Site icon IMLebanon

سفّاحا الجيش..كنز من المعلومات أم ورقة تفاوض؟!

 

أعلنت مصادر أمنية لصحيفة ”السفير”، أن المطلوبين عمر وبلال ميقاتي كانا ينتقلان بين جرود عرسال وطرابلس خلال الفترات الماضية، وقد شاركا في بعض المواجهات في الداخل السوري الى جانب “داعش”، وبعد الخطة الأمنية في أول نيسان الفائت تحصنا في الأسواق الداخلية حيث نفذا العديد من الاعتداءات، وبعد مشاركتهما في المعركة الأخيرة في الأسواق وفي التبانة، تواريا عن الأنظار قبل أن ينتقلا الى جرود عرسال ومنطقة القلمون.

وتعتبر المصادر أن الميقاتيين يملكان كنزا من المعلومات، وهما بمثابة رأس السبحة التي من المفترض أن تكرّ بعد إدلائهما باعترافاتهما، والتي ستساهم حتما في كشف وتفكيك المزيد من المجموعات الارهابية والخلايا النائمة، وتوقيف عناصرها المعروفين بالأسماء لدى كل الأجهزة الأمنية والذين لا يقلون خطورة عن عمر وبلال الميقاتي.

واعتبَر مصدر عسكري لصحيفة “السفير” أنّ “هذه العملية النوعية، تؤكّد جهوزية مخابرات الجيش في عرسال والبقاع الشمالي، ومراقبتها المنطقة بدقّة، إذ إنّ الانتشار المخفي لعناصر المخابرات يوازي الانتشار العسكري الظاهر”، مشيراً إلى أنّ “هذه العملية النوعيّة، وحسبَ الإعترافات الأوّلية للمطلوبين، ستساعد على كشف مزيد من الشبكات الإرهابية وستضيّق الخناق على الإرهابيين”.

وأكّد المصدر أنّ “الجيش حرِصَ خلال العملية على الدقّة والحَذر منعاً لإراقة الدماء، وهو كان يرصد ويراقب منذ فترة حركة المطلوبين على الحدود اللبنانية ـ السورية عبر جرود عرسال وجرود القلمون حيث تتمركز المجموعات الإرهابية، وقد اشتبه بهما بعد فيديو ذبح الشهيد علي السيّد في 29 آب 2014، وبعد تحليل الصوَرِ وعرضِها على الإعلام والتعرّف إلى هوية بلال ميقاتي خصوصاً، ومنذ ذلك الوقت بدأت ملاحقتهما وتمَّ رصدُهما داخل الأراضي اللبنانية والتعرّف إليهما وحُدِّد مكان وجودهما”. ولفتَ إلى أنّ “القبض على هذين الإرهابيين سيشكّل ورقةً إضافية في التفاوض لإطلاق العسكريين المخطوفين”.

 

من جهتها، قالت صحيفة “الأخبار”: “إن صيدا ثمينا آخر في قبضة الجيش الذي أحكم قبضته على محيط عرسال. اثنان من “ذبّاحي” الأسرى العسكريين باتا في حوزة الجيش أثناء محاولتهما مغادرة البلدة البقاعية الى طرابلس.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلّ من المطلوبين عمر ميقاتي الملقب بأبو هريرة وبلال ميقاتي الملقب بأبو عمر اللبناني اعترفا بمشاركتهما في ذبح ثلاثة أشخاص، حيث كان أحدهما يذبح والآخر يتولى تصويره. وخلال التحقيقات الأولية التي أُجريت معهما إثر توقيفهما على حاجز للجيش في عرسال، تبيّن أنهما قدما من الجرود حيث مكثا في عرسال قبل أن يقررا التوجه إلى طرابلس. وقد أوقفا على حاجز تابع لقيادة اللواء الثامن، بناءً على معلومات مسبقة تفيد بأنهما سيغادران البلدة.

وبحسب المعلومات الأمنية، فإن الموقوفين ينتميان إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، علماً بأن “أبو عمر اللبناني” هو من نفّذ عملية ذبح الرقيب علي السيد، بحسب الجهات الأمنية نفسها.

وتستدل المصادر الأمنية على تورّط المذكور بالاستناد إلى اعترافات موقوفين أكدوا أنه ذبح السيد، إضافة إلى توافر أدلة تقنية تكشف أن الموقوف أرسل عبر “الواتساب” صوراً إلى أحد أصدقائه في الشمال يفاخر فيها بذبحه العسكري الأسير.

في موازاة ذلك، أكدت مصادر “جهادية” من القلمون المعلومات التي تحدثت عن ذبح الموقوفين للرقيب السيد. وقالت انه اثر الانقسام والتصفيات في القلمون في صفوف تنظيم “الدولة” اثر اغتيال أميره في القلمون “ابو اسامة البانياسي”، هرب القريبان ميقاتي من القلمون خشية تعرضهما للقتل.

وأشارت المعلومات الى ان الوضع سيئ جدا في القلمون لجهة التشتت الحاصل، كاشفة ان أفراداً من التنظيم رفعوا تقريرا للخليفة ابراهيم الذي وعد بحل الامر وتسوية الخلاف. وعن سبب عدم التحاق الموقوفان ميقاتي بـ”جبهة النصرة”، كشفت المصادر انهما يواليان في “الدولة” الجناح الذي يكفّر “النصرة”.
وتجدر الإشارة إلى أن اسم “أبو عمر” لم يكن معروفاً قبل أحداث عرسال التي تخللها خطف العسكريين، علماً بأنه ينتمي إلى جماعة الموقوف أحمد سليم ميقاتي المعروف بـ”أبو بكر ميقاتي” الذي أوقف في بلدة عاصون العام الماضي، مع الإشارة إلى أنهما ابنا عمومة. أما الموقوف الآخر عمر أحمد ميقاتي، الملقب بـ”أبو عمر”، فهو من مواليد عام 1994، كان قد بايع “الدولة الإسلامية” بواسطة والده “أبو بكر” وانضوى في صفوف مجموعته.

ويختلف عمر عن بلال بأن اسم الأول ذاع خلال أحداث طرابلس، على عكس قريبه، فقد شارك في عدة اعتداءت على الجيش. كذلك فإنّه متهم بقتل الشيخ سعد الدين غية داخل سيارته، فضلاً عن أنه متهم بقيادة المجموعة التي كانت تستهدف أبناء جبل محسن وتصيبهم في أرجلهم خلال أحداث جبل محسن ــ باب التبانة، علماً بأن المذكورين كانا يقيمان بين خان العسكر ومنطقة الزاهرية في الشمال.

وقد ذكرت المصادر الأمنية أن الموقوفين اعترفا عن مشتبه فيهم ينتمون إلى التنظيم نفسه ويقيمون في طرابلس، كاشفة أن استخبارات الجيش نفّذت سلسلة مداهمات في الشمال عقب توقيفهما. وقد جرى اقتياد الموقوفين إلى وزارة الدفاع في اليرزة.
في موازاة ذلك، ذكرت مصادر “جهادية” لـ”الأخبار” أن بلال وعمر ميقاتي بايعا “الدولة الإسلامية” منذ نحو سنة، كاشفة أن أمير مجموعتهما في لبنان كان الموقوف أحمد ميقاتي الذي سبق أن أوقف في السجون السورية حيث مكث عدة سنوات بسبب انتمائه إلى “حركة التوحيد الإسلامي”. وبعد إطلاق سراحه، أوقف لاحقاً إثر مشاركته في أحداث الضنية عام 2000. كذلك اتّهم لاحقاً بالإعداد لاستهداف السفارة الإيطالية بواسطة عبوة ناسفة.