شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على أنّ “لبنان يشكل نموذجاً للشرق والغرب، وهو دولة علمانية تحترم الله وتحفظ للطوائف حق حرية المعتقد والعبادة”، وقال: “ما يجري اليوم في بلدان الشرق الأوسط ما هو الا حروب اقتصادية وسياسية ومذهبية بين الأصولية والإعتدال ونتيجتها واضحة للجميع، مزيد من التدمير والقتل والموت”، وأضاف: “للبنان حصة من تحمل هذا الواقع الضاغط والمقلق والمريب والمتمثل في جزء منه بنزوح نحو مليون ونصف المليون سوري الى مختلف أراضيه، وهو عاجز عن تحمل عبء هذا الواقع على الأصعدة كافة”، معتبراً أنّ “ما يحفظ لبنان على طول تاريخه الحديث والمليء بالحروب، هم القديسون الذين كلما اشتدت الازمات كلما كثروا”.
كلام الراعي جاء خلال إستقباله، في الصرح البطريركي في بكركي، قبل ظهر اليوم السبت، وفداً من الحجاج الإيطاليين والبولونيين، ضمّ نحو خمسين شخصاً، حيث يقومون برحلة حج الى لبنان عنوانها “على خطى القديسين الموارنة”.
وبعد رفع الصلاة المشتركة في كاتدرائية الكرسي البطريركي، رحب غبطته بالمؤمنين، مثمناً زيارة الحج التي يقومون بها، وعارضا لهم بايجاز تاريخ ولاهوت الكنيسة المارونية منذ نشأتها، وكيف حملت منذ البدء وبأمانة كلية الوديعتين: “الإيمان الكاثوليكي والتجذر في الأرض، وهذا ما جعلهم يصوغون من لبنان بلد الرسالة”.
كما إستقبل الراعي السيناتور الفرنسي أوليفية كاديك ترافقه عقيلته وممثلة حزب الوسط الفرنسي في لبنان باتريسيا الياس سميدا في زيارة لإلتماس البركة.
وكانت مناسبة تطرق فيها كاديك الى هدف زيارته لبنان، للاطلاع على الوضع الاجتماعي بشكل عام وكيفية مساعدة المدارس الرسمية، ودعم العمل الاجتماعي في ضوء الصداقة الفرنسية ـ اللبنانية ومن خلال الهيئات الاهلية.