إعتبر عضو كتلة “الكتائب” النائب سامي الجميّل أنّ “اللبنانيين لم يتجاوزوا بعد نتائج الحرب، ولم ينجحوا في طي صفحتها، لأنّهم لم يمارسوا عملية غفران جماعية، بعد الاقتتال الذي دخلت فيه الطوائف مضافاً اليها الجيوش الغريبة التي شاركت في الحرب من فلسطينية وسورية وايرانية واسرائيلية”.
الجميّل، وفي كلمة ألقاها، ممثلاً الرئيس أمين الجميّل، خلال مؤتمر بعنوان “الغفران، تحد في التاريخ” نظمه المعهد الكاثوليكي في منطقة “الفاندي” في فرنسا، عزا اسباب استمرار الحرب 15 سنة الى “تمسك كل فريق بحقيقته من دون محاولة فهم هواجس الآخرين، فيما نرى اليوم وبعد مراجعة عن بعد انّ كل جهة كانت تملك جزءاً من الحقيقة”، موضحاً أنّ “الجيش السوري سيطر على البلاد، في وقت تم اقصاء القادة المسيحيين عن الساحة اللبنانية عبر سجنهم او نفيهم او تحجيم دورهم. امّا اتفاق الطائف فكان مكتوباً سلفاً من قبل القوى الأقيمية، ولم ينجح الى اليوم في ارساء الاصلاحت المطلوبة”.
وتطرق الى “مرحلة ما بعد خروج السوري في العام 2005 ورفع الوصاية عنه ليتبين مدى خطورة غياب المصالحة والبحث عن الحقيقة لاعادة ترميم الثقة واعادة البنيان على اسس صلبة”، مشيراً الى انّ “اللبنانيين عاجزون حتى اليوم عن صوغ كتاب تاريخ موحد، وبالتالي عن بناء مجتمع سليم”، وقال: “في غياب التاريخ، لا مستقبل لنا”.
وختم الجميّل مشدّداً على أنّ “لبنان هو استثناء في منطقته، لأنّه بلد الديمقراطية والدستور المدني والحريات الصحافية والدينية”.