Site icon IMLebanon

وكالة الطاقة: تراجع الأسعار لم ينعش الطلب على النفط

International-Energy-Agency
اعتبرت وكالة الطاقة الدولية أن التراجع الحالي لأسعار النفط ليس كافياً لإنعاش استهلاك النفط في الأجواء الاقتصادية المتباطئة، ولو أنها لاحظت نمواً متزايداً في الإنتاج بدفع من الدول غير الأعضاء في «أوبك». وأوضحت الوكالة في تقريرها الشهري أن «باستثناء حالات نادرة مثل الولايات المتحدة، فإن المستوى المتدني للأسعار لم يشجع الطلب حتى الآن».
وفي كانون الأول (ديسمبر) خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب هذه السنة بعدما كان عند 1,1 مليون برميل في اليوم إلى 0,9 مليون برميل في اليوم، وهو المستوى ذاته الذي توقعته في التقرير السابق. ويُتوقع أن يبلغ استهلاك النفط 93.3 مليون برميل في اليوم في العام الحالي في مقابل 92.4 ملايين برميل في 2014. وجاء في التقرير «الفوائد المعتادة للأسعار المخفضة مثل زيادة القدرة الشرائية للأسر وتراجع الكلف في القطاع الصناعي، طغت عليها إلى حد كبير الظروف الاقتصادية الضعيفة حالياً والتي تعتبر السبب الرئيس لتراجع أسعار النفط».
ومنذ التقرير الأخير للوكالة في كانون الأول، تراجع سعر برميل النفط الخام من 60 دولاراً إلى ما دون 50 دولاراً بسبب فائض في العرض، خصوصاً بسبب زيادة الإنتاج في العراق إلى أعلى مستوياته منذ 35 سنة. وبلغ سعر برميل النفط الخميس في بورصة نيويورك 46,25 دولاراً بتراجع اكثر من 50 في المئة منذ حزيران (يونيو). وبلغ سعر برميل نفط «برنت» تسليم شباط (فبراير) 48,35 دولار.
وقلصت الوكالة، المدافعة عن مصالح الدول المستهلكة، توقعاتها لنمو الإنتاج في هذه الدول للعام الحالي، 350 ألف برميل في اليوم، مقارنة بتقريرها السابق. وكان يُفترض أن يبلغ النمو 950 الف برميل يومياً من أصل إنتاج يبلغ 57.5 مليون برميل يومياً خلال السنة.
ويشمل هذا الخفض أيضاً الولايات المتحدة لكن بدرجة أدنى مع تراجع 80 ألف برميل يومياً على صعيد النفط الصخري مقارنة بالتقرير السابق. وأوضحت أن «كثيراً من المنتجين يبدون مؤمّنين ضد أي انخفاض للأسعار على المدى القصير».
واعتبرت الوكالة أن «ارتفاع الأسعار ليس وشيكاً باستثناء وقوع حادث كبير،» ولو أن «الإشارات تحمل على الاعتقاد بأن الميل سيتغير» خصوصاً على صعيد تطور الطلب في الدول غير الأعضاء في «أوبك».
واعتبرت الوكالة أن سوق النفط «عند منعطف تاريخي» وأن «موقع النفط في مصادر الطاقة يتغير،» إضافة إلى سياسة «أوبك» وثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة. ولفتت إلى أن «السنوات المقبلة يمكن أن تشكل لحظة حقيقة للسوق والصناعة التي اضطرت طيلة 150 سنة إلى إعادة ابتكار ذاتها مراراً». وبعد صدور تقرير الوكالة، ارتفع سعر خام «برنت» أكثر من دولارين إلى نحو 50 دولاراً للبرميل. وقفز سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم آذار (مارس) إلى 50.16 دولار للبرميل بزيادة 2.49 دولار عن مستواه عند الإغلاق أول من أمس حين انتهى تداول عقود شباط (فبراير). غير أن الخام قلص مكاسبه في وقت لاحق ليُتداول عند نحو 49.70 دولار للبرميل. وزاد سعر الخام الأميركي 1.10 دولار إلى 47.35 دولار للبرميل، وأفاد محللون بأن «برنت» يجد دعماً قوياً عند الأسعار الحالية.
في السياق ذاته، قال مدير شركة النفط الروسية «لوك أويل»، فاغيت اليكبيروف، أن سعر برميل النفط يمكن أن يتراجع إلى 25 دولاراً بعد أن فقد نصف قيمته منذ حزيران (يونيو). وتوقع أن تبقى سوق النفط متقلبة طوال السنة.
إلى ذلك، ارتفعت واردات الهند من الخام الإيراني 42 في المئة العام الماضي مقارنة بها عام 2013، مع زيادة مشتريات شركات التكرير الهندية للاستفادة من تخفيف العقوبات المفروضة على طهران. وجاءت القفزة في مشتريات 2014 بدعم من ارتفاع الواردات 84 في المئة في كانون الأول (ديسمبر) مقارنة بها قبل سنة إلى 348.4 ألف برميل يومياً، أعلى مستوى لها منذ آذار (مارس).
وأظهرت بيانات لوصول الناقلات من مصادر تجارية أن الهند استوردت 276.8 ألف برميل يومياً من النفط والمكثفات العام الماضي مقارنة بـ195.6 ألف برميل يومياً في 2013.