Site icon IMLebanon

تفاوت أداء الأسواق المالية في العام 2014

finance
طوني رزق

لم تمرّ تداولات العام 2014 بشكل متناسق في مختلف الأسواق العالمية فقد تحوّلت الأسهم الأميركية الى تكسير الأرقام القياسية المتتالية في حين تراجعت أسهم الأسواق الناشئة بقوة في نهاية العام وتفاوَتَ الأداء بين كلٍّ من الصين واليابان والهند وكانت أوروبا الأسوأ.
تسارع النموّ الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية بعد مطلع عام ضعيف كما لقيت الاسهم في الهند دعماً قوياً من نتائج الانتخابات المصيرية. أما الصين فتأرجحت مع تباطؤ الاقتصاد في حين كانت أوروبا مرهَقَة واليابان تئنّ من جراحها الاقتصادية وضخامة ديونها.

ومع تراجع الاحتياطي الفدرالي الاميركي عن سياسات تحفيز الاقتصاد كانت اليابان تمضي قدماً في التوسع بمثل هذه السياسات علّها تحفّز النموّ الاقتصادي فيها، فيما لا تزال اوروبا مترددة عموماً وتغيب عنها السياسات الجريئة لتحفيز الاقتصاد.

وعلى رغم الجهود التي قامت بها كبريات البنوك المركزية في العالم فإنّ نسبة التضخم بقيت دون الاهداف المتوخاة وتراجعت الى مستويات مقلقة خصوصاً في منطقة اليورو. ومع رفع الرسوم والضرائب على المبيعات في اليابان تراجعت هذه المبيعات، وأحد الاسباب الرئيسة وراء تراجع نسبة التضخم كان التراجع الكبير في أسعار النفط.

ومع تراجع نسبة التضخم وأسعار النفط تمكنت الاسهم الاميركية من تحقيق الارقام القياسية الجديدة المرتفعة هذا العام فكانت الاسعار في البورصات تسابق ارباحَ الشركات الحقيقية.

أما منتجو ومصدّرو النفط في العالم فقد واجهوا خسائر كبيرة في أسعار صرف العملات الوطنية خصوصاً في كلٍّ من أوكرانيا وروسيا ما أضعف الثقة في الاسواق الناشئة التي سجّلت اسوأ أداء خلال شهر كانون الاول الجاري وذلك منذ الازمة المالية العالمية التي انطلقت في العام 2008 وتراجع مؤشر الاسهم لهذه الاسواق 13,4 في المئة حتى 26 كانون الاول الجاري لتبلغ نسبة التراجع السنوية 19,70 في المئة.

الأسواق العالمية

يستمرّ الانطباع العام في الاسواق المالية انّ اوروبا ما زالت في دائرة الخطر. ويدفع ذلك بالمستثمرين الى ترقب الخطوات الجديدة التي سوف يتخذها البنك المركزي الاوروبي مطلع العام الجديد على رغم ارتياحهم الى انّ الاسهم الاوروبية توشك على ختام العام 2014 في أداء إيجابي.

وجرى تداول اليورو صباحَ أمس عند مستوى 1,2189 دولار بعد تراجعه قبل ذلك الى مستوى 1,2165 دولار وهو أدنى مستوى له منذ شهر آب العام 2012. كذلك تراجع الروبل أمس بعد أن كان صعد بنسبة 8,4 في المئة خلال الاسبوع الماضي.

أما الدولار الاميركي فيتجه الى اقفال تداولات العام 2014 مرتفعاً مقابل الـ 31 عملة رئيسة وذلك للمرة الاولى منذ العام 1989 وبدعم من اقتصاد اميركي بتحسّن مستمرّ وتوجّه الاحتياطي الفدرالي الاميركي نحو رفع أسعار الفائدة.

وفي المقابل كان أداء الروبل الاسوأ نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية وتراجع أسعار النفط. وتابع الدولار صعوده فزاد بنسبة 0,10 في المئة الى 120,43 يناً ويأتي ذلك مع تراجع الين الياباني باكثر من 36 في المئة منذ نهاية العام 2011 في أطول فترة تراجع منذ العام 1971. وتبقى التوقعات سلبية ازاءَ أسعار الينّ في المستقبل المنظور.

وفي أسواق المعادن الثمينة اتجهت أسعار الذهب للهبوط مع استمرار قوة الدولار في اسواق الصرف. فتراجع الذهب أمس بنسبة 0,14 في المئة الى 1193,60 دولاراً للاونصة. كذلك تراجع الفضة بنسبة 0,14 في المئة الى 16,13 دولاراً. أما أسعار النفط فسجلت بعض الانتعاش أمس ليرتفع سعر النفط في نيويورك بنسبة 0,84 في المئة الى 55,19 دولاراً للبرميل وليرتفع أيضاً سعر نفط برنت الخام في لندن بنسبة 0,54 في المئة الى 59,77 دولاراً للبرميل.

وتأثرت الاسهم الاوروبية بتراجع اسواق السندات في كلٍّ من اليونان وإسبانيا مع اقتراب موعد الانتخابات اليونانية، فتراجع مؤشر كاك 0,43 في المئة ومؤشر داكس الالماني 0,84 في المئة في حين ارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,08 في المئة. وفي طوكيو أقفل مؤشر نيكي للاسهم اليابانية منخفضاً 0,50 في المئة الى 17723 نقطة في حين ارتفع مؤشر بورصة هونغ كونغ 1,82 في المئة الى 23773 نقطة.

أما في الولايات المتحدة الاميركية فارتفعت الاسهم في بورصة وول ستريت امس مع تريث الاحتياطي الفدرالي برفع اسعار الفائدة على رغم التحسن الاقتصادي فزاد مؤشر داو جونز 0,13 في المئة وستاندرد اند بورز 0,32 في المئة وناسداك 0,70 في المئة.

أما في بورصة بروت ومع اعلان ادارتها انّ اليوم الثلثاء هو آخر جلسات التداول في العام 2014 فقد سُجِل تبادل 22 عملية بيع وشراء تناولت سبعة اسهم ارتفعت منها اربعة اسهم واستقرت ثلاثة اخرى وسجل تبادل صفقة كبيرة مباشرة على 722264 سهماً لبنك عودة فئة GDR على 6 دولارات للسهم وارتفعت اسهم سوليدير (أ) و(ب) 2,31 في المئة و0,26 في المئة الى 11,42 و11,41 دولاراً على التوالي. كما زاد سعر اسهم بنك بيبلوس العادية 0,62 في المئة الى 1,61 دولار وبنك بلوم GDR 0,51 في المئة الى 9,80 دولارات.