Site icon IMLebanon

نصرالله يُسقط الخطوط الحمر وينقل لبنان إلى مرحلة جديدة!

 

 

رأت صحيفة “السفير” أن الإطلالة الأخيرة للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، تتطلب التمعن في مضمونها وأبعادها وأهدافها، فهي ربما فاجأت14 آذار و8 آذار، وتميّزت بالنبرة الهادئة والصلبة التي اعتمدها، وبحجم كرات النار التي دحرجها على الداخل والخارج، وبالرسائل المشفّرة وغير المشفّرة التي وضعها في يد حلفائه وخصومه، إن ما يتصل بالداخل اللبناني سواء على المستوى السياسي أو أزمة عرسال والسقف العالي الذي رفعه بتسمية الاشياء بأسمائها، او ما يتصل بالسعودية وذهابه الى القطع النهائي معها لدورها في اليمن ومع المجموعات الارهابية في سوريا ولبنان والعراق.
وأضافت: “إعلان الانتصار في القلمون كان تحصيلا حاصلا، خاصة وان هذا الانتصار قد أخبر عن نفسه بالوقائع والانجازات التي حققها “حزب الله” في الميدان. الا ان ما يوازيه اهمية، وربما يفوقه، هو التأكيد على ان ما بعد القلمون ليس كما قبله، وتلك مسلّمة تؤكدها مجموعة ملاحظات، سجلت في اطلالة السيد الاخيرة قبل يومين، كما يلي:
قدم مشهدا شفافا عن سير المعركة، عن صعوبتها وشراستها، ومن دون ان يدخل في الاستعراضات ولا التهويل:
– طمأن اللبنانيين عموما والبقاعيين خصوصا أن “لا مخاوف كما كانت، هناك نمر من ورق تهاوى، وثمة رسالة بمضمون تطميني وردت الى بعض المراجع الروحية وفيها: اطمئنوا، القرى والبلدات المسيحية في شمال بعلبك اصبحت بمأمن وأمان”.
– ألقى بثقل الانتصار على المشككين به وعلى المهوّلين على “حزب الله” بمخاطر كبرى على البلد وعلى قضية العسكريين المخطوفين، سيسببها خوضه معركة القلمون، وعلى من نظروا لهزيمة الحزب فيها أمام من سموهم بـ”الثوار”، وعلى الحملة الاعلامية الشرسة والمنظمة التي سُخِّرت لها فضائيات وتلفزيونات محلية، بهدف ردع “حزب الله” عن الذهاب الى القلمون، والتي اثبت انها فارغة، خاصة وانها استخدمت مصطلحات، وفبركات، وشائعات واكاذيب طالت شخص السيد، ولعل ابرزها تلك الاكذوبة التي قالت ان السيد يعاني أزمة صحية وتم نقله الى المستشفى بدليل انه شرب الليموناضة”!.
– توجه الى تيار “المستقبل” وحلفائه، ومن خلفه السعودية، التي يؤكد “حزب الله” انها تدعم المجموعات الارهابية في القلمون، ليؤكد ان الضغوط لا تنفع، ونحن نقدر المصلحة، وبناء على ذلك ندخل المعركة، ليس لخوضها فقط بل والانتصار الحتمي فيها.
– أخذ السيد الداخل اللبناني الى مرحلة جديدة، سياسية وغير سياسية، ربطا بنتائج معركة القلمون، وبما قد تصل اليه الامور بعد القلمون بما قد يفضي الى مشهد سياسي جديد في لبنان. ومن يريد ان يتعاطى مع معركة القلمون ببعدها اللبناني من باب التحريض على “حزب الله” ودوره وعلى المسوِّغات اللبنانية لهذه المعركة، عليه ان يتحمل لاحقا النتائج السياسية لهذا المنطق، ومن يريد ان يتعاطى مع هذا الخطر كخطر جدي يستهدف كل المكونات اللبنانية ويتوجب مواجهته بما يستحق، فهؤلاء حتما في صف المنتصرين وفي ركب مخففي الاعباء والاكلاف عن لبنان.
– يقرأ في مضمون ما قاله السيد، ان تداعيات القلمون قد لا تقتصر على نتائج موضعية او محدودة، بل يمكن ان تتدحرج لتحدث “تغييرا” كبيرا، سواء في المعادلات الداخلية القائمة او في التوازنات الاقليمية الموجودة في البلد حاليا. وهنا الرسالة البالغة الأهمية التي يضعها السيد في يد تيار المستقبل وحلفائه.
– أعلن السيد، ضمنا، من دون ان يعلن علنا، فتح معركة جرود عرسال، ولكن مع وقف التنفيذ حاليا، عبر تأكيده ان المعركة الحالية مفتوحة بالمكان والزمان، وان انتصار القلمون حقق “نصف امان”، واما الامان الكلي فلا يمكن ان يتم الا بإخراج المجموعات الارهابية من جرود عرسال.
هنا، يُدخل السيد كل الآخرين في الامتحان، وفي مقدمهم الحكومة والدولة اللبنانية، وكذلك تيار المستقبل الذي ما يزال ينظر الى المجموعات الارهابية كـثوار.
ولفتت “السفير” إلى أن ثمة رسالة شديدة الوضوح يضعها بين ايدي كل المعنيين تتعلق بوضع بلدة عرسال والجرود تفيد بما يلي: “ليس لدينا خطوط حمر، فإن لم تبادروا، هناك من سيبادر. هؤلاء المسلحون ممنوع ان يكونوا بيننا او في قرانا او موجودين في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية يهددون القرى ويستبيحون دم الناس. هؤلاء المسلحون، انتم تقولون لنا انهم يشكلون بين ايديكم قنابل موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة، يعني انكم اول من سيصاب اذا ما انفجرت تلك القنابل، وانتم تقولون لنا انهم لا يقبلون غيرهم، وانتم تقولون دائما انكم ضد الفتنة وتلعنون من يشعلها او يوقظها، تخيلوا لو ان تلك السيارة التي كانت مفخخة باكثر من 500 كيلوغرام، وُفِّق الارهابيون في ارسالها الى الداخل اللبناني وانفجرت في اي مكان، فأي صورة للبلد بعدها؟ فتنة، حرب اهلية، كارثة، الا يعني ذلك اننا قد ندخل في الشر المستطير؟.
لذلك، تكمل الرسالة، “إذا لم تأخذوا قرارا جديا بالتصدي لهؤلاء الارهابيين والتكفيريين في جرود عرسال، وهذا معناه دعم الجيش جديا والاستعداد السياسي والمادي والعملياتي لهذه المعركة التي إن لم تحصل اليوم فستحصل غدا، فهذا يعني انه سيأتي الوقت الذي لن تكون هناك اي خطوط حمر او اعتبارات حمراء او تخويف من فتنة او ما شابه، وبالتالي لن يقف حاجز امام حتمية ان تخاض هذه المعركة بالزمان والمكان المناسبين.

