Site icon IMLebanon

نقابة مكاتب السفر: النقل الجوي قبيل الأعياد مقبول

وصف نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبود حركة النقل الجوي قبيل الأعياد بالـ”مقبولة”، مؤكداً أن حجوزات الطيران ستكتمل اعتباراً من الأسبوع المقبل”، آملاً “في خلال هذه الفترة زيادة عدد الرحلات إلى لبنان”.

ولفت عبود في حديث لـ”المركزية”، إلى أن “القطاع السياحي يواجه بمختلف مكوّناته انحساراً في أعماله بسبب عدم الإستقرار السياسي في المنطقة، الأمر الذي أدّى إلى تدني قدرات جذب الأفواج والأفراد وتقلص الحجوزات الفندقية، واستطراداً انخفاض التدفقات النقدية”. وتابع: دفع ذلك بالعديد من وكالات السفر والسياحة ومؤسسات الإيواء من فنادق وشقق مفروشة ومنتجعات بحرية وريفية من مطاعم ومقاهٍ ودور التسلية وغيرها، الى بذل جهود اضافية مضنية لمواجهة الوضع المتأزم والتمكن من تسديد التزاماتها المالية في الإنفاقات التشغيلية والديون المترتبة.

وفي الحسابات الاقتصادية والمالية العامة قال عبود: إن معدل تراجع الحركة السياحية في السنوات الثلاث الماضية أصبح في الدرجة المؤثرة، إذا ما أخذنا في الإعتبار أن الإنخفاض في حركة النقل الدولية قد تدنى بمعدل الثلث وأن معدل رحلات الطيران الجوي انخفضت هي ايضاً بمعدل 13،6% في العام 2013 بحسب نشرات المنظمة العالمية للطيران المدني. أضف الى ذلك مواضيع متعددة ومتنوّعة تلقي بثقلها الكبير المباشر على الصناعة السياحية العالمية، إن على صعيد وسائل التشغيل المتطورة وأنماط الإستهلاك المتغيّرة وطرق العيش المتبدلة واندفاع ثورة التكنولوجيا واستخدام تقنياتها المتسارعة في مختلف المرافق المتممة، من سلامة المأكولات الى قدرات القوى العاملة المؤهلة وتقدّم الاعمار، إلى ظهور العديد من وجهات الجذب السياحي ذات الكلفة المنخفضة.

وأضاف: تتنوّع طرق المواجهة أمام مكوّنات الصناعة السياحية، فبعضهم يعمل على ضخ رأسمال اضافي لتغطية الخسائر التشغيلية وتسديد ديونه، فيما اختار آخرون الصمود المرحلي وتأكيد الحضور والتواجد بالرغم من الظروف القاسية. فتعرّضت لسوء الحظ، استثمارات بعضهم للخسارة بسبب واقع الحال القائم من جهة، واعتبار الردود على تحديات الصناعة السياحية العالمية والاقليمية والمحلية، ليست أولوية عند المرجعيات المحلية في الوقت الراهن، من دون ان نغفل أن العجز النقدي يساهم هو الآخر في عدم توظيف استثمارات جديدة في مجالات البحث والاستقصاء.

وفي الحالة اللبنانية لاحظنا خلال السنوات الثلاث الاخيرة أن بعض الممارسات والاجراءات التي استخدمت لمواجهة انخفاض النشاط السياحي في ظل الازمة السياسية والاقتصادية والاقليمية، انحصرت في نماذج عدة، وعلى سبيل المثال: الترويج لبعض الرحلات السياحية المحلية – عروضات لخفض الاسعار- الترويج لشرائح جديدة من السياح الاجانب مع التركيز بشكل خاص على ميزات بعض المواقع – اعتماد مبدأ التأجيل لخفض تكاليف الصيانة – تمديد مدة الإعتمادات أو تأجيل جداول التسديد – تخفيف ضغط العمالى بالعطل غير المدفوعة الأجر – تجميد معدلات الاجور – استبدال موظفي الكفاءة اصحاب الاجور العالية – زيادة الاعتماد على خدمات المصادر التعاقدية الخاصة.

وختم عبود: عند درس أعمال القطاعات السياحية لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة، نجد أنها لجأت الى اعتماد استراتيجية من ثلاثة مفاهيم هي: أن نبق، أن نتكيّف، وأن نتخطى. ومن الملاحظ أن القطاع السياحي اللبناني بدأ في الفترة الأخيرة، تكييف عملياته وطرق أعماله مع ظروف الازمة الاقليمية المتفاقمة، وبالتوازي بدأت تهيّئ نفسها للتعايش معه قدر المستطاع، فيما هي تعمل وتجهد وتؤسس لمرحلة لاحقة عنوانها التصدي للتحديات المحيطة بالقطاع، من خلال تعاون متكامل لتجذير القيَم السياحية من خلال البحث العلمي والتطوير المهني والابتكار والتجدد.