Site icon IMLebanon

بربّكم لِمَ تحاورون نصرالله؟! (بقلم طوني أبي نجم)

hezbollah-nasralla

كتب طوني أبي نجم

من يستمع الى كلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله يدرك تماماً أن لا وجود لمنطق الدولة لديه إلا بمقدار ما تخدم مشروعه الخارج عن الدولة وكل القوانين!

ففي خطابه مساء الاثنين 16 شباط أعلن نصرالله أنه غير معني بأي منطق توافقي في لبنان، ولا بمضمون أي حوار، إلا ضمن الأهداف التي يحددها هو.

في السياسة الخارجية حسن نصرالله يحدد ثوابته الخاصة الخارجة عن سياسة الحكومة اللبنانية: يتهم الدول الخليجية غامزاً من قناة المملكة العربية السعودية بدعم “داعش”. يؤيد تحرّك المعارضة في البحرين ضد السلطات البحرينية. يؤيد انقلاب الحوثيين في اليمن ويعتبر أن انقلابهم هو لمواجهة “القاعدة”. ويقاتل في الوقت نفسه لبقاء بشار الأسد في سوريا!

والطريف أنه يعتبر أن الولايات المتحدة تستعمل “داعش” وتنهب المنطقة… ويُغفل أن أسياده في طهران يفاوضون الولايات المتحدة سعياً للتوصل الى توافق معها ليس فقط على الملف النووي بل لنيل رضاها للعب دور بوليس إقليمي!

وفي السياسة الدفاعية عن لبنان نصرالله يضع “أمر اليوم” للحكومة والجيش: الجهوزية لمواجهة الإرهابيين على الحدود الشرقية بعد ذوبان الثلوج، لأن “حزب الله” سيستمر في القتال في الداخل السوري من القلمون وحتى درعا. وبالتالي فإن مهمة الجيش تصبح حماية ظهر قرى البقاع الشمالي من ارتدادات مشاركة الحزب في القتال في سوريا. يرفض طلب توسيع نطاق القرار 1701 والاستعانة باليونيفيل، تماما كما يرفض الاستعانة بالتحالف الدولي لمحاربة “داعش” لأنه يرفض أن يعيق أحد حرية تحركه من والى سوريا!

يتحدث نصرالله عن إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة ويتناسى أنه مسؤول عن إحراق رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما في قلب بيروت! لا بل يتقدّم بالتعزية من آل الحريري في الذكرى العاشرة لاغتياله وهو يصرّ على حماية المتهمين باغتياله ويرفض تسليمهم الى العدالة الدولية. ويتحدث عن أن “داعش” تشوّه صورة الإسلام، وهو محق في ذلك، متناسياً أنه وحزبه من أكبر المنظرين للعمليات الانتحارية في العالم وانطلاقاً من خلفية دينية إسلامية تولّى نصرالله شرحها بنفسه.

بالنسبة الى الأمين العام لـ”حزب الله” الاستنابات القضائية اللبنانية بحق عشرات الآلاف من داخل بيئته في البقاع الشمالي هي سخيفة وتافهة، وقد يكون القضاء اللبناني والنظام اللبناني تافهين، فزراعة المخدرات وترويج أمر تافه لا يستحق الملاحقة القضائية، تماما كما جرائم الخطف مقابل الفدية وسرقة السيارات وصناعة الكابتاغون وغيرها من الجرائم!

وفي موضوع رئاسة الجمهورية يناور ويناور مجدداً لإبقاء الورقة الرئاسية بيد طهران ملقياً اللوم على السعودية في عرقلة الانتخابات الرئاسية وكأن تيار المستقبل هو من يعطّل النصاب في الجلسات!

أما قمة تحدي اللبنانيين فتأتي في دعوة نصرالله الى من يدعوه الى الانسحاب من سوريا الى أن يذهب معه للقتال في سوريا، بعدما كان تحداهم سابق في الذهاب الى سوريا “لنتقاتل هناك”!

الخلاصة العملية تكمن في أن ليس لدى نصرالله ما يقدّمه، والحوار معه أثبت عقمه بفعل أن القرار هو في طهران وليس في حارة حريك. فلا قرار الانسحاب من سوريا يملكه نصرالله، ولا قرار تسليم سلاحه أو تسليم المتهمين ولا حتى قرار الإفراج عن الانتخابات الرئاسية. نصرالله أثبت بالفعل بالأمس أنه ليس أكثر من جندي في جيش ولاية الفقيه أو آمر سرية حرس حدود إيرانية على ضفاف المتوسط ليس أكثر… فبربكم لِمَ تحاورونه؟!