IMLebanon

مياه الضنية لها طعم ولون ورائحة !

Water2

بشير مصطفى
عبّر مقيمون في بلدة بخعون – قضاء المنية الضنية عن استياء شديد من اهمال السلطات لتلوث مياه الشفة التي تصل إلى المنازل. يقولون انهم ليسوا بحاجة الى فحوص مخبرية ليدركوا ان مياههم ملوّثة وغير صالحة للشرب او الاستعمال الشخصي، اذ يكفي النظر الى لون المياه «الغامق» وتراكم الاتربة والعوالق فيها لاكتشاف مدى الخطورة على صحتهم وسلامتهم.
المياه في الضنية قلبت المعادلة، برأيهم، فبات لها لون بُني، ورائحة كريهة، أما طعمها فمجهول، اذ يسخر الاهالي من مصيبتهم، ويقولون ان ايا منهم لم يجرؤ على شرب هذه المياه لمعرفة طعمها.

استغل بعض المواطنين صلاة الجمعة (امس) للتعبير عن سخطهم. حمل أحدهم قوارير المياه المعكرة ذات اللون البني ودخل بها الى المصلين ليشكو من الاهمال. وأوضح أحدهم قائلا لم نر المياه بهذا السوء منذ 75 سنة. علّق شاب ممازحا «يجب أن نفرح في قريتنا لأن النيسكافيه يأتينا جاهزاً في حنفية مياه الدولة».
يشتكي ابناء الضنية من انهم مضطرون إلى شراء المياه «لتحميم» أطفالهم، وهذا ما دفع باحدهم للقول «اللي مش قادر يشتري مي شو بيعمل؟ هون أكثرية الناس بتعيش على دخل يومي، وما بيكفي لسد حاجاتها الاساسية»، ويلفت آخر إلى أن الأتربة المحمّلة في المياه ادت إلى تعطيل الأدوات الصحية وتسطيمها، كما أنها ليست صالحة للطبخ أو الشرب حتى للاستعمال الشخصي او الغسيل «فالأبيض لن يبقى أبيض».
يقول عبد الحميد إبراهيم «كنا نفتخر عندما يقولون ان منطقتنا أكبر خزان للمياه بالشرق الأوسط وعنا أعلى قمة بلبنان، ولكن الإهمال حوّلها إلى تجمع للمياه الملوثة، واللي بتشكل خطر على حياتنا».
يحمّل المواطنون فعاليات المنطقة المسؤولية، ويتساءلون «هل هم مستعدون لشربها؟». النائب السابق جهاد الصمد حمّل نواب المنطقة المسؤولية، مشيراً إلى انه «عادة تتعكر المياه «يوم، يومين، لما تشتي ولكن هيدي المرة طوّلت»، ودعا الصمد المواطنين للتقدم بالشكاوى إلى مصلحة مياه الضنية، رافضاً تحميل أي مسؤولية لبلدية بخعون. ولفت إلى أنه سيتحرك لدى المصلحة لتدارك الوضع، مرجحاً أن يكون سبب التلوث في مصدر المياه الآتي من سير لا في الأقنية.