Site icon IMLebanon

اليونان: خيارات حاسمة غداً بمفاوضات اللحظة الأخيرة

يعكف وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس على استغلال اللحظات الأخيرة من المفاوضات بشأن مأزق بلاده من خلال فرض ضغوط على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل معتبراً أنها “تقف أمام خيار حاسم يوم غد الاثنين” في القمة الأوروبية الطارئة المخصصة للأزمة اليونانية، حيث مطلوب من أثينا أن تقدم اقتراحات جديدة للتوصل إلى اتفاق.
ووفقا لما نقلته وكالة “فرانس برس”، يؤكد المسؤولون الأوروبيون أن الكرة الآن في ملعب أثينا، قبل الاجتماع الحاسم في بروكسل، لكن فاروفاكيس دعا من جهته المستشارة الألمانية إلىى تحمل مسؤولياتها.
وكتب فاروفاكيس في مقال ينشر اليوم الأحد في صحيفة فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ أن ميركل تستطيع “التوصل إلى اتفاق مشرف مع حكومة رفضت “برنامج الإنقاذ” وتتطلع إلى حل تفاوضي، أو الخضوع لصفارات الإنذار (التي تطلقها) حكومتها والتي تشجعها على التخلي عن الحكومة اليونانية الوحيدة الوفية لمبادئها والتي يمكنها أن تقود الشعب اليوناني على طريق الإصلاح”.
وتعتبر حكومة الكسيس تسيبراس أنها قدمت حتى الآن عدداً كبيراً من التنازلات وطرحت مجموعة متكاملة من المقترحات التي تجمع بين خفض الإنفاق وارتفاع العائدات والإصلاحات البنيوية. لكن أحد المقربين من رئيس الوزراء لم يستبعد إجراء مزيد من التعديلات بعد أسبوع على قيام المدخرين اليونانيين بتسريع سحوباتهم المصرفية.
ولمح وزير الدولة اليكوس فلامبوراريس إلى أن اليونانيين يمكن أن يعدلوا عروضهم.
وردا على سؤال لشبكة ميغا التلفزيونية، تحدث عن عدد كبير من الوسائل لتوفير مئات ملايين اليورو الإضافية، منها تسريع إلغاء التقاعد المبكر الذي وافقت اليونان حتى الآن على مبدئه، وخفض سقف الضرائب على أرباح المؤسسات.
ولكن شيئا لم يرشح عن نيات الكسيس تسيبراس، الذي فور عودته من روسيا، اجتمع بعد الظهر مع فريق التفاوض اليوناني، الذي يضم فاروفاكيس ونائب وزير الخارجية اقليدس تسكالوتوس.
وتمت الدعوة إلى مجلس وزراء الأحد في تمام الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي، ولم يتم الإعلان عن أي اتصال هاتفي بين تسيبراس ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، رغم إعلان المفوضية الجمعة احتمال عقد لقاء بينهما نهاية الأسبوع.
ونبه رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك اليونان الجمعة إلى ضرورة الإسراع في الاتفاق مع دائنيها، الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وإلا فأنها “ستتجه مباشرة نحو التخلف عن الدفع”. ودعا البيت الأبيض بدوره إلى الاسراع في التوصل إلى تسوية حول “برنامج اصلاحات يتسم بالمصداقية”.
من جهته قال وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو في مقابلة تلفزيونية السبت أنه لا يمكن “معرفة ما ستكون عليه بالضبط ردة فعل الأسواق وحالتها النفسية إذا فشلت اليونان، اذا خرجت اليونان من منطقة اليورو”، مضيفا “اعتقد أن لا أحد يجب أن تكون لديه الرغبة بأن يعرف ذلك”.
بدوره قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان في مقابلة تنشرها أسبوعية لو جورنال دو ديمانش في عددها الصادر الأحد أن تخلف اليونان عن السداد وخروجها من منطقة اليورو تبعاتهما “مجهولة”، مشدداً على أن “حجم المخاطر مجهول، وبالتالي يجب تجنب هذا السيناريو”.
ويبحث الرئيس فرنسوا هولاند الأحد الأزمة اليونانية مع رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي على هامش افتتاح جناح فرنسا في معرض ميلانو الدولي، وفق ما أعلن قصر الاليزيه.
وتشهد المفاوضات بين اليونان ودائنيها مأزقا منذ خمسة اشهر. وارتفعت وتيرة السحوبات المصرفية من اليونان في الأيام الأخيرة وسط مخاوف من أن تعجز أثينا عن السداد مع نهاية هذا الشهر.
ومن دون ان توافق على مجموعة من التدابير لخفض الانفاق في الميزانية وتوفير الأموال، قد لا تتمكن اليونان التي تحتاج إلى الأموال، من دفع نحو 1,5 مليار يورو الى صندوق النقد الدولي في 30 يونيو، مع ما ينجم عن ذلك من عواقب يصعب تصورها، ويمكن أن تصل إلى حد الخروج من منطقة اليورو.
وذكرت صحيفة ألمانية من دون أن تحدد مصادرها أن بروكسل تطالب أثينا بتنازلات تشمل نظام التقاعد وزيادة الضريبة على القيمة المضافة. وفي مقابل ذلك، فان برنامج المساعدة الحالي البالغة قيمته 7,2 مليارات يورو والذي ينتهي مفعوله في نهاية يونيو سيمدد حتى سبتمبر على الأقل مع اضافة 6 مليارات يورو.
ولكن الإفراج الفوري سيشمل فقط 3,7 مليارات يورو مع وجوب موافقة أعضاء منطقة اليورو وخصوصا البرلمان الألماني على هذا الأمر قبل منتصف يوليو.
وتظاهر آلاف الاشخاص السبت في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا تضامنا مع المهاجرين في أوروبا ورفضا للتقشف في اليونان.