباحتها. نحن مع الجيشِ اللبناني وحده، ومع المؤسسات الشرعية، لتكون حامياً وحيداً للحدود، وضامناً وحيداً لأمنِ الوطن، نحن مع تطبيق القرار 1701 وكل القرارات الدولية، بما يساعدُ الجيشَ اللبناني في حمايةِ هذا البلد”.
وتابع: “نحن مع المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية، وليسقط كل سلاح غيرِ شرعي، ولتسقط دعوات الأمن الذاتي، ولتصمتِ الأبواق المجنونة التي تبشر بالحرب الأهلية.
وعن الشهيد داني شمعون قال ريفي: لا أزال أذكر الشهيد داني، منذ كنت ضابطاً يافعاً في قوى الأمن الداخلي، يومها كنت ألتقيه باستمرار، يومها عرفته رجلاً شجاعاً دائم الابتسام، صريح الموقف والرأي، لقد آمن شهيدنا البطل بقضية واستبسل من أجلها، الى أن استُشهد على منوال وسيرة الابطال الكبار”.
وتابع: “لم يسجّل له يوماً أن هرب من استحقاق، ولم يسجّل له يوما ان استسلم لخطر، لقد حمل قضية آمن بها واستُشهد من أجلها. لقد اغتيل شهيدنا على يد من حاولوا اغتيال لبنان وفشلوا، ومن يحاولون اليوم اغتيال سوريا وسيفشلون. لا يسعني وأنا أتكلم عن شهادة داني شمعون إلا أن أحيي كل شهيد سقط على ارض لبنان دفاعاً عن هذا الوطن الغالي”.