Site icon IMLebanon

“مجلس الشيوخ” الأميركي يرفض بناء أنابيب تنقل النفط الكندي إلى المكسيك


رفض مجلس الشيوخ الأميركي في جلسة تصويت واحدة الثلثاء، مشروع قانون للموافقة على بناء خط أنابيب “كيستون إكس أل” لنقل النفط الخام من الرمال النفطية في كندا إلى مصافي النفط في خليج المكسيك.
وجاء رفض المشروع الذي تقدر كلفته بنحو 5,3 بليون دولار بهامش صغير من الاصوات. وتعهد الجمهوريون فور التصويت على الموافقة على مشروع القانون مطلع 2015 عندما ينعقد الكونغرس الجديد الذي سيكون مجلس الشيوخ فيه تحت سيطرتهم.
ويريح تصويت الثلثاء، الرئيس الأميركي باراك أوباما –على الأقل في الوقت الحالي — من عبء التصويت ضد مشروع القانون، عقب تصريحات عديدة الأسبوع الماضي بأنه قد يفعل ذلك.
ولم يتمكن مؤيدو المشروع الذي تأخر كثيراً، والذي يعتبر أولوية بالنسبة للجمهوريين في مجال الطاقة، من الحصول على الستين صوتاً المطلوبة للموافقة على مشروع القانون، حيث حصلوا على 59 صوتاً فقط في المجلس المؤلف من 100 عضو.
وقال الجمهوريون الـ45 الذين صوتوا لصالح مشروع القانون، إضافة إلى نحو 14 عضواً ديموقراطياً صوتوا معهم، أن المشروع سيخلق آلاف الوظائف وسيزيد من استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة.
إلا أن منتقدي مشروع القانون وعلى راسهم الديموقراطية باربرا بوكسر، يعارضون مشروع القانون بشدة بسبب خشيتهم من أضراره البيئية.
وقال السناتور الجمهوري البارز ميتش ماكونيل بعد التصويت أن “الديموقراطيين في مجلس الشيوخ وقفوا مرة أخرى في وجه مشروع جاهز لخلق الوظائف كان يمكن أن يساعد آلاف الأميركيين على العثور على عمل — وهو موقف مذهل بعد انتخابات بعث فيها الشعب الأميركي رسالة واضحة الى الكونغرس للموافقة على سياسات جادة”.
وأضاف “لكن عند انعقاد الكونغرس الـ114، فإن مجلس الشيوخ سيتحرك مرة أخرى بشأن هذا القانون المهم، واتطلع إلى تبني الأغلبية الجمهورية الجديدة مشروع كيستون والمصادقة على مشروع القرار مطلع العام الجديد”.
كما أعربت شركة “ترانس كندا” التي وراء مشروع خط الأنابيب عن تفاؤلها. وقال رئيسها التنفيذي روس غيرلينغ “سنواصل الدفع من أجل أن يتغلب المنطق على الجمود، والعقل على الرمزية والعلم الحقيقي على الكلام والموافقة على مشروع “كيستون أكس أل”، وتعميم فوائده على الأميركيين”.
ويعد رفض المشروع نصراً لجماعات البيئة وأنصارها ومن بينهم السناتور عن ولاية كاليفورنيا، باربرا بوكسر والتي قادت المعارضة الديموقراطية على المشروع.
وحذّرت بوكسر من أن الرمال النفطية أو القطرانية ستجلب “السموم” و”البؤس” للمجتمعات الأميركية، ووقفت في مجلس الشيوخ أمام صورة لرجال صينيين يرتدون أقنعة وسط ضباب رمادي.
وقالت “اتذكر الأيام التي كان فيها الهواء في لوس أنجليس مثل هذا الهواء (…) ولا أريده ان يصبح مثل الهواء في الصين”.
وبعد التصويت، أوضحت أن معارضي مسودة القانون “وقفوا الى جانب الحق وهو حماية صحة العائلات وصحة كوكب الأرض”.
ودعا الجمهوريون في مجلس الشيوخ إدارة أوباما الى رفع حظرها على المشروع الذي تموله الشركات، والذي لا يزال ينظر فيه بعد نحو ست سنوات من تقديم طلب الإذن بالبدء فيه.
وجرى تمرير مشروع خط الأنابيب بسهولة في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون الأسبوع الماضي، كما حدث مرات عدة في السابق.
وصوت المجلس بأغلبية 59 الى 41 صوتاً في أصعب تصويت منذ حقق الجمهوريون فوزاً ساحقاً في انتخابات نصف المدة في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال السناتور المستقل أنغوس كينغ عن المشروع الذي يهدف الى نقل 830 ألف برميل من النفط يومياً من ولاية ألبرتا الكندية الى المصافي الأميركية “الكونغرس يجب أن لا يكون مخولاً لتشريع الموافقة أو عدم الموافقة على مشروع البناء”.
وتراقب كندا عن كثب تقدم مشروع “كيستون”، وقالت الحكومة والمسؤولون الكنديون إن المشروع سيشكل إزدهاراً إقتصادياً.
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية، التي تتمتع بالسلطة على المشروع نظراً لطبيعته الدولية، مراجعة في كانون الثاني (يناير) الماضي تقول إن إنبعاثات الكربون من المشروع لن تكون كبيرة.
وقال أوباما إنه لن يوافق على المشروع إلا إذا ثبت أن تأثيرات الانبعاثات الكربونية منه قليلة.
ويؤكّد منتقدو القانون ان النفط المستخرج من الرمال القطرانية هو أقذر أنواع النفط.
إلا أن الجمهوريين يؤكدون على أن المشروع سيخلق 40 ألف وظيفة مؤقتة في قطاع البناء، بينما تقول وزارة الخارجية إنه لن يولد سوى 35 وظيفة دائمة.
وتمكّن الجمهوريون من الحصول على سبعة مقاعد في مجلس الشيوخ على الأقل في الإنتخابات النصفية، وعند انعقاد الكونغرس الجديد وترأس ماكونيل لمجلس الشيوخ، فإنه من المتوقع أن يصوت المجلس بالموافقة على المشروع.