Site icon IMLebanon

اليونان في الواجهة فماذا عن إيطاليا وإسبانيا؟

GreeceEuro3
طوني رزق
يسعى البنك المركزي الأوروبي الى تحقيق النمو الاقتصادي لإنقاذ الاتحاد الاوروبي واليورو، وعَينه على ملفات معقدة أبرزها الملف اليوناني، من دون إغفال ملفات أخرى مثل الوضع في كلّ من ايطاليا واسبانيا.
تحتلّ اليونان ومشاكلها المالية المتفاقمة القسم الاكبر من الأخبار، خصوصاً مع اقترابها من تسجيل أوّل تخلّف عن الدفع خلال شهر حزيران المقبل.
غير انّ متاعب كل من ايطاليا واسبانيا تتفاقم هي الاخرى، فقد ارتفعت نسبة البطالة في ايطاليا مؤخراً الى 13 في المئة، وتواجه ايطاليا حالياً انتخابات قد يكون لها تداعيات غير مؤاتية على الاصلاحات والعجلة الاقتصادية. كما تعاني البلاد المذكورة انتشار عمليات الفساد على رغم الحملة التي تزعم الحكومة انها تقودها منذ فترة.

ومن جهتها ما زالت اليونان مهددة بالإفلاس مع اتجاهها لعدم سداد استحقاقات لصندوق النقد الدولي خلال شهر حزيران المقبل وقيمتها 1,6 مليار يورو. إذ يقول المسؤولون هناك انهم لا يستطيعون سداد هذه الديون التي سوف تستحق، الأمر الذي اذا ما حصل فسوف يكون على حساب دفع الأجور ومعاشات التقاعد.

وما زالت اليونان ترفض تقديم المزيد من التنازلات في مفاوضاتها مع كل من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل حصولها على مساعدات مالية جديدة قيمتها 7,2 مليار يورو.

وعلى رغم اعتقاد الكثيرين بأنّ اليونان تناور عندما تقول انها متجهة الى الافلاس، فإنّ البعض يؤكد انه لم يعد هناك المال لدفع اربعة استحقاقات تزيد كل واحدة منها عن 300 مليون يورو وذلك بين 5 و19 حزيران المقبل. وعليه، ما تزال اوضاع اليونان المالية تضغط
على الاسواق المالية العالمية.

ومع صدور أمر قضائي بإعادة دفع نحو 14,2 مليار دولار من معاشات التقاعد بعد اقتطاعات قامت بها الحكومة بشكل غير دستوري وقانوني وسوف يشكّل ذلك المزيد من الصعوبات امام الحكومة الايطالية.

ومع المصاعب المالية التي تواجه اسبانيا ايضاً، صاحبة اكبر نسبة بطالة في الاتحاد الاوروبي، يقوم البنك المركزي الاوروبي بتعزيز سياسات التحفيز الاقتصادي. هذه السياسات التي يبدو انها بدأت تأتي ببعض النتائج الايجابية، ولكنّ التساؤل يبقى حول ما اذا كانت الدول الاوروبية التي تعاني الصعوبات سوف تصمد الى حين يتحقق الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو.

وهذه الاجواء تحكم حالياً أسعار صرف اليورو إزاء الدولار الاميركي، وهي أسعار تتراوح حول مستوى 1,9 في المئة حالياً على رغم التوقعات بتراجع هذه العملة الى 1,05 دولار ثم الى دولار واحد.

إتجاهات الاسواق المالية

استحوذت أسهم شركة سوليدير على الجزء الاكبر من تداولات الامس في بورصة بيروت حيث جرى تبادل 66438 سهماً للفئة (أ) و52549 للفئة (ب)، فزادت الاولى بنسبة 0,52 في المئة الى 11,50 دولاراً وزادت الثانية بنسبة 0,35 في المئة الى 11,38 دولاراً.

امّا حجم التداول الاجمالي في البورصة أمس فبلغ 186345 سهماً قيمتها 2,15 مليون دولار، وسجّل تبادل 69 عملية بيع وشراء على ثمانية أسهم: ارتفع منها 5 اسهم واستقرّت ثلاثة اخرى.

ولقيت الاسهم اللبنانية امس دعماً من دخول الجيش الى بلدة عرسال، الأمر الذي جَنّب البلاد توترات عسكرية وأمنية خطيرة. وارتفعت اسهم بلوم العادية 0,73 في المئة الى 9,60 دولار، وحققت اسهم بنك عودة افضل أداء مع ارتفاعها 5,27 في المئة الى 6,59 دولار، وزادت اسهم بنك بيبلوس العادية بنسبة 1,25 في المئة الى 1,62 دولار.

ومع تباطؤ الاقتصاد الاميركي في الفصل الاول من العام ساهمت قوة الدولار الاميركي في تقويض أرباح الشركات، وخصوصاً تلك التي تعتمد على التصدير. لكن الدولار تابع تحسّنه مُتجهاً لإقفال شهر ايار على ارباح بفضل اشارات الاحتياطي الفدرالي الاميركي عن رفع اسعار الفائدة المحتمل خلال العام الجاري.

لكنّ اليورو تحسّن أمس بنسبة 0,36 في المئة الى 1,0985 دولار مقابل تراجع الدولار ايضاً بنسبة 0,01 في المئة فقط الى 123,93 يناً. إلّا أنه تقدّم مقابل الاسترليني بنسبة 0,19 في المئة الى 1,5285 دولار.

ومع استمرار الغموض بشأن الملف اليوناني، تماسكت اسعار الذهب أمس عند مستوى 1189,60 دولاراً للأونصة كما زادت الفضة بنسبة 0,25 في المئة الى 16,71 دولاراً للأونصة.

ولقيت اسعار النفط دعماً من تراجع المخزونات الاحتياطية الاستراتيجية الاميركية، في دلالة على ارتفاع الاستهلاك النفطي في اكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم. لكنّ تماسك الدولار حَدّ من المكاسب في اسواق النفط، فزاد سعر النفط في نيويورك 1,07 في المئة الى 58,30 دولاراً للبرميل، كما زاد سعر برميل نفط برنت الخام في لندن بنسبة 1,20 في المئة الى 63,33 دولاراً للبرميل.

وتراجعت الاسهم الآسيوية (في الصين واليابان وهونغ كونغ) ضمن نطاق ضيق جداً صعوداً وهبوطاً، في حين تراجعت الاسهم في كل من فرانكفورت 1,17 في المئة وباريس 1,14 في المئة ولندن 0,02 في المئة، نتيجة القلق بشأن اليونان. كذلك فتحت الاسهم الاميركية على تراجع تراوَح بين 0,10 في المئة و0,28 في المئة.