أوضح الرئيس سعد الحريري أنّ “هناك استقراراً أمنياً نسبياً في لبنان اليوم، وقد بذلنا ما في وسعنا طوال السنوات الماضية لإرساء هذا الأمن ولإبعاد لبنان عن الحريق السوري، ولكن استمرار الحرب الدائرة في سوريا والتدخل في شؤون سوريا يعرضا لبنان لتحديات ومخاطر كثيرة، وهي تحديات تتفاقم مع تنامي ظاهرة الإرهاب التي تشكل تحديا للعرب والمسلمين والمجتمع الدولي”.
الحريري، وخلال إستقباله مساء اليوم الخميس، في “بيت الوسط”، السفراء العرب المعتمدين في لبنان، قال: “لقد بدأنا حواراً مع “حزب الله” لتنفيس الاحتقان السنّي ـ الشيعي وللتخفيف من تداعيات مشاركة “حزب الله” بالحرب في سوريا، ونأمل أن يكون هذا الحوار منتجا لنتمكن من الخوض في مسألة الانتخابات الرئاسية، والتوافق على رئيس جديد بما يمكن لبنان من مواجهة التحديات ودعم عوامل الاستقرار والنهوض الاقتصادي والاجتماعي”.
وعرض الحريري لاقتراح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، لافتاً الى أنّ “أيّ استراتيجية لمكافحة الإرهاب لا تتم إلا من خلال الجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الشرعية، التي تتولى مسؤولياتها بجدارة على كل الأراضي اللبنانية. ولكن المدخل الصحيح لوضع استراتيجية وطنية موضع التنفيذ الجدي يكون بانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”.
وأشاد بـ”ما قدمته المملكة العربية السعودية للبنان من مساعدات وهبات سخية بلغت أربعة مليارات دولار لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، من أجل مواجهة التحديات والإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان”.
وأشار الحريري إلى أنّ “هناك دولاً عربية ترعى الاعتدال على رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ومصر”، وأضاف: “علينا أن نطور هذا النهج ونسعى بكل قوانا لتشجيع الأكثرية الصامتة للقيام بالدور المطلوب في مواجهة مظاهر التطرف أينما وجدت، وهذا بالطبع سينعكس إيجاباً على كل الدول العربية من دون استثناء”، داعياً إلى “قيام استراتيجية عربية شاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي ينتشر في العديد من الدول ويهدد العالم”.
إلى ذلك، عرض الحريري للخطر الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان وسيادته، داعياً إلى التضامن العربي في مواجهة هذه التهديدات، كما عرض لمخاطر التدخل الإيراني في الأوضاع الداخلية للبلدان العربية، لا سيما ما نشهده في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وختم موضحاً أنّ “العمل الحكومي سيعاود نشاطه قريباً، في ضوء الاتصالات التي أجراها مع رئيس الحكومة تمام سلام والقيادات المعنية”.
في المقابل، أشاد السفراء العرب بسياسة الاعتدال والانفتاح التي ينتهجها الحريري، وبحرصه على وحدة اللبنانيين وحماية لبنان واستقراره، معبّرين عن أملهم في أن تؤدي اللقاءات والحوارات والانفتاح الجاري إلى خلق نوع من الارتياح السياسي والأمني في البلد، وأن يتوج بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن.
