شدّد الرئيس سعد الحريري على مسؤولية الدولة في مواجهة الإرهاب، ومكافحة كل أشكال التطرف، مؤكداً على الدعوة التي أطلقها لقيام استراتيجية وطنية تحمي لبنان من هذا الخطر ومن كل أشكال التورط في الحرائق المحيطة، لأنّه لا يجوز بعد اليوم أن يبقى لبنان رهينة سياسات التفرد واتخاذ القرارات التي تخالف الإجماع الوطني.
كلام الحريري جاء خلال ترأسه، مساء اليوم الاثنين في بيت الوسط، اجتماعاً مشتركاً، للمكتبين السياسي والتنفيذي في “تيار المستقبل”، خُصّص للنقاش في الوضع السياسي الداخلي وارتدادات الأحداث الاقليمية على لبنان، بالإضافة إلى التوجهات التنظيمية في المرحلة المقبلة.
وقد استهل الاجتماع بمداخلة سياسية شاملة للحريري، شرح في خلالها أهمية التمسك بالحوار ملاذاً للبنان واللبنانيين، وضرورة تطرف “تيار المستقبل” في الدفاع عن الاعتدال، سواءً في وجه إرهاب “داعش”، أو إرهاب المعتدين على الحرية وحق الشعوب فيها في لبنان وخارجه.
وأبدى المجتمعون تأييدهم المطلق لرهان الرئيس الحريري على عودة جميع القوى السياسية اللبنانية إلى حضن الدولة، باعتبارها الوحيدة القادرة على جمع كل اللبنانيين.
وخلص المجتمعون إلى ضرورة عدم مهادنة التطرف، تحت أيّ ظرف من الظروف، مؤكدين على التضامن مع البلدان العربية الشقيقة التي تواجه هذا الخطر.
وتوقف المجتمعون عند الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وأكدوا أنّ مشروع الرئيس الشهيد للنهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لا يزال حياً، وأنّه طوال السنوات العشر الماضية، لم يفقد بريقه وأهميته كباب خلاص للبنان من أزماته.
وشدّد المجتمعون على أنّ الأولوية حالياً هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لكونه حجر الأساس في بنية الدولة التي تحتاج إلى ثبات مداميكها، وأنّ الحوار الراهن مع “حزب الله” يتخذ من الانتخاب بنداً رئيسياً، إلى جانب تجنب الاحتقان المذهبي، من دون أن يعني ذلك إسقاط الرفض المبدئي والدائم لمحاولات إجهاض المحكمة الدولية، أو القبول بقوة مسلحة من خارج إطار الدولة، أو تقاتل باسم اللبنانيين خارج الوطن.

