شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي على “أهمية الوجود الماروني في لبنان”، موضحاً أنّ “الموارنة سعوا دائماً الى الحفاظ على استقلالية جبل لبنان والتعددية الثقافية والدينية فيه، فقد أقاموا مع الأمويين تحالفات أتاحت لهم العيش مع المسلمين بسلام، وحاربوا بعد ذلك لحماية إيمانهم. وانتشروا في عهد لويس الثاني وتلقوا دعماً من روما. لكنّهم عانوا الاضطهاد أيام المماليك، إلى أن استقرت أوضاعهم أيام العثمانيين وتمتعوا بشكل من الإستقلالية والحماية الذاتية”.
الراعي، وخلال ندوة بعنوان “على مشارف المئوية الأولى للبنان الكبير”، في الجامعة اللبنانية ـ الألمانية في ساحل علما، قال: “إنّ التعاون بين الأمير فخر الدين والبطريرك يوحنا مخلوف شكل نموذجاً عن إمكان التعاون بين الديانات والثقافات، فتجلى ذلك بنهضة عمرانية وثقافية”، مشيراً الى أنّ “هذا التعاون تواصل مع الأمراء الشهابيين، وتلت تلك الفترة حقبة نزاعات وانقسام مذهبي، ولا سيما خلال نظام القائمقامية، إلى أن ساد نظام المتصرفية الذي أرسى مبدأ المساواة بين الطوائف ومنح المسيحيين أرجحية”.
ولفت إلى دور البطريرك الياس الحويك بعد إنهيار السلطنة العثمانية في قيام دولة لبنان الكبير ودور البطريرك أنطوان عريضة الذي ساهم في تحقيق استقلال لبنان.
وختم الراعي: “عندما وضعنا المذكرة الوطنية في 9 شباط 2014، أردنا إكمال عمل أسلافنا البطاركة بروح المسؤولية نفسها، وشئناها خريطة طريق للإحتفال بالمئوية الأولى على إعلان لبنان الكبير (1920 ـ 2020). فأكدنا فيها الثوابت، وطرحنا الهواجس، ورسمنا أسس المستقبل، وحدّدنا الأولويات”.
