Site icon IMLebanon

هكذا انهار الحكمة أمام نفسه.. قبل أن يتهاوى أمام الـUBA

تقرير خالد مجاعص

عمّق فريق الـ”يو بي إي” من جراح الحكمة، وتفوّق عليه بفارق 19 نقطة، وبنتيجة نهائيّة 84-65، ليتقدّم عليه 2-0 في المواجهة الثانية من الفاينل فور، ويتقدم بالتالي خطوة كبيرة نحو إنجاز غير مسبوق للفريق الجبيليّ، ولكلّ أندية المنطقة بالتأهّل للمرّة الأولى إلى نهائيّ بطولة لبنان لكرة السلّة.

فبكلمتين مختصرتين، عرف الفريق الجبيليّ كيف يصعد السلّم درجة درجة، وقدّم أمثولة في بطولة لبنان، كيف أنّه باللعب الجماعيّ، والمثابرة والثقة، يتمكّن نادٍ طامح وضمن ميزانيّة مقبولة من قلب المعطيات، ليفرض نفسه مرشّحاً فوق العادة لإسقاط أيّ فريق مهما علا شأنه. هذا من ناحية الـ”يو بي إي”.

أمّا من ناحية الفريق الأخضر، فالأمور معاكسة تماماً. فالحكمة قبل انطلاق الموسم أنهى جهوزيّته للبطولة، فارضاً نفسه الرقم الصعب في بطولة الموسم الحالي، موجّهاً رسالات واضحة لكلّ من يريد المنافسة أنّه في مكان، والآخرون في مكان آخر. وذلك، بعدما أعاد الألقاب إلى خزائنه بإحرازه لقب دورتين ودّيتين دوليّتين. كذلك، انطلق قطار الفريق الأخضر في البطولة بسرعة البرق، جارفاً كلّ من حاول الوقوف في دربه. وفجأة، عشيّة انطلاق مرحلة الحسم في البلاي أوفس، تهاوى الأخضر من الداخل، وأصبح سهل المنال إلى درجة أنّ الفرق الأخرى تتمنّى مواجهته في البلاي أوفس، بعدما كانت المعادلة السابقة تجنّب الأخضر مهما كانت المعطيات.

فما الذي حدث ليسقط الأخضر هذا السقوط المدوّي أمام الـ”يو بي أي” في مواجهة انتهت واقعيّاً مع انطلاق الجزء الثاني منها، لا بل من منتصف الربع الثاني.

طبعاً، لا يمكن إلّا الإشادة باللعب الجماعيّ الرائع الذي قدّمه الفريق الجبيليّ، ومدرّبه الصربيّ نيناد فوسينيتش الهادئ، والذي يتأكّد يوماً بعد يوم أنّه المدرّب الأفضل في البطولة هذا الموسم. فالـ” يو بي إي” سيطر على خصمه، وتفوّق عليه في النقاط التالية:

1-   سيطرة مطلقة للفريق الجبيليّ على الريباوند مع 48 ريباوند مقابل 33 لفريق الحكمة.

2-   فرض راتكو فاردا إيقاعه في منطقة “تحت السلّة”وهيمن على تلك المسافة وشلّ كلّ تحرّكات أميركيّ الحكمة تيرينس لازر، حيث ظهر واضحاً فارق المستوى بينهما.

3-   فرض النجم الأميركيّ في الـ”يو بي إي” جاي يونغبلاد نفسه نجم السلسلة من دون منازع، حيث يقوم بالإجهاز على خصمه ساعة يشاء ليترك التفوّق واضحاً لزملائه، وجاء ذلك واضحاً في اللقاء الثاني من السلسلة مع تسجيله 31 نقطة من بينها 6 ثلاثيّات، بينما كانت نسبة منافسه الأميركيّ براندون هايث عن تلك المسافة هي صفر من تسع محاولات، وعليه لا حاجة للمقارنة بينهما.

4-   مشاركة كلّ لاعبي الـ”يو بي إي” في شكل فعّال وحاسم دفاعيّاً، وتنويع أسلوبهم الهجوميّ، حيث كان من الصعب على دفاع الحكمة التعامل مع هذا الأسلوب من جهّة الفريق الجبيليّ.

5-   اكتفاء الفريق الأخضر (أفضل الفرق في البطولة وأخطرها في مرحلتي الذهاب والإياب عن المسافات البعيدة) بمجموع سبع ثلاثيّات فقط في نسب غير مسموحة لفريق في هذا المستوى.

6-   غياب شبه كامل لنجوم الحكمة باستثناء إيلي رستم. فلاعبو الحكمة كانوا في وادٍ وإيلي رستم وحيداً في وادٍ يحاول تقليص حجم الخسارة.

هذا قليل من الكثير من الأخطاء التكتيكيّة لفريق الحكمة التي أدّت إلى سقوط الفريق الأخضر أمام مضيفه بفارق عشرين نقطة. والحال قد تطول إذا لم يصح الجميع في الفريق الأخضر بدءاً من الجهاز الفنّي، حيث على المدرّب الثعلب فؤاد أبو شقرا وضع كلّ لاعبيه أمام المسؤوليّة وإعادة الثقة والمعنويات إلى نجومه. كذلك، أصبح على اللاعبين إدراك الواقع بأنّه عليهم (ولو كان ذلك شبه مستحيل) أن يتناسوا هروب جوليان خزّوع ومغادرة هدّافهم تيريل ستوغلين والتخلّي عن لاعب الارتكاز ديسموند بينيغر وإصابة موزّع ألعابهم رودريك عقل… وهذا شبه مستحيل. فالحكمة الذي خسر فرسانه الأربعة عشيّة البلاي أوفس هو اليوم في حاجة فقط إلى معجزة… حيث إذا لم يتمكّن الفريق الأخضر ليلة هذا السبت من صنع تلك المعجزة، سيكون خروج الحكمة مدوّياً بنتيجة 0-3، وهناك يوم آخر في تاريخ الفريق الذي صنع مع راحله الكبير أنطوان شويري حلم وطن في لعبة كرة السلّة.