Site icon IMLebanon

المتساقطات تتجاوز المعدّل العام بـ40%: هل يستفيد لبنان؟

سوزان برباري

زودت العواصف الثلجية والمطرية لبنان هذا العام بوفرة مياه لم يشهدها منذ سنوات، ولا شك أنه سيكون لها تأثير مباشر على زيادة مخزون المياه في الآبار الأرتوازية، لكن يبقى السؤال: هل سيستفيد لبنان من هذه المياه أم ستذهب هدراً إلى البحر كما جرت العادة؟
في هذا السياق يقول الاختصاصي في علم البيئة والمياه الدكتور نبيل عماشة لـ”المدن” إنّ “هذه السنة المطرية ممتازة لجهة ارتفاع مخزون المياه، فكمية المتساقطات ازدادت عن المعدل العام بنحو 40 في المئة، أي بزيادة عن السنة الماضية بنحو 60 في المئة، وهذا مؤشر ايجابي بعد سنة كارثية شهدها لبنان من ناحية الشحّ والنقص الحاد للمياه”.
ويضيف: “هذه السنة تبشر بالخير نظراً لكثرة الثلج والجليد في آن معاً، لأن ذوبان الجليد يكون بطيئاً، وبالتالي تستطيع الأرض امتصاص المياه وتغذية الآبار الأرتوازية بفاعلية أكبر، كما أنّ زيادة المتساقطات نظفت المياه الجوفية والأنهر والينابيع، لأنه كلما قلّت المتساقطات زادت نسبة التلوث في المياه”.
“لكننا نواجه مشكلة في كيفية تمكين لبنان من الاستفادة من هذه المياه، طالما ليس هناك إدارة متكاملة، لأن معالجة هدر المياه إما أن تكون تقنية من حيث معالجة القساطل المهترئة أو أي عطل آخر، أو إدارية، وهنا المشكلة الكبيرة في ظل غياب استراتيجية من قبل الدولة للمحافظة على المياه، لأنه من الخطأ شراء مياه من الخارج طالما نستطيع معالجة الهدر من طريق إيجاد إدراة متكاملة للمياه. ونحن بأمس الحاجة إلى ترشيد استخدام المياه وتوعية المواطن والمزارع على هذا الأمر”، وفق عماشة.

من جهته يقول رئيس “مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية” الدكتور ميشال فرام لـ”المدن”: “صحيح أن العواصف الأخيرة كانت لها أضرار على المزروعات نتيجة كثرة السيول والرياح وخلاف ذلك من العوامل المناخية، لكنّ حسناتها أكثر من سيئاتها نظراً لتوفيرها كميات هائلة من الأمطار لأن الثلج والجليد يقضيان على فئران الحقل والقوارض، كما أنّ ذوبان الجليد يكون بطيئا، وبالتالي القدرة الامتصاصية للتربة تكون أكبر، لاسيما أنّ نسبة المتساقطات ازدادت نحو 40 في المئة عن المعدل الطبيعي”.

“لا حلّ إلا بإنشاء السدود”، يقول وزير الطاقة والمياه آرتور نظريان لـ”المدن”، مشيرا إلى أنّ “هذا الملف يحتاج إلى دعم مادي كبير لتنفيذه. فعلى سبيل المثال سد نهر العاصي يحتاج إلى 47 مليون دولار لانشائه”.
وتابع: “الحلّ ليس بكبسة زر، فالخطط موجودة إنما هي على الورق، لأن تنفيذها يحتاج إلى تمويل داخلي أو خارجي. كما أنّ معالجة هدر المياه تعتمد ليس على وزارة الطاقة والمياه فحسب، إنما على سياسة الدولة ككل، من دون أن ننسى دور مجلس الانماء والاعمار في تنفيذ بعض المشاريع التي تعالج مشكلة المياه”.

أمّا المهندس في “مصلحة الأرصاد الجوية” محمود دهيني فيقول لـ”المدن” أنهّ ليس في الإمكان توقع مجيء عاصفة إلا قبل أسبوع من مجيئها نتيجة تغيرات الرياح، منبهاً المواطنين إلى “عدم تصديق الشائعات في شأن مجيء العواصف، من دون الرجوع إلى المصلحة كي لا يصابوا بالذعر”.