وأشارت الصحيفة إلى أن نصرالله رسم خط المواجهة وحدود المعركة “هي واحدة من سوريا الى لبنان، الى العراق، الى البحرين، الى اليمن”.

إلى ذلك، اشارت معلومات لصحيفة “الأنباء” الى ان “إطلالة السيد حسن نصرالله مقررة أساسا يوم 24 الجاري بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة للتحرير، إلا انه استعجل ظهوره التلفزيوني السبت، لإعلان نتائج معركة القلمون، ولقطع الطريق على ما تثيره بعض وسائل الإعلام بشأن استياء “حزب الله” من موقف الجيش الرافض تقديم المؤازرة للحزب ضد المعارضة السورية داخل الأراضي السورية، وحصره تدخله بمواجهة هؤلاء ان هم حاولوا التسلل الى الداخل اللبناني، كما حصل امس عندما تصدت مدفعيته لمحاولات تسلل باتجاه جرود عرسال، جرى رصدها ليلا. ما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم وفق الوكالة الوطنية للإعلام”.

واوضحت انه “سيكون هناك خطاب آخر لنصرالله يوم 24 ايار بمناسبة ذكرى التحرير”.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر أمنية لبنانية لصحيفة “السياسة” الكويتية أن “حزب الله” افتتح أخيراً في مستشفى الرسول الأعظم بمعقله في الضاحية الجنوبية لبيروت، غرفة مخصصة لجثث المقاتلين، تضم برادين لحفظ الموتى يتسع الواحد منهما لأربعين جثة، موضحة أن هذه الخطوة مردها إلى الأعداد الكبيرة للقتلى الذين يسقطون في سوريا.

وفي إطار الإجراءات الجديدة، يعمد الحزب، بحسب المصادر، إلى تجميع عدد من جثث مقاتليه الذين يسقطون في سوريا، بمستشفى الثورة في دمشق، حيث يتم نقلها من هناك إلى مطار المزة العسكري قبل نقلها جواً إلى إيران.

وأوضحت المصادر أن قسماً من الجثث يُدفن في إيران، بناء على “الوصية” التي يكتبها العنصر المقاتل قبل انخراطه في المعارك، فيما ينقل القسم الآخر إلى لبنان وتبلغ عائلته بأنه قتل في إيران خلال تدريبات ودورات عسكرية. ولفتت إلى أن الحزب عمد في الكثير من الأحيان إلى دفن عدد كبير من مقاتليه قرب مقام السيدة زينب القريب من دمشق، وسط تكتم شديد وبحضور عدد قليل من الأهل والأقارب.

لفتت مصادر نيابية لصحيفة “اللواء” الى ان “المواقف تكاد تكون معلنة قبل بدء الجولات. فمعظم الكتل البرلمانية، باستثناء كتلة “الوفاء للمقاومة” لا ترى إمكانية للأخذ بأي اقتراح من الاقتراحات الأربعة التي قدمها رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون، وأن الأولوية الآن هي للاتفاق على صيغة توافق تسرّع الانهاء من الشغور الرئاسي في ظل استحقاقات مقبلة لا تتعلق فقط بالتعيينات الأمنية أو الموازنة أو قانون الانتخاب أو ملء الشواغر الإدارية أو تحصين الوضع عند الحدود الشرقية من دون انتخاب رئيس أولاً”.

واشار مصدر وزاري إلى ان رئيس الحكومة تمام سلام يستند إلى دعم غالبية الوزراء في تغطية خيار التمديد من اللواءين إبراهيم بصبوص مدير عام قوى الأمن الداخلي والذي تدعمه أيضاً بقوة قوى الثامن من آذار والعماد قهوجي لقيادة الجيش، إذا تعذر الاتفاق على صيغة مكتملة للتعيينات في المراكز الأمنية”.