أوضح النائب مروان حمادة أنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري أخبرهم في اجتماع أنّ الرئيس السوري بشار الأسد أصرّ على إعادة انتخاب إميل لحود رئيسًا للجمهورية لولاية ثانية، وهدّده بتدمير لبنان على رأسه ورأس النائب وليد جنبلاط في حال عدم الإستجابة. وأشار حمادة الى أنّ اجتماع الأسد بالحريري استمرّ 10 دقائق “على الواقف” إذ لم يدعوه للجلوس ونبرة الأسد كانت صادمة.
حمادة، وخلال استجوابه من قبل المحكمة الدولية لليوم الثالث على التوالي، تابع: “الحريري قال لجنبلاط “الأسد سيطالك حتى وإن كنت محميًا عند الدروز”، إلا أنّ جنبلاط قال له أن يحمي نفسه أولا تفاديًا للشر، ونصحه بالإستقالة ومغادرة لبنان بعد تهديدات الأسد له، فأخذ الحريري نصيحته على محمل الجد، وجنبلاط كان على قناعة أنّ الحريري غير مرغوب به في دمشق، وكان الإثنان يراهنان في أحاديثهما على من سيقتل أولاً”.
ولفت الى أنّ تمديد ولاية اميل لحود كانت نقطة الانهيار في العلاقات بين الحريري والأسد، إلا أنّ الحريري كان يعتبر أنّه تحت حماية المظلة الدولية بحكم علاقاته مع الدول الغربية والعربية، لذلك كان يخشى على جنبلاط أكثر من نفسه.
وأضاف حمادة: “كان الحريري من رؤساء الوزراء النادرين بحيث كان باستطاعته التواصل مع مختلف قادة العالم واللقاء بهم في أي وقت، حتى أنّه عارض تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، كما أنّه رتّب زيارات رسمية للعديد من قادة دول العالم الى دمشق وزيارات للأسد إلى العواصم الدولية، بالإضافة الى أنّ الحريري أقنع الرئيس الفرنسي جاك شيراك بحضور جنازة حافظ الأسد”.
حمادة أشار الى أنّ نظام الأسد كان يخشى فقدان نفوذه في لبنان لصالح الرئيس الحريري والدول الداعمة له، لافتًا الى أنّه في كل مرّة كانت سوريا تشعر بأنّها تفقد قبضتها ونفوذها في لبنان كانت تفتعل المشاكل فيه. وأضاف: “كان باستطاعتنا تعطيل النصاب في جلسة التمديد للحود لكننا شعرنا أنّ دمشق ستفتعل المشاكل في المناطق اللبنانية، لأننا كنا نعلم بقدرتها على التخريب من خلال مجموعاتها المسلحة في لبنان، فيما معارضوها من مسيحيين ومسلمين كانوا مع الدولة”.
وتطرّق حمادة الى مسألة التمديد للرئيس إميل لحود، لافتًا الى أنّ الجميع في مجلس الوزراء كانوا يعلمون أنّ رفيق الحريري تعرّض لضغوط للتوقيع على تعديل الدستور لتمديد ولاية لحود، وكرّر الحريري مراراً الطلب من الرئيس السنيورة على أهمية حضور جلسة 28 آب 2004، موضحًا أنّ الوزير جان عبيد غاب عن جلسة 28 آب 2004 رغم الضغوطات المباشرة التي مارسها عليه رستم غزالة.
وعند الساعة الرابعة إستكملت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلسة الإستماع إلى حمادة الذي لفت الى ان إزدواجية العلاقات داخل الدولة اللبنانية تبعا للضغوطات السورية كانت تجعل من وزارة الخارجية اللبنانية فرعا من وزارة الخارجية السورية، مشيرًا الى أن البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية اللبنانية كانت تخضع للمراجعة من قبل وزارة الخارجية السورية قبل الذهاب إلى الأمم المتحدة.
واذ شدد على ان تدفق السلاح من إيران لحزب الله لا يزال مستمرا حتى اليوم وهناك علاقة مميزة بين النظام السوري وميليشيا حزب الله، أكد أن اللبنانيين يدركون أن حل ميليشيا حزب الله سيحصل عن طريق الحوار، وقال: “الحريري وجنبلاط أبلغا العواصم الغربية أنه سيتم نزع سلاح حزب الله من خلال الحوار اللبناني وليس عن طريق القوة”.
ولفت حمادة الى أنه لم يكن مشاركًا في صنع القرار 1559 خلافاً لما أشيع إلا أنه أكد أنه لا يرى فيه ما يخالف أي بند من بنود إتفاق الطائف.
من جهة آخرى، أكد حمادة أن ليس هناك محرر أو مقرر أو رئيس تحرير يستطيع أن يتحرك في النظام الصحافي السوري خارج النظام المخابراتي السوري، لافتًا الى أن أي شخص محترف في العالم لن ينظر إلى الصحافة السورية كصحافة حرة.
وفي ما يتعلق بالتمديد للرئيس أميل لحود، قال: “كان معروفاً للجميع أن الرئيس رفيق الحريري أُجبر بلغة التهديد إلى الإمتثال للقرار السوري”، لافتًا الى ان الوزير الياس المر لم يكن مؤيدًا بداية للتمديد ولكن بعد ذلك غير موقفه وتعرض لمحاولة اغتيال.
واشار حمادة الى ان الحريري وكتلته صوتوا للتمديد ليتفادي نزاعًا مع سوريا وكان يأمل ان يرسي فيما بعد توازنًا سياسيًا عبر الانتخابات النيابية.