ميليسا لوكية
مصر على موعد غداً الخميس مع افتتاح قناة السويس الجديدة، التي يندرج انشاؤها ضمن لائحة أهم الانجازات التي حققتها البلاد في الفترة الاخيرة. وتعتبر هذه القناة القلب النابض للاقتصاد المصري منذ ما يزيد عن 150 سنة، اذ يتوقع ان تزيد الايرادات السنوية منها من 5,3 مليارات دولار في 2015 الى 13,2 ملياراً في 2023، اضافة الى تحولها احد أهم الخطوط الملاحية البحرية.
يتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الى مصر غداً الخميس، للمشاركة في افتتاح القناة الجديدة. وينتظر ان يحضر الاحتفال، الى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عدد كبير من رؤساء دول العالم.
والجدير ذكره في مجال الحضور اللبناني، فوز شركة لبنانية للتسويق بهذا المشروع وبتنظيمه، وهي شركة “ميماك
أوجلفي” Memac Ogilvy & Mather للعلاقات العامة. ويفسر رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي للشركة ادمون مطران لـ”النهار”، انه لا يمكن للشركات ان تتقدم من تلقاء نفسها بطلب لتولي مسؤولية تنظيم الاحتفال والترويج له، مضيفاً ان الحكومة المصرية اختارت 7 شركات عالمية للعلاقات العامة، وفازت شركته في النهاية بعدما طلب اليها القيام بخطوات عدة، منها اجراء مقابلات مع عدد من المعنيين في القناة. ويؤكد ان “ميماك أوجفلي”، التي تسوّق حاليا الى القناة في الاميركتين، الصين، اليابان وغيرها من الدول، “جديرة بتولي هذه المهمة وخصوصا انها فازت بجوائز عدة من ضمنها جوائز من كان ولندن”.
وبعد الحوادث الدامية التي مرت فيها مصر والثورات التي واجهتها، يبدو ان المخاوف من أي هزة امنية كانت بين المشكلات التي اعترضت الشركة أثناء قيامها بعملها. وهنا يؤكد مطران ان الاجراءات الامنية المتخذة مشددة جدا، تماما كما كانت الحال اثناء المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ اخيرا بعنوان “مصر المستقبل”. وتوجه بالشكر الى الحكومة المصرية التي اتاحت للشركة فرصة “التأكيد للجميع ان في الشرق الاوسط كفايات تفوق تلك الموجودة في دول الغرب”.
وقد وظفت الشركة نحو 350 شخصا لتنفيذ العمل الموكل اليها، وفق المعلومات التي ذكرها مطران الذي اشار الى ان قيام شركة عربية بهذا العمل اسهل واجدى بالنسبة الى دولة عربية اخرى، نظرا الى التقارب في مجال اللغة، الثقافة وغيرهما.
اخيرا، اشار مطران الى توظيف التحديات التي لطالما واجهها اللبنانيون في سبيل تحقيق المزيد من النجاح وتخطي كل ما يعوق دربهم. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقّع وثيقة حفر قناة السويس الجديدة في 5 آب 2014، ملزما منفّذي المشروع الانتهاء منه بعد سنة واحدة فقط. واعلنت هيئة قناة السويس ان تكاليف الحفر 8 مليارات دولار، 4 مليارات دولار لحفر قناة موازية للمجرى المائي الحالي لقناة السويس، الى جانب 4 مليارات اخرى لحفر 6 انفاق تعبر أسفل قناة السويس، 3 في الاسماعيلية وفي السويس، و2 لعبور السيارات، وواحد للقطارات، وذلك لكل محافظة، اي ما يوازي 60 مليار جنيه مصري تقريبا.
واستناداً الى ما ورد على الموقع الرسمي للقناة، فان القدرة الاستيعابية ستكون 97 سفينة قياسية يوميا في سنة 2023 بدلا من 49 سفينة يوميا في 2014. وتأمل الحكومة المصرية من خلال هذا المشروع، في تعظيم القدرات التنافسية للقناة وتمييزها عن القنوات المماثلة، ورفع درجة التصنيف العالمي للمجرى الملاحي نتيجة زيادة معدلات الأمان الملاحي أثناء مرور السفن.