Site icon IMLebanon

الدعم الاميركي السياسي والعسكري للبنان مستمر بعد النووي

Tony Blinken

 

مع ان الاوساط الدبلوماسية المطلعة على تفاصيل واهداف زيارة نائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن لبيروت الاحد والاثنين المقبلين تدرجها في اطار السياسة والامن في ظل الفراغ في السدة الرئاسية وخطر الارهاب المحيط بلبنان لا سيما على حدوده الشمالية والشرقية، فان مراقبين سياسيين يقرأون في الزيارة اهدافا اخرى قد تكون أبعد من هذه الملفات نسبة للمستجدات الاخيرة لا سيما توقيع الاتفاق النووي الايراني.

ويقول هؤلاء لـ”المركزية” ان ازمة الفراغ الرئاسي ومجمل الازمات الامنية التي تشكل محور متابعة اميركية ستحضر حكما في محادثات المسؤول الاميركي في بيروت لكن ثلاثة اهداف رئيسية ينوي بلينكن التأكيد عليها من خلال زيارته لبنان:

الاهتمام الاميركي بلبنان وعدم تأثره بالانشغال بالملف النووي، لأن في موازاة انصراف الادارة الاميركية الى المفاوضات النووية وإيلائها الحيز الأوسع من المتابعة، تستمر الدوائر المعنية في البيت الابيض في سياسة الدعم والمساعدة للبنان وتحرص على المظلة الدولية الواقية لاستقرار ساحته الممنوع المس بها باعتبارها خطا احمر غير مسموح تجاوزه.

نقل رسالة طمأنة الى اللبنانيين مفادها ان قرار نقل السفير ديفيد هيل من بيروت وتعيينه على رأس الدبلوماسية في باكستان لا يؤشر في اي جانب منه، الى تراخ او لامبالاة اميركية ازاء الوضع اللبناني الدقيق، وان القرار يندرج في سياق دبلوماسي محض لا آثار جانبية له، مشيرة الى ان الادارة التي عينت هيل في بيروت في حزيران 2013 قررت نقله الى باكستان بعد ان أمضى فترة انتدابه في لبنان. وكشف هؤلاء عن ان الخارجية الاميركية اختارت السفير الخلف لهيل الا انه طلب اعفاءه من المهمة لاسباب شخصية عائلية.

مساندة الدولة اللبنانية سياسيا وامنيا وعسكريا في حربها ضد الارهاب والتأكيد ان الدعم الاميركي للجيش سيستمر ما دام الخطر محدقا بالبلاد، خصوصا الارهابي منه وان دفعة جديدة منه تتضمن سلاحا متطورا ستصل الى بيروت قريبا. وسيزور بلينكن للغاية وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي لنقل هذه الرسالة التي كانت ابلغت ايضا الى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية حيث اجتمع الى مسؤولين في وزارة الخارجية والاجهزة الامنية ومستشارة الرئيس الاميركي الذين اكدوا استمرار دعم الحكومة الاميركية لسيادة لبنان واستقلاله وللشرعية اللبنانية والاجهزة الامنية اللبنانية التي تقوم بجهود جبارة في مكافحة الارهاب وحفظ الاستقرار في البلاد وصونه.

ويرى المراقبون ان الاهتمام الاميركي بلبنان عموما والمسيحيين خصوصا شهد نقلة نوعية في الآونة الاخيرة مع انصراف اكثر من مركز دراسات وابحاث الى تنظيم مؤتمرات في العاصمة الاميركية دعما لمسيحيي الشرق والاضاءة على خطر الهجرة وتداعياته السلبية على المنطقة عموما والاضاءة على كيفية حمايتهم، واشاروا الى ان هذه المؤتمرات والدراسات جاءت في ضوء تنسيق وتواصل فاتيكاني – فرنسي اميركي لحماية الوجود المسيحي في الشرق الاوسط.