Site icon IMLebanon

أحمد الحريري: لن ينالوا من عرسال ووجودها سابق على وجودهم

قال الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري ممثلاً الرئيس سعد الحريري، خلال إحياء عكار وبلدة البيرة الذكرى الثالثة لمقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب، باحتفال تأبيني أقيم في مدرسة النور الاسلامية، “إنّنا كنا جميعاً بالمرصاد للفتنة كما أرادنا الرئيس سعد الحريري، في طليعة المدافعين عن الحق والعدالة والوحدة الوطنية، وفي مقدمة الغيارى على الجيش اللبناني من المندسين الذي حاولوا الايقاع بينه وبين أهله في عكار”.

وتوجه إلى الحضور بالقول: “لكم من الرئيس الحريري كل التقدير والثناء، لأنكم خير من يحمل أي قضية. وقفتم مع الحق كما كان الشيخ أحمد يقف معه في كل مكان، وتحديدا في سوريا. طالبتم بالعدالة للشيخ أحمد، كما كان يطالب معكم ومعنا بالعدالة لرفيق الحريري ولكل الشهداء. حميتم الوحدة الوطنية كما كان الشيخ أحمد يحميها باعتداله وانفتاحه. دافعتم عن عكار، كما كان الشيخ أحمد يدافع عنها منطقة للعيش الواحد وللدولة ومؤسساتها”.

وحيا الحريري “روح اللواء الشهيد وسام الحسن، الذي نجح مع أبطال شعبة المعلومات في كشف خيوط المؤامرة بحق عكار والشمال قبل تنفيذها على يد المجرمين من وكلاء النظام السوري”، مردفا إن “وسام الحسن أنقذ البلد وحقه لن يضيع، وكذلك حق الشيخ أحمد لن يضيع. نحن أهل حق نطالب بالحق ونرفع راية العدالة، والحق لا يهزم، لن نسكت أبدا عن قضاء يكيل بمكيالين ويصدر أحكاما باطلة. كالحكم المهزلة الذي أصدره القضاء العسكري بحق المجرم ميشال سماحة”.

وسأل: “أين أصبح التحقيق في قضية الشيخين عبد الواحد ومرعب؟ ولم التسويف والمماطلة في الاعلان عن نتائجه؟”، مضيفا “لسنا ممن يقفزون فوق القانون. تمسكنا الحاسم بسلطة الدولة والقانون ليس ضعفا، بل هو القوة بعينها. ونحن نشهد على أزمة من تطاول على القانون في لبنان، وحسب نفسه أكبر من بلده وأكبر من دولته وحتى أكبر من عروبته”.

وتابع: “رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي قال: “ما حدا أكبر من بلده”. نحن اليوم بأمس الحاجة إلى الاقتداء بتجربته في تحصين السلم الاهلي، على نحو ما يفعل الرئيس سعد الحريري. فكلما ارتفعت النبرة في خطاب التهديد والتخوين، نرد عليها بالتشديد على معادلتنا الذهبية، معادلة الإجماع الوطني التي من شأنها فقط أن تحمي وجود لبنان، وأن تفتح الأبواب امام المصالحات الحقيقية وانهاء الشغور في موقع الرئاسة”.

وقال الحريري: “في الماضي، لم يسلم رفيق الحريري بربط مصير لبنان بمصير الوصاية السورية. واليوم لن نسلم لوصاية السلاح بأن تربط مصير اللبنانيين، ومصير أخوتنا الشيعة بالتحديد، بمصير نظام الأسد الساقط لا محالة”.

وتابع: “قال لهم الرئيس سعد الحريري إن الرهان على انتصار بشار الأسد هو “رهان على احلام ابليس في الجنة”. ونقول لهم اليوم إن الرهان على انتصار لبنان هو الرهان الرابح، وأن حماية لبنان من كل الأخطار، هي مسؤولية وطنية مشتركة، وليست على الاطلاق مسؤولية حزب معين أو مذهب معين”.

وأضاف الحريري: “إننا لا نحتاج إلى القتال في سوريا من أجل إبعاد خطر “داعش”، ولا ننتظر ضمانات من أحد لحمايتنا من الارهاب التكفيري، لا نريد التضحية بنصف أخواننا الشيعة أو بثلاثة أرباعهم في حروب خاسرة، نريد أن نضحي جميعا كي نحمي لبنان، بالوحدة الوطنية والسلم الاهلي والاعتدال، لا بالمزيد من وضع البلد على حافة الهاوية، والقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا، ورفع شعارات التخوين ضد كل من يخالفه الرأي”.

واستطرد قائلاً: “إننا لسنا، ومن يخالفه الرأي من شيعة لبنان، في موقع من ينتظر الاستثمار في هزيمة أحد. نحن في موقع الانتصار لوجهة النظر التي تمد اليد لإنقاذ البعض من حمام الدم، وإخراجه من نفق الهزيمة والعودة به إلى لبنان”.

وقال الحريري: “في صوت العقل نعمة، سنبقى نستمع إلى صوت العقل. لن نكون إلا كما أرادنا رفيق الحريري أن نكون. كل الظلم الذي تعرض له رفيق الحريري في حياته لم يدفعه يوما إلى أن يكون ظالما. ونحن كأصحاب حق على خطاه سائرون، أن نصبر على الظلم مرات أفضل مليون مرة، من أن نكون ظالمين لمرة واحدة. في النهاية الحق سينتصر والظالم سيزول”.

وأضاف: “من أطل في الأيام الماضية يهددنا بأنه حسابنا بعدين، يكفي أن نستشهد بما قاله الله في قرآننا الكريم: ويخوفونك بالذين من دونه” لنقول له، كل شيء دون الله لا يستحق الخوف، ونقطة على أول السطر”.

وتابع: “أما من أطل يهدد باقتحام عرسال لزوم معركته الوجودية، فنقول له: وجود عرسال سابق على وجودك. من عرسال الصابرة والصامدة لن تنالوا، عرسال الحبيبة لن تكون مكسرا لعصيانكم على الاجماع الوطني، بل ستكون كما كانت دائما، في قلب الوطن، وكما كانت بالأمس، تستقبل جيشنا الوطني بالورود، والآن بعدما انتشر الجيش داخل عرسال، وهو مطلب أهلها الدائم، هل ما زلتم تريدون اقتحامها لتحريرها من الجيش اللبناني”؟

وتوقف عند الارهاب الذي يضرب المملكة العربية السعودية، فقال: “ما تتعرض له المملكة ليس وليد صدفة، إنما هو وليد عاصفة الحزم، التي بدأت تفجر عواصف ارهابهم الخبيثة، بعدما فجرت عواصف كراهيتهم ضد العرب جميعا”.

وأكد الحريري أنّ “كل المخططات الخبيثة، لن تنجح في إثارة الفتنة بين أبناء المملكة، وأن الارهاب الذي يحاول النيل منها، سيرتد على أصحابه. مملكة الخير ستبقى بخير، وستبقى قبلة العرب ومنارتهم بإذن الله، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز”.

وختم: “حمى الله المملكة العربية السعودية من كل الشرور التي تحاول النيل منها، لأنها تسعى إلى حماية العرب من كل أنواع التطرف، ولأنها تنتصر لعزتهم وكرامتهم في كل ارض عربية يحاول التطرف الايراني أو الداعشي أن يخربها”.